أبو رأس رئيساً للمؤتمر فلا تنهروه!
الأحد, 07 يناير, 2018 - 08:47 مساءً

للأمانة، صادق أمين أبو رأس، أكثر الشخصيات المؤتمرية وفاءً لصالح، فلا تظلموا الرجل، هو لم يخن صالح؛ بل يواصل السير على خٌطى منهجه في الخيانة، وهذا مٌنتهى الوفاء، تذكروا، لا يوجدٌ طريقة للوفاء مع خائن سوى مواصلة خيانته بعد موته، هذا هو الدربُ الذي خطّه صالح في حياته وعلى من يحترم الرجل أن يواصل المسلك ذاته.
 
صالح الذي لم يكُن وفياً قط، حتى مع نفسه، يبدو الوفاء معه خيانة لتفاهته، هنا تتجلى الخيانة قيمة أصيلة تتناسب مع جوهر الرجل الذي غدر بالجميع، وعاش أستاذاً في الخيانة ثم انطرح قتيلاً بسيف الخيانةِ ذاتها، والآن، على كلّ من يؤمن بوفاء الرجل أن يحترم خيانته ويُعامله بذات السلوك الذي كان يتعاملُ به الزعيم في حياته..!
 
لا تطالبوا أبو رأس بأن يحيد عن نهج صالح، فليس بمقدور الرجل أن يشق عصا سلفه، لقد عجنهم صالح بيده وتنقعت عظامهم بقيم الزعيم، وكانت هذه النتيجة. الولد يقف على جثة الوالد ويصافح قاتله ويبتسم. ها هو الزعيم المغدور يحصد ما زرع طيلة سنين وتلك ثمرة الخيانة يٌسقيها الأتباع على قبره، فليس من السهل أن يشب الطفل على غير ما رباه والده..!
 
تذكروا أيضاً أن أبو رأس كان من ضمن الذين احترقت أجسادهم في تفجير دار الرئاسة، ومن الشخصيات التي حاولت افتداء صالح بروحها ، حيث تقول الرواية أن أبو رأس قفز بشكل لا إرادي واحتضن صالح لحظة الانفجار؛ ليخفف من أثر الشظايا على جسد الزعيم ويفديه بروحه، وبالتالي لا يمكن التشكيك بولاء الرجل وإخلاصه لزعيمه، حتى أن صالح تمكن من التداوي في مشافي الرياض، لكن طب الرياض ذاته لم يتمكن من علاج حروقات أبو رأس كونها أكثر خطورة، والسبب أن أبو رأس تحمل حروقه وحروق صالح معاً، واحتاج بعد ذلك أن ينقل نحو طب أكثر تقدماً، وكان أن وجه الزعيم بنقله نحو ألمانيا ليتداوى هناك..!
 
هذا ليس قولاً للسخرية والتندر من سلوك الأتباع، بل تأكيد لحقيقة التكوين النفسي المختل، الذي ما فتيء صالح يغذيه في أعماق من اتبعوه بسلوكه المنحرف، وانتقاله من النقيض إلى النقيض في مواقفه غير مكترث للنتيجة، ولا للصدمات النفسية للأتباع جرّاء لعبة التناقض هذه، لقد نشأهم على لعبة الالتواء المختلة، وهكذا ظلّ الرجل يمارس غوايته في التحالفات، فكان هذا محصوله الطبيعي، ولا غرابة في الأمر..!
 
باختصار: أبو رأس، صادق وأمين خريج مدرس الوفاء العفاشية، وكل ما يفعله اليوم يتسق تماماً مع الموروث القيمي لصالح، ومن غير اللائق التشكيك بإخلاص الرجل لزعيمه، هذه هي تركة القائد الذي ملأ حياته بقصص الخيانة وهؤلاء هم رجاله الأوفياء..!
 
حبيبي يا عفاش : أنت مٌعلم، واحنا منك نتعلم..!
 

التعليقات