السعودية بين الشرقِ والغرب
الإثنين, 21 مارس, 2022 - 11:03 صباحاً

يقول الخبر: "السعودية تعلن تمديد تأشيرات الأوكرانيين. سيّاحاً كانوا أو رجال أعمال، دون أي رسوم أو غرامات، وذلك لاعتبارات إنسانية." العربية نقلاً عن بيان للجوازات السعودية.
 
 إنه خوف ما. يشعر الخليجيون بفوبيا غير محددة من الغرب، من أدنى دولة فيه، من أي مواطن يحمل جوازاً أوروبياً.
 
يعتقدون، مجرد اعتقاد غير مُعرّف، أن أي شيء أوروبي، قد يجلب لهم مصلحةً ما أو أذىٍ ما. حتى وإن لم يكن هناك أي تفاهم أو قنوات اتصال.
 
فنجدهم أكثر الناس انبهار بكل ما هو غربي، انبهار حد فقدان الذات وماهيته. هذا الأمر الذي جعلهم يسعون ويقلدون، المجتمع الغربي، تقليداً يكاد يكون أعمى، وهنا أعني السعودية تحديداً، لم ينتهي مفعول الدهشة والانبهار، عند التقليد وحسب، بل ذهب لما هو أبعد: التودد والاسترضاء.! يرون فيهم: الإنسان العبقري، الملهم، الذي سيقودهم، هو لا هم، إلى عوالم: كمواسم الرياض المفتوحة.
 
بالمقابل، نرها؛ تسخر من كل ماهو عربي، تهزء به، تراه شيئاً هامشيا، تعلوا عليه، وتنظر نحوه من أعلى شاهق، تتحقره، وتذله، تتعامل معه كشحاد مُعدم لا يملك شيئا، جارت عليه الحياة فوقف ببابها ماداً يداه بكل انحناء وذل.
 
شاهدنا ذلك كله ولا نزال في الشرق العربي:
 
كيف تعاملت مع قطر؟ رأينا كيف انتفخ العروق في وجهها، من كلمتين قالها إعلامي لبرنامج يعرض في منصة [يتويوب]"حرب عبثية" وكيف دفعتها تلك الكلميتن لمقاطعة لبنان والتخلي عنها. نراها، ويراها العالم أجمع؛ كيف ترَ اليمن وكيف تتعامل مع اليمني.!!
 
ستأتي اليوم التي تدرك أن كل ما هو عربي قامت بتجاهله وتهميشه كان يمكن أن يكون وهجا وقوة لها، وأن كل ما هو غربي وثقت به حد اليقين، خفوتٌ وضعفٌ لها. ولكن، كما يبدو الأمر الآن، كما نشاهد مجاري السيول إلى أين تصب: سيأتي ذلك اليوم وقد فقدت الكثير والكثير.
 

التعليقات