ابدوا احمقاً، او قد ينعتني احدهم بالجنون كأقل تقدير، فمن البديهي وبحسابات العقل والمنطق لا يوجد هناك عاقل ينادي باستمرار حرب اكلت الى الآن ما يقارب خمسين الف مواطن يمني واضعاف هذا العدد من الجرحى والاف المشردين ، حربٌ تطاير شررها المستعر فشوه كل جميل ، واوقد لظى حقداً اعمى حول البلد لثلاجة كبيرة للموتى.
صدقوني لست مسعر حرب ، انا إنسان بسيط انتمي لطبقة الجائعين في هذا الوطن ، انسان بائس كان يؤدي تحية العلم بانتشاء كل صباح ويصدح بنشيد الجمهورية بفخر دون ان يعلم ان ما يصرخ ويقف اجلالاً له مجرد صنم ووهم كبير قتل في مهده، وتعرض للإغتصاب المهين من سلالة خبيثة عند رحيل المخلصين من رعيله الاول ، وما يحدث الآن على مسامع الكثيرين هو مجرد إنكشاف مخزي لتلك الفضيحة.
انا الان وملايين غيري من الذين حلموا وعبدوا ذلك الصنم العظيم بخشوع مشردون ،! أعرفتم حجم الغصة والمعاناة وما تعنيه هذه الكلمة ؟ حول هؤلاء التتار القادمين من ادغال خراسان حياتنا الى مآتم ، حرضوا علينا صنمهم المصنوع من التوابيت والاشباح ومزيج من اللعنات فابتلع منا كل جميل وقذف بمن تبقى منا خارج اسواره.
هل عرفتم لماذا اتوسل النار واستدعي مزيداً من الشرر الآن ؟ هل سألتم انفسكم ماذا سيكون مصيري ومصيركم ومصير آلاف بل ملايين اليمنيين من الذين وقفوا في وجه هذا القبح اذا توقفت الحرب في هذا التوقيت وهناك عروق للميليشيا لازالت تنبض؟ لماذا بعد ان شارفت ترسانة هذا الحلف اللعين على الإنتهاء تصرون على تجديد الأمل لهم بحل سياسي يتيح لهم تشييد صنماً بشكل آخر وموضة تناسب مقاسات العصر ليتوحش في وجوهنا فجأة ؟ ألم يكن كافياً ما عملوه باجدادنا وبنا وتريدون قتل اطفالنا واجيالنا المتعاقبة ايضاً ؟
ارجوكم.. لا توقفوا الحرب الآن! نريد وطننا المسلوب كاملاً ،لا نريد تكرار المأساة فقد بلغت القلوب الحناجر ووصل الألم منتهاه ، لا تصدقوا دعواتهم المشبوهة للسلام بعد ان اوغلونا قتلاً والتف الحبل باعناقهم ، اقتلعوا هذه النبتة الخبيثة من اوساطنا فنحن إما ميتيين او نكاد ولكن هناك أطفال من بعدنا يستحقون الحياة.