[ مليشيا الحوثي - أرشيفية ]
هددت جماعة الحوثي المملكة العربية السعودية باستئناف الهجمات الصاروخية والمسيرة نحو أراضيها ردًا على ما وصفته بـ"التضييق على معيشة الشعب اليمني".
وقال القائم بأعمال رئيس الحكومة غير المعترف بها، محمد مفتاح، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تابعة للجماعة "لمن يتخذ الإجراءات للتضييق على شعبنا في معيشته، نقول له معادلة البنك بالبنك والمطار بالمطار والميناء بالميناء لم تسقط".
وحذر القيادي الحوثي السعودية بالقول "هذه اللعبة لن تستمر"، مبدياً الاستعداد للمواجهة وإسقاط ما اعتبرها المؤامرات السعودية على جماعته.
وأضاف "هناك تحركات أمريكية إسرائيلية تهدف إلى دفع التحالف السعودي الإماراتي للتصعيد ضد الجماعة ردًا على دعمها لغزة" حد زعمه.
وتعيش جماعة الحوثي، حالة قلق بين التوجس والارتباك منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق في غزة، وسط مؤشرات على سعيها لإيجاد مبررات جديدة لاستمرار التصعيد العسكري سواء على المستويين الداخلي والخارجي، تهرباً من أي استحقاقات أمام المواطنين من مرتبات وغيرها، وتجنباً للغضب الشعبي في مناطق سيطرتها نتيجة تفاقم الأزمة المعيشية وتوقف المساعدات الإنسانية.
وبعد إعلان "حماس" موافقتها على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف إسرائيل عملياتها على قطاع غزة، يترقب اليمنيون كيف ستكون ردود أفعال الجماعة تجاه تلك الموافقة.
وفي سياق المخاوف الحوثية، هددت الجماعة السعودية بمعاودة استهداف شركة "أرامكو" عملاق النفط السعودي، في ظل جمود عملية السلام في اليمن الغارق بالحرب منذ أكثر من 10 سنوات.
ودعا مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي الأعلى" أعلى سلطة تابعة للحوثيين، السعودية، إلى الانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى إنهاء "العدوان والحصار والاحتلال" وتنفيذ الاستحقاقات الواضحة للسلام.
وتعهد المشاط، بمواصلة "الدفاع" عن اليمن حتى تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وطرد كل "محتل غاصب استباح ثروات الشعب وسفك دماء أبنائه، وقيد حرياتهم في سجونه السرية المظلمة وحاربهم في لقمة العيش بافتعال الأزمات الاقتصادية والتسبب في الغلاء وانعدام الوقود والغذاء".
وفي وقت سابق كتب عضو المجلس السياسي للحوثيين حزام الأسد، في تدوينة عبر منصة (إكس) قائلا: "عشرة أعوام من العدوان والقصف والقتل والإجرام، والدمار والحصار، والاحتلال ونهب الثروات. مضيفا "اليوم يحاول النظام السعودي التملّص من حقوق شعبنا والمماطلة في تنفيذ التزاماته".
فإلى ما قبل عامين، عقب المفاوضات المباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي كانت الأخيرة تواجه أوسع حركة احتجاج منذ انقلابها على الحكومة الشرعية آواخر عام 2014، عندما قاد نادي المعلمين والنقابات الموازية مظاهرات، مطالبة بصرف الرواتب وتحسين الأوضاع المعيشية.
غير أن اندلاع الحرب في غزة شكل طوق نجاة للجماعة التي قمعت المحتجين بتهمة "التعاون مع إسرائيل" و"الانشغال عن نصرة الفلسطينيين"، مستثمرة التعاطف الشعبي مع مأساة غزة لتثبيت قبضتها الأمنية وتبرير فشلها الاقتصادي والإداري.