طارق صالح وغوغائية المثل الوطنية
الأحد, 31 أكتوبر, 2021 - 08:08 مساءً

ما كان أجملك يا طارق وأنت تحدثني في ذاك المقيل الذي جمعنا صدفة عن طائرات الميج 29التي اخفيتموها في جرب القات حتى لا تدمرها الطائرات الإماراتية.
 
ما كان أجملك وجدارتك بالثقة وأنت تتوجس من أصوات الطائرات المعادية في سماء صنعاء وتقول : غادروا، وقبل المغادرة أفصحت وبصدق أنه لولا العدوان لقاتلت انصار الله .
 
الآن يا طارق وبعد هذه السنوات من تلك الصدفة وأنت تقول لي : أحييك من كل قلبي على كتاباتك الوطنية ، ما الذي أقوله لك الآن بالمقابل وأنت تتلفت في انتظار الطائرات الإماراتية وإن تقدمت سيكون تقدمك بغطائها ووجودها وتوجيهات قياداتها العليا لخطوط المعركة ؟ كيف يرد قلبي التحية الآن، وزمزمية الجندي إماراتية وراتبه إماراتي وعناصر استخباراتهم تحيط بك وتفصلك عن ظلك .
 
الآن وبدون العدوان لن تقاتل أنصار الله، يا للمفارقة ثم ما توحيد الصف ؟ الإصلاح هدف إماراتي بالدرجة الأولى، وخصم يجب التخلص منه ، إلا إن كنت تعني التشكيلات العسكرية الأخرى التابعة للإمارات، توحيد التشكيلات في معركة يذهب بعدها كل لانفصاله ومشروعه المعد على مقاسه .
 
هكذا هي انهيارات الدول ، تعقبها انهيارات المفاهيم وغوغائية المثل الوطنية وبمقاس حاجة القوى للبقاء ولو ذهبت البلاد إلى قاع الهاوية خياراتك إماراتية أيا تكن نواياك .
 
وبينما يبحث اليمنيون عن حياة بالكاد، تبحث النخب العسكرية والحزبية وحتى الثقافية عن ممول ضامن للبقاء في خارطة الوجع والشتات .
 
إما أن تنقلبوا جميعكم على الخليج وتلك وحدة الصف أو ينقلب أنصار الله الحوثيين على ميراثهم الذهني ومن يسبق لهذا يسبق إلى حيث يصطف اليمنيون في انتظار منقذ من بين من دفعوه لهذه المأساة، كلكم بلا استثناء وحتى أنا وزملائي شركاء في هذه الخطيئة.
 
وها نحن نبحث في كل وجه عن وجه اليمن فحسب ولو كان أعورا ومجدورا ، ولو كان الشريك الفاعل في الإنهيار، على كتفه نسر اليمن وفي فمه قات أو مسواك أو بردقان .
 

التعليقات