قواعد مهنية.. تحدث كي أراك"12"
السبت, 28 يناير, 2023 - 04:02 مساءً

كيف أجعل صوتي "وثائقيا"؟
 
هذا أكثر الأسئلة إلحاحا وتكرارا.
 
معظم الطلبة والدارسين وحتى المذيعين والمقدمين يرغبون في التوجه نحو التعليق الوثائقي.
 
•ستجدون عشرات الڤيديوهات والمقالات التي تحاول تبسيط الأمر وإيضاح بعض جوانبه.
 
•إجابة واحدة ذات أوجه عدة لهذا التساؤل.
 
فالأداء العام في الأخبار  والبرامج الحوارية قاعدته {أنت بصدد قصة يجب أن تُروى للآخرين بلطف وبساطة}.

في التحول من الأداء العام الى الوثائقي والوجداني يشبه  الأمر  انتقال المؤذن  ذي الصوت الجميل من الأذان الى  ترديد  دعاء مابعد الأذان "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ...".
 
صوت المؤذن هو صوته في الحالتين ،لكن الأداء اختلف.
 
ففي الأذان ترنم وخرج عن الصوت والأداء الطبيعي الى صوت فيه جانب من الأداء التمثيلي لإحداث الأثر  وحث الناس على التوجه للصلاة ،بينما في الدعاء عاد الى صوت الواقع.
 
إذن الصوت مَلَكة يطوعها من امتلكها وعشق هذا المجال وفقا للمحتوى والمقام الذي هو بصدد التعليق عليه ،وليس صحيحا أن هناك قاعدة دقيقة ومحددة تدفع نحو  التمكن في الأداء الوثائقي،هناك (هبة الصوت،والحب والانتماء والقدرة والتدريب والممارسة ).
 
صوتك هو صوتك، لكن أداءك هنا غير أدائك هناك.
 
واقعيتك الصوتية في قراءة الأخبار  وأثناء إدارة الحوارات لن تجدي في مجال الوثائقيات والوجدانيات.
 
شيء من الأداء التمثيلي غير المبالغ فيه لاشك يصنع الفرق في قراءتك الجملتين التاليتين :-
 
{وقد شدد الملك الأردني عبدالله الثاني على ضرورة الحفاظ على التهدئة واحترام الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى ...}
 
{بألوان خريفية مُبهرة، تزهو حديقة "بحيرة الأسماك" في مركز ولاية "شانلي أورفة"، الواقعة جنوبي تركيا، والتي تُشتهر باسم "مدينة الأنبياء"، ويراها البعض "رابع مدينة مقدسة في العالم بعد مكة والمدينة والقدس"، وتعد البوابة التي دخل منها الإسلام للأناضول}
 
بين قراءة  الجملة الأولى  والثانية من قبل المذيع فرق شاسع جدا.
 
يتغير توظيف الصوت ولابد من حشد المشاعر  والتغني بالنص الثاني واتباع الروية والهدوء واستخدام لحظات الصمت وإعمال جانب الخيال ،،وهكذا...
 
الخلاصة مهما كان مستوى المادة المقدمة هنا أو حتى المسجلة بالصوت والصورة فهي ستقدم فقط معلومات ورؤية تبقى ناقصة بدون التطبيق الواقعي العملي والممارسة ومعايشة الجو العام.
 

التعليقات