من الطبيعي ألّا يهتم أولئك بانهيار العملة.. ذلك لا يعنيهم، أتدرون لماذا؟ لأن جميع أسر أعضاء مجلس القيادة يعيشون خارج اليمن، وكذلك أسر رئيس وأعضاء الحكومة يقيمون خارج الوطن، ولا يختلف عنهم محافظ البنك المركزي وأعضاء مجلس إدارته، بل وحتى رؤساء وأعضاء مجلسي النواب والشورى، إلا من ندر.
أما النخب السياسية، فالغالبية منهم أيضاً خارج البلاد. فلماذا يهتمون؟ وعلى ماذا يخافون؟ رواتبهم تُصرف بالدولار، ومصاريفهم تُغطى من مخصصات الدولة التي يُفترض أن تكون للشعب.
هل سمعتم يوماً أن ابن أحد أعضاء مجلس القيادة يشكو من ضيق الحال؟ هل اشتكى أحد أحفادهم من ارتفاع رسوم المدارس؟ هل بلغكم أن نجل وزير صرخ لأن حبة الدجاج وصلت إلى 15 ألف ريال؟ أو أن حفاظات الأطفال أصبحت خارج قدرته الشرائية؟
خذوا هذا التحدي: اسألوا أي وزير أو مسؤول عن سعر البيضة اليوم، أو عن كيلو البطاطس، أو الطماطم، أو حتى علبة الفول.. أما التونة، فقد أصبحت رفاهية لم يعد إليها عامة الناس.
لن تجدوا أحداً منهم يعرف، لأنهم ببساطة لا يشعرون بضيق الحال، فهم يعيشون بالخارج ويتقاضون مرتبات بالدولار.
اليوم، سكرتيرة صاحب المعالي تستلم راتبًا يقدَّر بـ 3 آلاف دولار، أي ما يعادل 3 ملايين ريال يمني، بينما الجندي يتقاضى 60 ألف ريال، أي قرابة 20 دولار فقط.
الوزير، في ظل هذا الانهيار، يتقاضى 8 آلاف دولار شهرياً، أي ما يعادل 24 مليون ريال.
وراتب دولة رئيس الوزراء يقترب من 20 ألف دولار، أي 60 مليون ريال شهرياً.
أما محافظ البنك المركزي، فيحصل على راتب يصل إلى 35 ألف دولار، ما يعادل 105 ملايين ريال شهرياً، وقِس على ذلك أعضاء مجلس إدارته.
ولا داعي لذكر أرقام مجلس القيادة، فالأرقام فلكية بكل معنى الكلمة.
نحن وحدنا من يعيش الجحيم في الداخل، وعلى أنقاضنا، ينعم أولئك بحياة الرفاهية.
إنهم في الحقيقة قتلة، لا يختلفون في جوهرهم عن مليشيات إيران أو أولئك المدعومين من ميناء جبل علي.
نُذبح كل يوم بسكاكين الغدر والخذلان.. خذلان القائد، خذلان الوزير، خذلان كل مسؤول يتربع على كرسي المسؤولية دون أن يملك موقفاً.
هل يُعقل أن يتحوّل اليمن إلى مشروع موت للشعب؟ إما برصاص المليشيات والاحتلال الإيراني، أو بسكاكين اللصوص، الفاسدين، وبائعي الضمائر قبل الأوطان؟حين يصرخون تحيا جمهورية الدولار.. يموت الريال !!