قال الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد إن ماجرى في اليمن خلال العام الماضي كان غدرًا بالسعودية ودول الخليج، وبالطبع كان غدرًا بالشعب اليمني الذي قدم أفضل نموذج في انتفاضته ضد نظام صالح، فقد كانت من أكثر الثورات العربية سلمية رغم مماطلات صالح.
واعتبر عبدالرحمن الراشد أن الذي استولى على اليمن قبل عشرة أشهرهم ثلاث عصابات، الحوثي وهي ميليشيا تابعة لإيران، وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي أقصي بعد ثورة الربيع، وتنظيم «القاعدة» الذي تمدد في الفراغ سريعًا.
وقال الراشد إن اليمن تجربة سياسية وعسكرية مهمة، ليس في حسابات التوازن الإقليمي المهمة فقط، بل أيضًا في مفهوم إدارة الأزمات.
واشار الكاتب السعودي في مقاله اليومي بصحيفة الشرق الاوسط أنه وقعت انتكاسة في اليمن حيث جرى حرف العملية السياسية، التي رعاها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، عندما حاول الحوثي والرئيس المعزول جعل اليمن مثل لبنان، أي من يملك السلاح يملك مقاعد وسلطة أكبر في الدولة.
وأضاف الراشد أنه وبدفع من إيران، تجرأ الحوثي وصالح واستخدموا القوة العسكرية لفرض شروطهم، ثم لاحقًا تمادوا بالاستيلاء على كل اليمن.
ولفت الكاتب السعودي المقرب من دوائر الحكم في بلاده أن التحديات التي واجهت السعودية ودول الخليج هي أن إيران نجحت في إيصال وكيلها لحكم العاصمة صنعاء بقوة السلاح.
مشيراً انه بنفس الوقت تبخرت القوة العظمى التي كانت ضابط الإيقاع لأكثر من نصف قرن في منطقة الخليج، التي هي الولايات المتحدة كون الأميركيون تركوا الساحة للقوى المتصارعة بعد انفتاحهم على إيران في مفاوضات البرنامج النووي، مما زاد من شهية القيادة الإيرانية للتوسع وتهديد استقرار المنطقة.
وقال الراشد أنه في أقل من عام، نرى القوة الصاعدة في اليمن اليوم هي الحكومة الشرعية،تحظى بتأييد غالبية مكونات اليمن السياسية والقبلية المختلفة، والمدعومة من دول مجلس التعاون الخليجي، وبتحالف عربي هو الأول من نوعه.
معتبرا أن هذه القوة تنتصر على الأرض، بعد أن كانت قد أخرجت تمامًا من بلادها، وتم تشكيلها في البداية كمقاومة بسيطة العدد والعُدَّة من مواطني المناطق التي تعمد المتمردون تدميرها وإذلال أهلها.
في حين أصبحت اليوم تلك القوة تقترب مدعومة بقوات التحالف الذي تقوده السعودية، من العاصمة صنعاء، وقد أصبحت تبسط سلطتها على معظم تعز، وقبلها مأرب، ولحج وزنجبار، وعدن وغيرها.