القيادي الشامي يكشف كواليس سقوط صنعاء وأسباب رفض الإصلاح المواجهة العسكرية ضد الحوثيين
- غرفة الأخبار الثلاثاء, 25 نوفمبر, 2025 - 12:16 صباحاً
القيادي الشامي يكشف كواليس سقوط صنعاء وأسباب رفض الإصلاح المواجهة العسكرية ضد الحوثيين

في حديث صريح، وقبل ذلك شهادة سياسية للتاريخ، تحدث زيد الشامي، البرلماني والقيادي في حزب الإصلاح، عن سقوط صنعاء بيد جماعة الحوثي واللحظات الأكثر سوداوية في حياة اليمنيين، وعن قرار الإصلاح بالتخلي عن مواجهة الحوثيين، ودور هادي ووزير الدفاع وصالح آنذاك في سقوط صنعاء وعودة الإمامة من جديد بعد خمسين عامًا من الثورة، بالإضافة إلى كواليس لقاء الشامي وقيادات الإصلاح بزعيم جماعة الحوثي وما الذي دار في اللقاء، ضمن حديث طويل للقيادي الشامي تناول تحولات كبرى شهدها اليمن، وخاضتها الحركة الإسلامية خلال نصف قرن.

 

وقال الشامي في حوار مطول للقيادي الشامي استمر لثلاث ساعات ونصف، في بودكاست يمانون على منصة متن، أجراه معه الزميل بشير الحارثي، قال إن المواجهات في صنعاء والمعركة مع الحوثيين، كانت خاسرة سلفاً وفق الحسابات العسكرية حيث "تواجه خصماً بدبابة ومدفعية ورشاشات وطيران، وقصف يأتي من جبل نقم ومن عيبان.. أن تواجه ببندق شخصي، فهذا انتحار".

 

 

وأوضح أن شباب الإصلاح قدموا إليه وخاطبوه بالقول: "يا أستاذ، لا ندري ماذا نفعل؟ الأطقم التي كانت في الشوارع سُحبت، والدبابات التي عند المطار سُحبت، لم يعد هناك أحد.. هل نقاتل وحدنا؟"، مضيفا: "سألتهم: هل تقاتلون وحدكم أم معكم أحد؟ قالوا: لا، وحدنا. فقلت لهم: لا، أنا لا أنصحكم، هذا نوع من الانتحار".

 

وأشار إلى أن مؤسسات الدولة تخلت عن واجبها في الدفاع عن صنعاء، في الوقت الذي نفى أن يتحمل الإصلاح مسؤولية سقوط صنعاء، مشيرا إلى أن الإصلاح أكد استعداده للمشاركة آنذاك في الدفاع عن العاصمة صنعاء، مشيرا إلى أنه حين تحدث مع شباب الإصلاح قال لهم: "لستم مسؤولين أن تقوموا بالواجب نيابة عن الدولة".

 

تخلي الإصلاح عن مواجهة الحوثيين

 

وتطرق إلى قرار الإصلاح الداخلي بعدم المواجهة العسكرية، مؤكدا أن عدم الانجرار للمواجهة العسكرية كان نابعاً من قراءة واقعية لمشهد غير متكافئ، مؤكدا أن سقوط صنعاء جاء نتيجة مباشرة لقرار سياسي واضح صدر من أعلى هرم السلطة بالتخلي عن واجب الدفاع عن العاصمة.

 

 

وأضاف: "أنت تواجه خصماً بدبابة ومدفعية ورشاشات وطيران، وقصف يأتي من جبل نقم ومن عيبان.. أن تواجه ببندق شخصي، فهذا انتحار".

 

دور هادي ووزير الدفاع

 

ولفت إلى الدور السلبي للرئيس هادي آنذاك، حيث طلب من الإصلاح أن يعتصموا وعمل مخيمات ناقلا عن هادي مخاطبته لقيادة الإصلاح بالقول: اعملوا مخيمات واعتصام مثلهم ـ أي جماعة الحوثي التي كانت لديها اعتصامات مسلحة في صنعاء ـ لترد قيادة الحزب على هادي بالرفض وخاطبته قائلة: "ما هكذا تكون المواجهة وتدار الأمور".

 

وأضاف: "إذا كان رئيس الجمهورية لا يريد أن يدافع عن صنعاء، وإذا كان وزير الدفاع يقول لك: أنا محايد! هذه نظرية جديدة في الجيوش؛ أن يظل الجيش محايداً والناس يتقاتلون وهو ينظر إليهم".

 

وتحدث الشامي عن موقف واضح للقرار العسكري آنذاك، حين زار وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، كتيبة حماية تلفزيون قناة اليمن، بعد مقاومتها للحوثيين والسيطرة على التلفزيون، حيث خاطب الوزير أفراد الكتيبة بعد أن اجتمع بهم بقوله: "ما لكم تقاومون؟ قالوا: يريدون احتلال التلفزيون! فرد عليهم: (يحتلوا.. إيش دخلك؟).." متسائلا: "إذا كانت هذه توجيهات وزير الدفاع، فماذا بقي؟".

