بشكل مفاجئ احدى الزميلات في القناة ارسلت لي خبراً لم اصدقه للوهلة الأولي غير انها أردفت مباشرة البيان سيُعلن علي الهواء مباشرة ، وكانت أفنان توركر راوية الختام فى مسيرة نضال قناة بلقيس الفضائية دقائق حتى امتلاءت ساحات السوشل ميديا وبدأت المراسلات تنطلق كالهواء تستفسر عن ماحدث.
قبلها بحوالي اكثر من عامين كانت هناك تحديات تواجه القناة بعضها معلوم وبعضها غير مصرح عنه ، خلال اكثر من 10 سنوات كانت بلقيس تحاول ان تنتقى المشاهد وتدفع باتجاه سردية الاستحقاق الوطني في اليمن بقيادة ثلة كبيرة من الصحفيين والاعلاميين اليمنيين والعرب والاتراك عصارة اابداعاتهم، كنت ألحظ ذلك مباشرة لم يكن احداً ليروي لي او احكي عن شئ لا اعرف عنه، فقد كنت ضيفة القناة بصفة شبه مستمرة على برنامج المساء اليمني بريادة آسيا ثابت رفعان واحياناً وجيه السمان هشام الزيادي كنت انطلق فى الحديث عن اليمن والتحديات والانهيارات الانسانية دونما ان يحدد لي ما يجب ان أقوله.
اتذكر كثيراً إختيارات منصور النقاش لشرح ما يحدث فى اليمن باصرار ينم عن مهنية الواجب التي لابد ان يمارسها كل من بيده امكانية عمل شء لأجل وطن يسكن أفئدة الاعلاميين الذي يرصدون الحدث كلمة وموقف وصورة ومشهد ، عندما ادلج للقناة كان المشهد الدائم : زملاء يقفون على ثغور الحدث يرورن قصة اليمن الانسان الذين يحلمون العودة إليها وهو معافى من المليشيا،، وديع عطازوايا الحدث - قناة بلقيس محمد اللطيفي محمد العليمي كثير كثير من الاسماء التي رحلت لجغرافية اخرى او عن الأرض كالذي ابتسامته لن تغادرنا(رمزي الحرازي).
حينما يحدثك احد عن المهنية في العمل يقفز إليك عُدة بلقيس من الصحفيين والزملاء الاشاوس الذين هم ذخيرة العطاء الاعلامي الخالص ، نؤمن جيداً ان شرف تلك اللحظات هي الوسام الخالد على أكتافكم، وما سيخرج من صدروكم لن يكون حسرة او وجع انه عافية اداء المهمة التي كنتم فيها بأٌقدر ما يكون ونحن شهود ذلك ، انما هي استراحة محارب حتي الرحلة القادمة وانتم اكثر جاهزية.
صحيح البارحة شريط الزملاء لم يغادرني لوهلة لكنا نؤمن ان الخير دائماً يأتي من أعتاب الملمات الصعبة المؤرقة بالأمل والمشرعة بالفرص ، حديثكم نضالكم صبركم ثباتكم نشاطكم الدائم الدوؤب ابداعكم خروجكم عن المألوف في السرد عن اليمن ، وفى الداخل كانوا نظرائكم يقومون بمهمة مشابهة بعضهم سقط دفاعاً عن الكلمة والآخر ناله عقاب التغطية والاخر ينتقل سراً بين التلال وعصبات الجبال ، لن يخذلكم الله، ولن تتركم الفرص، ولن يتواني احداً عن رد هذا المعروف الخالص عن الارض والتاريخ والإنسان في اليمن، ستظل هويتكم المدافعة ورحيق اعماركم مرهزاً بالعبير، و لن ينساكم الله ولا الناس، كنتم خير ذوداً عن الجمهورية والعدالة والاستحقاق لعيش الإنسان بكرامة، وإنما انتم الباقون وكل شئ أدوات مسخرة لخدمة اليمن بإياديكم الناطقة بالمصداقية والمسؤولية والأمانة والمهنية.
ألف تحية وسلاماً عليكم حتي يُكتب لليمن الحرية ولنضالكم السلام..