فيصل علي

فيصل علي

إعلامي وأكاديمي يمني.

كل الكتابات
متشرد وكلب أيضا
الجمعة, 06 أكتوبر, 2017 - 11:19 مساءً

أن تبات جائعا مشردا فجواز سفرك أزرق وعليه نسرا من ذهب مغشوش، وأوراقه رديئة بسبب مناقصة تافهة حصل بموجبها فاسد على كم مليون.
 
أن تقول بأعلى صوتك جائعا مظلوما مشرد أنا، فأنت أكيد قد خنت دفتر الشيكات القابع في جيب أحدهم.
 
أنت يمني كأبيك وجدك اللذان صمتا كثيرا حتى تأتي أنت وتفتح فمك وتقول وطن وطن يمن يمن، أنت مندس في صفوف الحزب وبين أوساط الشعب المشرد، أنت الوحيد الذي شاهدت الإقطاع اليساري في بلدك! أنت وحدك من شاهدت اليمين المتخم اللعين، أنت الشاهد الحي على كل عصور الظلام، فلما لا توقد شمعة؟
 
أيها الحاضر الغائب أيها الرعوي المتحول ببطء إلى مواطن قف ولا تفعل، فعملية التحول خاطئة، ككل العمليات الحسابية في بنوك البلد المفخخ بالطائفية والقروية.
 
عاد الإمام أيها المتحول عد لطبيعتك رعويا، لكن هذه المرة رعوي بلا أرض ولا ماشية ولا دجاج مكعلات ولا حطب.. يقال أن أحاديث الكساء والحيوانات المنوية هي الرائجة هذه الفترة بحسب عجوز مرت من صنعاء الحزينة.
 
اوه تذكرت ليس إماما واحدا هناك خطأ مطبعيا أعلاه، كل الذين تفاوضوا بالأمس صاروا أئمة العمى والزفت والانقلاب والشرعية، كل إمرأة تعرفت على أحد المتخمين فجأة صارت إمامة، ماذا تعرف أنت عن إمامة النساء، وإمامة أنصاف الرجال وأنصاف الحزبيين وأنصاف المخنثين؟
 
يقول خطيب جمعة أن المظاهرات فتنة وأن الخروج على الحاكم بدعة، خطبته نالت استحسان ذوي المؤخرات الكبيرة، فصار محضيا مخصيا حكوميا يطاع.
 
في هذا البلد التائه كل شيء جائز، وكل فاسد صار وزيرا أو ابنا لوزير، يقول أحد الفقهاء العظام، إذا أراد فاسدا أن يتخلص من عار الفساد والتوظيف الأحادي للبنين والبنات، فعلى معاليه أن يخرج حكما من محكمة الأحوال المدنية يقضي أن الولد ليس إبنه وأنه ضيف الله إبن إمرأة وضعته في سلة من الخشب وعليه قطعة قماش متسخة بالرماد، وأن هذه الوظيفة حق لابن الحرام هذا.. لعين أيها الفقيه تبحث لهم عن مخرج، وهكذا هو دور الفقهاء في كل الأزمنة.
 
لما لا تنام أيها الرعوي الكلب العاطل عن العمل؟ عليك اللعنة النوم راحة.. يقول الكلب أنه يحرس المدينة النائمة في أحضان الجبل البعيد منذ أن اطلقته أمه في رحلة بحث عن الوطن في ثنايا الذاكرة والحلم، يقول أيضا أنه لم ينم ليلة واحدة منذ صباه..
 
نعم لقد عظمت في عيني أيها الكلب، ليت لنا رئيسا مثلك كلب ابن كلب، ليت لنا وزيرا واحدا ابن كلب مثلك، حقا الكلاب هم العظماء.

نقلا من صفحة الكاتب  بـ "الفيسبوك"
 

التعليقات