في ظل تصاعد الرفض الشعبي لأدائه.. هل سيتجاوز اليمنيون المجلس الرئاسي لاستعادة دولتهم؟ (تقرير)
- فارس محمد الإثنين, 15 أغسطس, 2022 - 05:14 مساءً
في ظل تصاعد الرفض الشعبي لأدائه.. هل سيتجاوز اليمنيون المجلس الرئاسي لاستعادة دولتهم؟ (تقرير)

[ تصاعد الرفض الشعبي تجاه أداء المجلس الرئاسي وتمكين المليشيا من الانفصال ]

رفض شعبي متصاعد  يسود الشارع اليمني بمختلف أطيافه ومكوناته من أداء مجلس القيادة الرئاسي خصوصا بعد مواقفه الأخيرة  من الأحداث في محافظة شبوة جنوبي البلاد.

 

وساهم تعامل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي مع أحداث شبوة ـ إلى جانب الوضع الخدمي المتردي ـ  بشكل كبير في تغذية حالة الغضب الشعبي تجاه المجلس بأعضائه الثمانية، خصوصاً بعد الإهانة البالغة التي ارتكبت بحق العلم الوطني والانتهاك الصارخ للطيران المسير الاماراتي للسيادة اليمنية بالمحافظة وقصفه للقوات النظامية وصمت المجلس جراء ذلك.

 

وهدد رئيس المجلس خلال لقائه قيادات مجلس النواب الأحد في قصر المعاشيق بعدن بعدم السماح بالإساءة إلى المملكة والإمارات أو انتقادهما في الوقت الذي يغض الطرف عمن يسيء إلى الدولة ويقتل رجالها ويدمر مؤسساتها ويدوس علمها.

 

خيبة أمل مبكرة

 

إخفاقات المجلس الرئاسي في أحداث شبوة وغيرها من ملامح الفشل تشير لعجز المجلس والرئيس العليمي عن إحداث أي تطور في قضايا ملحة خصوصاً ما يتعلق بالسيادة والأمن إلى جانب الخدمات والاقتصاد ـ حسب تعبير المحلل السياسي وديع عطاء.

 

وقال وديع في تصريح خاص لـ "الموقع بوست": يمكن القول أن بوادر خيبة أمل مبكرة تسود الشارع اليمني بمختلف أطيافه ومكاناته في أداء مجلس القيادة الرئاسي خصوصا بعد مواقفه من الأحداث الأخيرة في شبوة بالإضافة إلى عدم لمس المواطن أي تحسن اقتصادي على الأقل في أسعار المواد الاستهلاكية وكذلك المحروقات.

 

وافقه في ذلك  الباحث فهد سلطان حيث قال لـ "الموقع بوست": إن أداء المجلس الرئاسي يتكشف يوما بعد أخر، حيث لم يستوعب المواطن اليمني البسيط بأن رئيس المجلس الرئاسي يتخلى عن كثير من القضايا الوطنية كما حصل في شبوة.

 

وأضاف سلطان "ولذلك الرفض الشعبي أو قل حالة الذهول الشعبي طبيعية وخاصة أن المجلس حتى الآن لم يفي بأي التزام له، في الجانب الاقتصادي القضية القريبة من حياة الناس ولا عن الجانب الأمني الأمني والسياسي التي باتت تبرز من خلال الأحداث الأخيرة".

 

واتهم سلطان التحالف بالوقوف وراء صناعة  هذا الوضع المخيب للمجلس الرئاسي وارجع الهدف من ذلك إلى خلق نوع من عدم الثقة بين المجلس والمواطن للمحافظة على إبقاء على ما هو عليه دون أي تطور ملموس هذي فكرة خطرة جدا ـ حسب وصفه .

 

الباحث "عادل دشيلة" أعرب عن خيبة ظنه من أداء المجلس الرئاسي  حيث قال في حديثه لـ "الموقع بوست": تسارع الأحداث في المناطق التي يفترض أن تكون محررة  وتحت قيادة الدولة والمجلس الرئاسي بشكل عام يشير إلى أن هناك اختلالات كبيرة أمنية وعسكرية.

 

وأشار دشيلة إلى أن ذلك يعقد من مهمة المجلس امام الجماعة الحوثية ويضعف موقفها السياسي لإبرام أي تسوية سياسية معهم في المستقبل وفقا لما تم إعلانه في بيان نقل السلطة في أبريل الماضي.  

 

تصاعد حدة الغضب

 

يقول  سلطان إن الرفض الشعبي والرسمي الحاصل داخل مكونات المجتمع اليمني تجاه المجلس الرئاسي تعد حالة  طبيعية  في ظل أن المجلس حتى الآن لم يفي بأي التزام له في الجانب الأمني أو السياسي والتي باتت تبرز من خلال الأحداث الأخيرة في شبوة على وجه التحديد ومحافظات الجنوب بشكل عام، ولا في الجانب الاقتصادي القضية القريبة من حياة الناس.

