فيصل علي

فيصل علي

إعلامي وأكاديمي يمني.

كل الكتابات
لوجه الله يا بو عزيزي
الخميس, 17 ديسمبر, 2020 - 07:51 مساءً

السلام عليك يا ” محمد البوعزيزي” في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات لم تملك إلا عود ثقاب واحد لتوقظ الأمة الغافلة عن طريق الحرية. يوم أن تناسى الجميع حقيقة وجودهم ذكرتهم أنت وأشعلت النور من المحيط إلى الخليج.
 
عشر سنوات يا محمد لم تصلك أخبار العروبة التي استيقظت على رسالة السلطة عبر ضابطة الشرطة التي أمرتك بقولها “ارحل”.
 
من هناك ابتدأت رحلة تساقط عث السلطات واحدة تلو الأخرى. لم يكن الوعي العربي وحدة من استيقظ يا عزيزي محمد، فقد استيقظ الشيطان في الخليج.
 
عشر سنوات والحرية تتخلق من صلصال (ارحل) ، والتي تحولت إلى أيقونة الربيع.
 
خلال هذا العقد من الزمن قارب جيل الثورة على المشيب، اهتزت المواقف كثيراً، ظهر المتحولون والانتهازيون واللصوص، وظهرت المأساة على حقيقتها في كل بلد، لكن ما يهمنا أن فسيلة الحرية تواصل نموها في كل روح.
 
فشلنا في إنتاج أسطورة الدولة الوطنية، فكل الأسس القديمة زائفة، والأحزاب لم تكن سوى روابط عائلية لأسر جائعة، اختفى ماركس وحسن البنا وظهر في سماء الخليج خميني الشر.
 
في سوريا واليمن، ظهرت – بفعل خميني والشيطان المستيقظ تواً – ثارات الحسين على انقاض الحرية والمدنية والعدالة والمواطنة، غاب نجم الحرية وسطع نجم “زينب”.
 
في مصر عاد العسكر، وفي ليبيا عاد العسكر والأتراك والروس وآل تميم وآل نهيان وحفتر، كلهم عادوا وحده عمر المختار لم يعد.
 
في تونس مازال دمك الطاهر يحرس سيدي بوزيد وماحولها يا عزيزي محمد. الشيطان هناك يلهث ويلهث.. نورك لم ولن ينطفيء، وآية الكرسي ” وقل اعملوا ” وصيحات الحرية تدثر الحناجر والقلوب، التدافع في أشده ولله الأمر.
 
عشرة أعوام ثقال، كما ذقنا فيها طعم الحرية ذقنا ألوان الهوان. مازلنا نسمع من إذاعة الشيطان بعد بسم الله وآيات القرآن وأحاديث الزور والبهتان، من يصفنا بالكفار والفجار والثوار.. وأصوات الطبل والزمر وروايات الأنذال والخضعان والرهبان والأزلام يوهمون الناس بأن طريق الحرية والمواطنة والعدالة محض خرافات، وأن ماقبل الثورة كان ربيعاً وعسلاً وصيفاً بلا شتاء.
 
المتغير الوحيد يا عزيزي محمد هو أن “أمنا في الله” ووصيفاتها وعشيقات الظل والنار ظهرت لديهن محنة الاستحمار، وفي ضوء النهار صار التطبيع مع “أختنا في الله” إسرائيل هو المصلحة والشرعية والمشروعية والاستقرار.
 
نبوءة الثورة فشلت في الحفاظ على شرعية القادة وأصحاب الفخامة والسمو والزعماء المرتبطين بتحرير القدس من العدو، وبعد لاءات الخرطوم الثلاث تهودت القدس بالمجان، وحماس الثورة صارت بنت إيران نكاية بالبعران.
 
نم في سلام الله يا عزيزي فلولاك كما قالوا لما سقطت العاصمة الرابعة في يد العدو الإيراني المؤمن بالبيت وحصان طروادة ولبيك ياحسين .
 
لا جيوش لا مؤسسات لا تاريخ تركوه خلفهم، بل تركوا المنطقة كلها كبيت عنكبوت.
 
لوجه الله ياعزيزي في حياتك الثانية أخبرهم أن الوطن باق، وأن القطيع راحلون، والحكام آيلون للسقوط، قل لهم إن الشعوب مصيرها الحرية والثورة والنجاة من إيران والشيطان والكهان وحراس الفضيلة والقبيلة والدين المزيف والمذاهب العتيقة.
 
نم في أنوار الحرية والملكوت والخلود، عليك سلام الله والشعوب التي أنرت لها الطريق.
 

التعليقات