حملة روسيا في سوريا رفعت الغطاء عن تحديث الجيش
- الأحد, 18 أكتوبر, 2015 - 01:56 صباحاً
حملة روسيا في سوريا رفعت الغطاء عن تحديث الجيش

قالت صحيفة نيويورك تايمز: إن أسبوعين من القصف الجوي والصاروخي لروسيا في سوريا منح أجهزة الاستخبارات الغربية نظرة عميقة على التحول الذي طرأ على قدرات روسيا العسكرية تحت قيادة فلاديمير بوتن، وأظهر قدرتها على تنفيذ عمليات خارج حدودها وأعطى شرحا علنيا للاستراتيجية وتكتيكات وأسلحة روسيا في الشرق الأوسط.
 
وأضافت الصحيفة أن الضربات الجوية الروسية شارك فيها طائرات لم تختبر من قبل في المعارك ومنها سوخوي 34 المقاتلة، واستخدم أيضا صواريخ كروز من سفن متمركزة على بعد حوالي ألف ميل من سوريا، وهي صواريخ يقول عنها محللون: إنها تتخطى نظيرتها الأميركية في القدرات التكنولوجية. وكانت الطائرات الروسية قد نفذت غارات دعما للقوات البرية لنظام الأسد المتقدمة ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة، ومن المتوقع أيضا أن تقدم روسيا دعما جويا لغارة يقودها الإيرانيون في محافظة حلب شمال غرب سوريا. ووصف مسؤولون أميركيون التنسيق الروسي-الإيراني-السوري بأنه ناجم عن شهور من التخطيط الدقيق لشن أول حملة عسكرية روسية خارج حدود الاتحاد السوفيتي منذ انهياره قبل عقدين.
 
ونقلت الصحيفة عن محللين ومسؤولين قولهم: إن العمليات الروسية عند النظر إليها مجتمعة، فإنها تعطي نظرة عن التحديث العسكري الذي جرى في روسيا لعدة سنوات، رغم الضغوط المالية التي تتعرض لها، وأن هذا التدخل في سوريا وآخر في أوكرانيا، قد دق ناقوس الخطر في الدول الغربية.
في هذا الصدد قال جوستاف جريسيل الضباط السابق في الجيش النمساوي في تقرير موجه لمجلس الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية: إن بوتن رئيس روسيا قام بأسرع عملية تحديث للجيش الروسي منذ 80 عاما، وإن «روسيا تعد الآن قوة عسكرية تستطيع هزيمة أي من جيرانها، إذا لم يتلقوا دعما غربيا».
وتشير نيويورك تايمز إلى أن المقاتلات الروسية تنفذ غارات جوية في اليوم العادي ضد المعارضة السورية بنفس قدر الغارات التي تنفذها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا ضد تنظيم الدولة الإسلامية كل شهر خلال هذا العام.
 
ووصفت الصحيفة العملية الروسية في سوريا بأنها باتت في الواقع معمل اختبار لروسيا التي باتت ذات طابع صدامي ومتحد تحت قيادة فلاديمير بوتن، الذي وصف العملية بأنها قد تكون رسالة للولايات المتحدة والغرب بشأن استعادة روسيا براعتها العسكرية وقوتها العالمية بعد عقود على انهيار الاتحاد السوفيتي.
 
وأشارت الصحيفة إلى روسيا على عكس حملتها السرية في جنوب وشرق أوكرانيا، تنفذ غارات علنية في سوريا والتي يتم توثيقها بصخب كبير من قبل وزارة الدفاع الروسية والتي بدوريها توزع لقطاع فيديو استهداف المعارضة السورية بنفس طريقة توزيع أميركا لفيديوهات حرب الخليج في تسعينات القرن الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن حرب روسيا في سوريا أتاحت للمحللين النظر على جيش كان ينظر إليه على مدار 25 عاما مضت باعتباره قوة متهالكة تقوم على أنظمة قديمة وينخر فيها الفساد لدرجة لا تقدر معها على تنفيذ مهام خارج حدودها.


التعليقات