 

وهددت أطراف يمنية من الانسحاب من المشاركة السياسية على خلفية أداء ومواقف المجلس الرئاسي من أحداث شبوة واصفتا اياه بـ "المخذول والمخزي" و"غير المقبول" على رأسهم حزب التجمع اليمني للإصلاح.

 

كما أقدم عضو المجلس الرئاسي عبد الله العليمي على تقديم استقالته من المجلس الرئاسي لسبب ذاته كما كشفت تسريبات عن عزم عدد من القيادات في الحكومة والمجلس والتيارات السياسية الأخرى تقديم استقالتهم خلال الأيام المقبلة في حال استمر أداء المجلس على ما هو عليه.

 

وحمل تيار ما يسمى بـ "الصقور الشرعية" على رأسهم نائب رئيس مجلس النواب "عبد العزيز جباري"  ووزير الداخلية السابق "محمد الميسري" رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة المسئولية الكاملة عن أحداث شبوة والدماء التي سفكت في شبوة.

 

 واتهم "الميسري" رئيس المجلس رشاد العليمي بشرعنة قصف الطيران الإماراتي للقوات النظامية والشرعية بالمحافظة وإقصاء رجال الدولة المخلصين وتمكين مليشيات مدعومة من قوى خارجية التي من المفروض محاكمتها على جرائمها بحق الجيش، متهما إياها بالسعي لتنفيذ مشروع يهدف لتقسيم البلاد وإضعافها، وأن هذا المشروع لن يتوقف عند شبوة بل يستهدف محافظات الجنوب من باب المندب وحتى المهرة وباستخدام أيادي داخلية مأجورةـ حسب وصفه.

 

مستقبل مجلس القيادة

 

يقول الباحث عادل دشيلة إنه في حال  استمرار نفس سيناريو شبوة  في المناطق الأخرى فلا يستبعد أن يتفكك المجلس الرئاسي وهذا سيكون خطوة كبيرة على مستقبل التسوية في اليمن بشكل عام وعلى مستقبل البلاد السياسي والجغرافي.

 

وتابع "لكن تسارع الأحداث في المناطق التي يفترض أن تكون محررة وتحت قيادة الدولة والمجلس الرئاسي بشكل عام يشير إلى أن هناك اختلالات كبيرة أمنية وعسكرية، وهذا بكل تأكيد يعقد من مهمة المجلس أمام الجماعة الحوثية  ويضعف موقفها السياسي لإبرام أي تسوية  سياسية".

 

 ونوه دشيلة إلى خطورة الوضع القائم في شبوة والمناطق المحسوبة على الحكومة الشرعية على مستقبل الحل السياسي في البلاد، وقال: "في حال  استمرار نفس سيناريو شبوة  في المناطق الأخرى فلا يستبعد أن يتفكك المجلس الرئاسي  وهذا سيكون خطوة كبيرة على مستقبل التسوية في اليمن بشكل عام".

 

وتابع "في تصوري فإن الأمور في هذه اللحظة لا تزال ضبابية وغير واضحة المعالم وإن كانت المؤشرات الأولية تشير إلى أن المشهد يسير في الاتجاه المعاكس، ولكن لا ندري ما ستحمله لنا الأيام وما علينا سوى الانتظار ولن يطول انتظارنا".

 

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامع صنعاء وعضو مجلس النواب "منصور عزيز الزنداني"  يقول: إن حرب شبوة ليست كما بعدها، لأن الوحدة اليوم هي خطر أكثر من أي وقت مضى والمؤامرة انكشفت بوجهها القبيح".

 

وتابع الزنداني في منشور له الأحد "هناك سياسات كثيرة حتما ستتغير في الشأن اليمني بهدف صناعة السلام بشروط أبنائه وليس بشروط خصومه وأعدائه، ومن يقف معهم وبما يحقق مصالح الوطن العليا بالدرجة الأولى".

 

والأربعاء الماضي هدد وزير الداخلية السابق محمد الميسري إلى اللجوء الى  ما سماها بـ "خيارات ومسارات مفتوحة وغير معهودة"  توقف  مشروع التآمر على وحدة البلد وعلى قادتها وقواتها العسكرية، متهما المجلس الرئاسي بالوقوف وراء تنفيذ هذا المخطط والمشروع.

 

ودعا الميسري اليمنيين شمالا وجنوبا إلى الالتفاف وراء هذه الخيارات حين إعلانها كونها هي من ستحفظ  لليمنين وحدتهم وكرامتهم  ووطنهم  ـ حسب وصفه، الأمر الذي  اعتبره مراقبون ينبأ عن وجود تحرك دبلوماسي وسياسي  للبحث عن بديل  للمجلس الرئاسي القائم.


التعليقات