ما أتعس المتباكين، و ما أحط وسائلهم ! يتباكون من الشر ؛ للإثارة، و يحرضون عليه استعراضا، و ادعاء للبطولة، فإذا ما تم مواجهة الشر الذي يتباكون منه، انقلبوا بألسنتهم نفسها يستنكرون، و يذرفون الدموع من عيونهم ذاتها يولولون.. واعيباه ! ما هذا الذي يجري، و ما هذه الإجراءات التي تتم..!!
هذا حال مدينة الصمود و البطولة و التضحية ؛ تعز الإباء، مع المسترزقين بجَلدها، و المستثمرين سياسيا في التشهير بها و تشويهها، و الاستعداء الاحمق عليها، و المقاولة بالشغل في الوشاية ضدها .
ليس من مفردات الفاعل السياسي التباكي، و القيام بدور الثكلى ، و لا هو من مفردات الأداء الإعلامي الحر ؛ إنما هذه المفردات من أدوات الاستثمار السياسي البائس، و وسائل الاستجداء الإعلامي الهابط..!!
و الحقيقة أن هذا و ذاك، لا هو في العير، و لا في النفير، و إنما هما (شاقيان) في خضم الوشاية و الوشاة !
و لأي أحد أن ينظر إلى هذين النوعين، هل لهما سطرا من كتابة، أو لفظا من قول ضد مليشيا الحوثي الإرهابية !؟
يتقمص بعض أولئك المستثمرين سياسيا دور الرجل الوطني، و يستدعي مفردات يتفوه بها؛ بغرض إبهار السامعين فيرصف مفردات البراجماتية، على الليبرالية، ثم يعرج على الديالكتيك، و يتهوع بالعولمة .. إلخ. ما يحفظ من بعض هذه الألفاظ و تلك؛ ليشخص الوضع العالمي و الإقليمي ؛ ثم ليقف عند حارة الضربة أو حي بازرعة بتعز، و أنهما سبب ما حل بالبلاد من كارثة، و يتناسى المسكين في غمرة انغماسه بشغل الوشاية ؛ ينسى أن حارة الضربة، أو حي بازرعة، أو حتى تعز ، ليسا اليمن التي تعرضت لأسوأ مؤامرة في القرن الواحد والعشرين، كما ينسى أن تعز محاطة بالمكر المتعدد اللغات، و المتعدد العملات، و المحاصرة جهرا و سرا، كما هي محاصرة من الأعداء و المتخاذلين..!!
و جنبا إلى جنب مع الواشي السياسي، يأتي بعض الوشاة الإعلاميين، ممن يتاح لهم الظهور في بعض القنوات الفضائية - ممن لديها مساحة ما من الشهرة - فإذا هما يتعاطيان الوشاية المصطنعة إعلاميا، ليس ضد المشروع الصهيوني، ولا ضد همجية جيش ميانمار ، أو وحشية حزب جاناتا الهندوسي لإبادة المسلمين، هنا أو هناك.. لا ، لا.. و لكن ضد تعز ؛ ليلتقي الوشاة جميعا؛ السياسي ، و الإعلامي، و القناة الفضائية ؛ لمناقشة الأبعاد، و المخاطر، اللذين يمثلانه : حارة الضربة، و حي بازرعة ! و المؤشرات التي توحي بالأدلة على تورط تعز بإثارة الحرب الروسية الأوكرانية..!!
ثمة أبواق لا يهمها إلا أن تسترزق حتى دون مراعة لمشاعر الناس و أعراضهم، بل حتى لو ذهب هذا للاستطباب، أو سافر هذا للعلاج؛ فلا بد من حبكة خسيسة، و قصص دنيئة، يقحمون فيها الحكومة، و الاتحاد الأوربي ، و المبعوث الأممي، و هلم جرا .. من قصص الوشايات و الافتراءات.
تعز .. مُدانة، مدانة لدى الوشاة، فإن تحركت بحملة أمنية ضد المطلوبين أمنيا فهي مدانة، و إذا تأخرت فهي مدانة، و إن نجحت فلماذا قتل هذا أو جرح ذاك، و إذا تريثت لماذا لا تضرب بيد من حديد..!!
بئس الواشي ! و بئس الاستثمار ! و بئست القناة الفضائة التي تسقط إلى مستوى الوشاة..!!
لا عليك يا تعز ! فالوشاة قليلون، محبطون، يبحثون عن بطولة، و لو على حساب من أطعم و آوى، أو دافع.
*من حائط الكاتب على فيسبوك