كل من يتابع الاحداث بل الخطوب والجوائح التي تعيشها اليمن يدرك ان العنت والتصلب والجهل قد بلغ مداه. وبمقارنات بين الفرقاء أي بين المتمردين والشرعية نجد ان الامور اليوم تسير نحو النصر الواضح للشرعية في حربها المشروعة ضد الغاصبين.
تعالوا نحسب ضربات الجزاء التي تتوالى على المتمردين التي تكيلها الشرعية بكل ثبات وتقدم بل والمساحات التي تطوى طي السجل تحت اقدام جيش الشرعية والحلفاء، فطلائع جيوش الشرعية والحلفاء مع من يسندها من القبائل اليوم على تماس في مناطق -البُقع وحرض وفي نَهِمْ- وقبل هذا تم تحرير ميناء ميدي ولم يبق من مساحات الارض الغير محررة من الوطن الا أقل من مرمى حجر.
تحت هذا الظرف والوضع الجلي الحاسم يدرك الجميع وكل متتبع ومحايد، يدرك ان -صعدة- قاب قوسين او ادنى من التسليم، وكذلك العاصمة صنعاء التي تصيخ السمع اليوم الى دوي القذائف وهي تدك معاقل المتمردين على مشارفها وعلى تخوم مطارها الدولي، لكن الذين تعودوا الأستخفاف بالوطن والإنسان وجندوا الاطفال وكمموا الأفواه يتجاهلون الاخطاء ويستخفون بالأرواح ويمارسون على انفسهم التزييف وقبول قناعاتهم المريضة بالصمود الانتحاري وقد سبقهم في ذلك زعماء ظنوا ذلك، وما قبضوه ما سوى الريح وما جنوه هو الخسران والحسرات.
من بقي في هذا الوطن والمحيط الدولي ليساند هولاء المتنمرين ؟ لا احد فكل الدول العربية والعالمية تساند الشرعية وجيوش الحلافاء يطوفون بمياه اليمن ومدنها وبرها وجبالها. وعن مصدر صمود المتمردين فلا مصادر ولا مدد وما سوى تشبثات واهنة، وما صرختهم الا كما يقول الشاعر مع بعض التعديل.
صرخة الموت ما أرى لا أرى صرخة الحياة
اليوم يعود المندوب الأممي -إسماعيل ولد الشيخ- يعود خائبا وقد استنفذ كل حيلة، وتعب واتعبنا بسفره وتنقلاته، على ان الحقيقة ويدركها الجميع ان الحوارات مع اطراف ظالمة متعنتة وغاشمة ليس سوى ضياع الوطن والزمن وهلاك الأنسان.
لقد صار للمتمردين عبر هذا الحوارات العقيمة صوت ومكان ومكانة لا يستحقونها، والأمم المتحدة بل ومجلس الامن وقراره البات 2216 أوضح الامر وبجلاء فليس للمتمردين الا الخضوع لبنوده واهمها تسليم السلاح والانسحاب وعودة الحكومة الشرعية والافراج عن المعتقلين. لكن وبكل حسرة فنحن نحصل على حكم -بات- ولكن القاضي يضعك امام مأزق التفاوض مع الخصم.!
ليس للشرعية ودول التحالف الا الثبات وعدم الألتفات الى سير المحاثات المخاتلة، فالمتمردون اليوم يعيشون عصبيتهم ونزقهم وجموحهم، ولقد مُنحوا من الفرص والتنازلات الكثير الكثير ، ومنها قبولهم كأطراف تساهم في الحكم وتسيير دفة الوطن، نعم دفة الوطن! الذي احرقوه ومزقوه وحولوه الى مقابر واطلال وانهار من الدم والدموع.
واعود الى القول. لا تحاور جاهل فهو سيسحبك دون شعورك الى مستنقعات جهله ثم يهزمك بخبرته.
*شاعر واديب يمني مقيم في كندا