لماذا نحتفي بتعيين الكفاءات؟
الإثنين, 22 يناير, 2018 - 04:55 صباحاً

- سألني أحدهم لماذا يفرح أبناء الحديدة (كثيراً) بصدور قرار جمهوري بتعيين أحد كفاءاتهم ؟

* ﻷنه استحقاق ومن الطبيعي أن يفرحوا لمن يستحق خصوصاً لو كان من الكفاءات ضحايا التهميش والإقصاء.

-طيب ليش في التهاني لازم تذكروا أن فلان صاحب التعيين "ابن تهامة أو التهامي" أليس هذا عصبية ومناطقية ؟

* أنتم تروه كذلك، لكنه ناتج عن شعور بالانتصار المعنوي ﻷن عيال جرطلة ودحباش في الهضبة احتكروا لسنوات طويلة الوظيفة العامة وحرموا العديد من المناطق وفي مقدمتها #تهامة من الحق في الشراكة الإدارية والقيادية ويندر مثلاً أن تجد مسؤول كبير على مستوى الدولة من الحديدة.

لذلك من الطبيعي جداً أن يعتبروا تعيين أي من كفاءاتهم ضحايا الإقصاء المركزي انتصارا معنويا يستحق الفرح.

- بس كأنكم مش والفين تفرحوا؟

* فعلاً مش والفين خالص ﻷن تعيين كفاءاتنا نادر ولو تعين شخص أثبت كفاءته لا يلبث حتى يعزلوه ﻷسباب لا يمكن تفسيرها إلا أنها إقصائية واستخفاف بكفاءاتنا الجديرة بالتقدير.

- طيب يمكن هذا المسؤول التهامي (فاسد) وعزلوه ؟!

* ههههههههه !!!

- ليش تضحك ؟!

* أولاً ﻷن من يتم عزلهم وإقصاءهم يقضون أقل الفترات في مواقعهم ثم ﻷنه من يتم عزلهم هم من أنزه المسؤولين وممن أثبتوا نجاحاً ونظافة يد ، فعلى سبيل المثال لا الحصر:-

1. المناضل الأديب أ. يوسف الشحاري يرحمه الله من أهم الضباط الشباب لثورة 26 سبتمبر ومن رواد العمل الشوروي في مجلس الشعب التأسيسي، أكبر منصب تولاه هو وكيل وزارة الداخلية مع أن غيره أقل منه كفاءة وتأهيلا تولوا حقائب وزارية مهمة لاعتبارات قبلية ومناطقية.

2. د. حسن مكي -رحمه الله- من الرعيل الأول للعهد الجمهوري وثاني اثنين حصلا على شهادة الدكتوراه في السياسة والاقتصاد نهاية الثلاثينيات وكان أحد الأربعة المحكمين في لجنة التسوية والمصالحة بين هوامير الضباط والملكيين إبان أزمة نوفمبر 1968م التي كادت تطيح بالجمهورية وتحول صنعاء لبركة دم وظل مهمشاً من مراكز النفوذ القبلي في صنعاء وأغلب تعييناته كانت مؤقتة أعلاها تعيينه قائما بأعمال رئيس الوزراء ﻷسباب تتعلق ايضا بصراع مراكز النفوذ العسكري والقبلي في صنعاء.

3. صخر الوجيه وزير مالية سابق قوي وتصدى لكل هوامير المحسوبية والفساد ونجح في معركة صمود الريال خلال 3 سنوات عصيبة

4. د. جلال فقيرة وزير زراعة أسبق أكاديمي محترم وكفاءة إدارية وسياسية من نوع راقي.

5. د. محمود صغيري وزير زراعة أسبق متقاعد حالياً، قال لي عنه أستاذي يحيى علاو رحمه الله أنه من أهم علماء الفلك في اليمن ومن أهم الباحثين العرب في وضع إستراتيجيات الاستثمار السمكي.

6. إسماعيل زحزوح قائد المنطقة العسكرية السابعة من أشجع الضباط الذين رفضوا فساد نظام عفاش في القوات الجوية وأسبقهم انحيازا لثورة التغيير.

7. عمر سجاف قائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية الخامسة لشهور ومن أفضل الكفاءات العسكرية وسجله نظيف من أي فساد استكثروا عليه قرار التعييين ثم تجاهلوه وعينوا غيره.

8. عبدالله أبوالغيث محافظ سابق نزيه ومحترم لم يستمر في منصبه حتى سنة واحدة مع أنه لم يكن يمتلك أية صلاحية مالية وإدارية بسبب طبيعة التواجد خارج المحافظة كأي محافظة تسيطر عليها المليشيا يعني عزلوه خورة واستجابة لضغوط فقط.

- طيب يا اخي يقولوا أن من يتم تعيينهم من الحديدة ضعفاء لذلك يسهل عزلهم وإزاحتهم ؟

*هههههه هذا مع احترامي تبرير سخيف واهبل لفساد المحسوبية المزمن في أنظمة صنعاء، فليس من معايير الكفاءة الإدارية أن يكون المسؤول قوي العضلات، المسألة أن مراكز النفوذ القبلي كانت تزيح باي أسلوب وطريقة من تراه عائقا لفسادهم.

** الخلاصة يا صديقي نحن أبناء الحديدة وتهامة عموماً ومثلنا أبناء ريمة و وصابين و عتمة وقضاء العدين ومناطق أخرى بحاجة لما يمكن تسميته العدالة لوظيفية وإعادة الاعتبار لمناطقنا التي عانت ولا تزال الإقصاء الوظيفي والتهميش الإداري لكل الكفاءات في أهم مراكز إدارة الدولة.
 

التعليقات