الأراضي المنحوسة !!
الجمعة, 09 ديسمبر, 2022 - 07:37 مساءً

راجي عفو الله / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله .
الأحد 5 ربيع الثاني 1444هـ الموافق 30 أكتوبر 2022م .
موظفون بسطاء
مواطنون فقراء .
اشتروا أراض لهم عبارة عن لبنة ولبنتين وثلاث وخمس كي يبنوا عليها مأوي لهم ولأبنائهم بعضها تم شراؤه من 15 عاماً تزيد أو تنقص ودفع فيها دم قلبه وشقى عمره وذهب زوجته وقد أذله الإيجار وأحوجه انقطاع المرتبات بفعل العدوان والحصار وحين أراد بناء عش فيها تواردت عليه الطقوم والعساكر وجرافات الهدم والإزالة !!
لماذا يا خلق الله ؟
قالوا ممنوع البناء وعليها مشاكل !!
 
والله ما عليها مشكلة وأنها أرضي وهذه بصيرتي وقد بنيت بعض السور، والبعض سوَّرها والبعض أسَّس فيها قبل سنوات ولو ثمة مشاكل ما وُضعت عليها بلكة واحدة !!
لماذا هذا التعسف ؟
لماذا هذا الظلم ؟
قالوا لهم صبراً حتى تحل مشاكلها وهاااات يا لجان وهااات يا بريط وسنوات مات البعض قبل الوصول لحقه وانجلط البعض وأصيب بحالة إعياء البعض وسالت دموع القهر وأوكل الكثير منهم الأمر لله فلا طاقة لهم بالطقوم والبلطجة .
 
مأساة العلامة الشرعي :
 
كواحد من الضحايا الممنوعين من البناء في أرضه التي اشتراها قبل أكثر من 20 عاماً بينما هو مستأجر يرى أرضه بعينيه ولا يستطيع الوصول إليها ، كتب العلامة محمد بن يحيى الشرعي قصيدة مؤلمة قال في بعضها:
 
سُحقاً لِأَمْرٍ يَنْتَهيْ بِلِجَانِ   وانْظُر نَتَائِجَهَا بِلاَ عِنْوَانِ
أَرَيأْتَ في سَعْوَانَ كَيْفَ تَحَوَّلَتْ حِبراً عَلَى وَرَقٍ وَشِرْبِ دُخَانِ
قَدْ شَكَّلُوْهَا يَا أخِيْ أُعْجُوْبَةً      مِنْ دُونِ قَانُونٍ وَلَا إِتْقَانِ
حَجَزُوا الأَرَاضِي يَا لَهاَ مِنْ فَعلةٍ  مُتَمَسِّكيْنَ بِشِرْعَةِ الشَّيْطَانِ
( جَحَّافُ ) يَا رَأْسَ الجَهَاَلةِ والعَمَى يَا صَانِعَ الفَوْضَى بِكُلِ مَكَانِ
قَالُوْا بِأَنَّكَ مُشْرِفٌ في سُوْحِهَا          بَلْ أَنْتَ عَاقِرُهَا وأَنْتَ الْجَاني
لاَ نُبْل لاَ معروف فِيْكَ مُؤَمَّلٌ             إلا الهُجُوْمُ بِأَطْقُمٍ وَجِنَانِ
هَلْ أَنْتَ في هَذَا الزَّمَانِ ( مُسَلَطٌ )          تأذي الملا بِمْهَارَةٍ وَتَفَانِ
مَاذَا تُرِيّدُ عَلَيْكَ مِنَا السخط في  آهٍ ومَوْصُولٌ بِكُلِّ لِسَانِ
مِمَّنْ لَهُم أَرْضٌ وَمِنْ سُكَّانِهَا سَخطاً وَبِيْلاً لاَيَغِيْبُ ثَوَانِ
تَبّتْ يَداكَ فَلَستُ مُدّعِياً لها   مِلْكِي لها بِبَصيرةٍ وَبَيَانِ
وَدَفَعتُ فيها مَبلغاً مُتناهِياً   بِحُضورِ أهلِ العدلِ والجيرانِ
هذا وإني حَائِزٌ بل مَالِكٌ   ماكُنتُ مُدَّعِياً ولا ذا شَآني
أناْ لَم أُزَوِّرُ يا لَئيم ( بَصِيرتي)  وانظُر إليها نظرةَ الإمعانِ
لا تَعرِفُونَ العُرفَ لا سُلطَانُهُ هَمَجٌ رِعَاءُ الشَّاة في الوِدْيانِ
ضَاقتْ بِنا الدُنيا وضاقَ بِنا الهوى مِن سَطوَةِ الإيجارِ في العُمرَانِ
عِشرُونَ عاماً والغَلا مُتَصاعِدٌ  عُدوانُ في عُدوانِ ( في عِدوانِ )
رَبّاهُ فَارْحَمنَا وأصْلِحْ شأنَنا   واجبُر مُصَاباً حَلّ في ( سعوانِ )
أنْصِفْ لنا مِمّن غَدَا مُتَسَلِطا         بالعُنفِ لايَخشى من الدَّيانِ
مِن ظالِمٍ غَرتهُ أنواعُ الرُّشَا           مَن اسمُهُ ( جَحّافُ ) لِلنيرِانِ
رَبّاهُ أهْلِكهُ ومَن في صَفِهِ             سَلِّط عليهم عِلّةَ السَّرطانِ
أنت المُجيبُ لِمن دَعاكَ مَلاذَنا          أنْزَلتَهُ في مُحكَمِ القُرانِ
 
قصيدة خرجت من وجع يحكي مآسي عشرات الآلاف من المواطنين البسطاء الذين مُنعوا من الوصول لأراضيهم.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

التعليقات