[ إطلاق الصواريخ كما بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين ]
من جديد، مدينة نجران (جنوبي السعودية) في مرمى صواريخ الحوثيين، بعد إعلان الجماعة إطلاق دفعة من صواريخ "بدر1 بي" البالستية على مهبط مروحيات الأباتشي وسكن الطيارين التابع للقوات السعودية في بير عسكر بالمدينة.
تصعيد مفاجئ جاء بعد نحو عشرة أيام من إعلان الحوثيين وقف الهجمات الصاروخية على المملكة، وبعد أقل من أسبوع على مغادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء وقيامه بزيارة الحديدة، وذلك في إطار محاولته التمهيد لجولة جديدة من المشاورات قالت الخارجية الأميركية إنها ستعقد خلال أيام في السويد.
ولم يقتصر تصعيد الحوثيين عند إطلاق الصواريخ، بل ذهب الناطق باسمهم محمد عبد السلام لمهاجمة المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وقال إنه لم يقدم جديداً منذ تعيينه، وإن نشاطه يأتي في إطار الكلام وتبادل النقاش وتقديم الوعود.
وفي تعليقه على إطلاق الصواريخ تجاه المملكة، قال عضو وفد جماعة الحوثي المفاوض عبد الملك العجري إنه ليست هناك علاقة للصواريخ التي تم إطلاقها بمسار المشاورات، وما تم إعلانه سابقاً.
وأضاف العجري للجزيرة نت أن إطلاق الصواريخ توقف بعد المبادرة التي أعلنوها من جانب واحد قبل زيارة المبعوث الأممي لصنعاء، "ولكن لم تتم الاستجابة لها من قبل التحالف السعودي الإماراتي، وكان من الطبيعي أن تتم معاودة إطلاق الصواريخ نتيجة تعنت العدوان السعودي الإماراتي ورفضه أي مبادرة للتهدئة".
ضغوط سياسية
ويرى المحلل السياسي اليمني الدكتور فيصل الحذيفي أنه ليست ثمة علاقة للقصف مع المحادثات، مؤكدا أن صواريخ الحوثيين مستمرة، لإحداث خرق في تحييد طيران دول التحالف والتزامها بالهدنة.
وأضاف للجزيرة أن الصواريخ لا تشكل تهديدا حقيقيا بقدر ما تشكل هاجسا أمنياً على سكان جنوب السعودية، مشيرا إلى أن "الحوثيين يسعون للضغط بالقصف الصاروخي، ويسعون إلى إدراج ذلك ضمن أي محادثات أممية، ليتفرغوا لحربهم الداخلية، ظنا منهم أنهم سيحققون نصراً يخصهم ويعزز سلطاتهم".
من جهته، يؤكد الباحث اليمني إبراهيم القعطبي أن كل ما يقوم به الحوثيون اليوم هو بسبب فشل السياسة السعودية والإماراتية في اليمن إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، إضافة إلى أن الضغط الدولي لإيقاف الحرب باليمن أصبح يخدم الحوثيين كثيراً، ولا يجعلهم يشعرون بأن هناك أي رادع سيوقفهم.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الحوثيين اليوم أصبحوا يتصرفون من موقع الأقوى والمسيطر على الأرض، لأن التحالف ذهب بعيداً عن هدف تدخله العسكري في اليمن وهو استعادة الدولة، وإنما قام بإنشاء مليشيات في الجنوب والسيطرة على الموانئ ومفاقمة أوضاع اليمنيين.
ويشير القعطبي إلى أن هناك تحركات جديدة أيضاً تصب في مصلحة الحوثيين، من أبرزها موقف مجلس الشيوخ الأميركي، وهو ما يساعد الحوثيين ويجعلهم يتصرفون من منطلق القوي الذي يمتلك غطاء دوليا.