أعرف السيدة #توكل_كرمان منذ أكثر من خمس عشرة سنة كتبت عنها طوال هذه الفترة ثلاث مرات فقط، مرة عندما حازت جائزة نوبل للسلام وكنت حينها صديقة فقط، ومرتان بعد أن صرت المدير التنفيذي لمؤسسة توكل كرمان هنأتها فيهما بسطرين فقط بمناسبة حصولها على جوائز دولية، كنت أتحرى ألا يفهم من الكتابة عنها تزلفا لها أو من أجل مصلحة شخصية، ورغم أني مازلت مديرة للمؤسسة التي ستظل تتويجا لنضالها الإنساني والحقوقي والمدني إلا أني اليوم سأكتب عنها بكل تحرر لأعترف لكم بعض الإعترافات التي قد يجهلها الكثير في خضم الأحداث الأخيرة المتعلقة بتوقف #قناة_بلقيس القناة التي يسجل التاريخ أنها القناة اليمنية التي أحدثت انقلابا في أداء الإعلام اليمني سواء في تناول الأخبار بأعلى درجات الاحترافية والمهنية أو خدمة المشروع الوطني ، الثورة والجمهورية والوحدة.
- طوال عملي مع هذه المرأة لم تطلب مني أو من أي أحد أعرفه أن يشكرها ، أو يمدحها ، أو يثني على أعمالها أو يؤيد مواقفها.
- بحكم عملي ما ظهر لكم من أعمالها الإنسانية هناك أضعافها في الخفاء وخارج تناول الإعلام أو معرفة الآخرين ، من مساعدات إنسانية وجبر خواطر ، دعم الآف الطلاب، معالجة مئات المرضى ، وتوفير الدعم لعشرات المؤسسات.
- ذهبت معها في العديد من جولاتها الدولية ، وكان يتم استقبالها على مستوى رؤساء الدول الذين كانوا يرون فيها اليمن العظيمة ، يستقبلونها بكل حفاوة ، وتقابلهم بكل عزة وكرامة لا تطلب منهم شيئا ولا تحدثهم إلا عن اليمن الكبير وعن معاناة اليمنيين وعن طموحاتهم وتطلعاتهم وحاجتهم للاستقرار والسلام.
- حضرت معها العديد من المؤتمرات الدولية التي كانت فيها متحدثة رئيسية، فلم تجامل ولم تحابي ، تتحدث عن الحقوق والحريات أمام العاجزين عن الفعل ، تنتقد صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية على أعلى المستويات ، تتكلم عن توحش الرأسمالية أمام حضور ممثلي الشركات الكبرى، توكل شجاعة حتى تخشى عليها من الشجاعة، صادقة حتى تكاد ترى رؤوس الكاذبين تنكس أمامها.
- حين تدخل مكانا ، لا تهمل أحدا تلفت للجميع تحيي الكل وتبدأ بالبسطاء حتى لا تكاد تفرق بينها وبينهم، لا تملك دموعها إن سمعت قصة مؤلمة ، فتشد من عزم المنكسر وتواسي المحتاج، تدهشك في قوتها وتدهشك في رقة مشاعرها وتدهشك في عنادها وتدهشك في لينها.
توكل الأخت والصديقة وربة العمل ، بالنسبة لي سيظل عملي معها فخرا، وسوف أبقى معها في المنشط والمكره لأني أعرفها جيدا، أعرفها كنفسي، وما ضرها بعد ما قدمته لليمن ولكل فرد منا شيئا ، شكرا يا توكل.