 

ونفى الشامي الاتهامات للإصلاح بخذلان قائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي في عمران قبل سقوط صنعاء، مضيفا: "الكل يريد أن يجعل الدولة تتنصل عن واجبها! وزارة الدفاع بمخازنها وصواريخها وطائراتها.. هذه لم تخذله كقائد؟ والإصلاح الذي قدم مئات الشهداء هو الذي خذله؟ هذا نوع من استهبال العقول".

 

اللقاء مع زعيم الحوثيين

 

القيادي الشامي، كان ضمن وفد قيادة الإصلاح التي ذهبت إلى صعدة بمعية سعيد شمسان رئيس الدائرة السياسية للإصلاح، والقيادي المؤتمري عبدالقادر هلال والقيادي الحوثي مهدي المشاط والقيادي الحوثي علي العماد، للقاء عبدالملك الحوثي، إثر طلب تقدم به الجماعة آنذاك، معتبرا إياها أنها كانت محاولة "يائسة" لإنقاذ ما يمكن إنقاذ”، وأنهم أدركوا في نهاية المطافة ما سماها بـ "خديعة السلام".

 

وأوضح الشامي أنه كان رافضا الذهاب بشخصه إلى صعدة، غير أن الضغوط التي مورست عليه من قيادة الإصلاح أجبرته لقبول ما وصفه بأنه تجرع لكأس السم بهدف حقن الدماء، مشيرا إلى أن اللقاء الأول استمر ساعة ونصف، والثاني امتد لأربع ساعات ونصف.

 

وتحدث الشامي عن شخصية عبدالملك الحوثي والإنطباع الذي وجده فيه، حيث قال: "هو إنسان عادي، لكن فهمه محدود حسب ما يُقدم له. على سبيل المثال، عندما تكلمنا عن الوضع الاقتصادي المنهار، قال لي: مشكلة اليمن محلولة، يدفع حميد الأحمر الضرائب التي عليه، وتُحل مشكلة اليمن كاملة"، مضيفا: "استغربتُ.. كنت أظن أن لديه رؤية أكبر من هذا"، في الوقت الذي تحدث عن سكوت قيادات الجماعة أثناء اللقاء وما قال بأنه لديهم "برستيج معين" أنه "إذا تكلم عبدالملك لا يتكلم أحد، لا بنعم ولا بلا".

 

وتطرق الشامي، إلى الاتفاق آنذاك على بيان إعلامي مكتوب يتضمن وقف الانتهاكات ويضمن سلامة الناس، ويجري بثه عبر وسائل الإعلام، مشيرا لموافقة زعيم الجماعة آنذاك على البيان، ليتم رفض بثه عقب عودتهم إلى صنعاء، نتيجة خلاف حول مسميات من بينها إصرار الحوثيين على ذكر كلمة "السيد عبدالملك" بدلا من الأخ، ليتم القبول بها عقب ضغوط عبدالقادر هلال حينها.

 

وأشار إلى أنه وبالتزامن مع تلك المفاوضات بين قيادات الإصلاح وجماعة الحوثي، كانت الأخيرة تهاجم "أرحب" شمال صنعاء، مضيفا: "قلت لعبدالقادر هلال: ما هذا؟ اتفقنا على السلام وهم يهاجمون أرحب؟ تواصل هلال معهم وطلبوا تأجيل الاجتماع 24 ساعة.. حينها أدركت أنها خديعة، فقلت له: انتهى الأمر".

 

وعن الثورة الشبابية، قال الشامي إنها ليست ثورة الإصلاح كما يشاع، وأنها ثورة قام بها شعب، مشيرا إلى اندلاع الثورة في تونس وانتقالها إلى مصر واليمن، وخروج شباب الثورة إلى الساحات كان قبل إعلان الأحزاب بما فيها الإصلاح، الإنضمام للثورة.

 

 

وأوضح أن الأحزاب لم يكن مطلبها إسقاط النظام وأنها كانت تطالب بإصلاحات دستورية.

 

وحول الأوضاع في الجنوب وحرب صيف 94م، قال الشامي، إنه تم القبول بهادي رئيسا بكونه من الجنوب، غير أن من يدعى مظلومية الجنوب وحقهم في السلطة رفضوا، مضيفا: "إذا وجد في النفس مرض فما فيش فائدة".

 

 

وعن اقصاء واستهداف قيادة الحزب الإشتراكي قبيل حرب الانفصال في 1994، قال إن الحرب تخرج عن القواعد، وعند اندلاع الحرب لا يوجد مجال لمن هو صح أو غلط، مضيفا: اختيار الصراع والحرب وهو خيار غير صحيح بين الأخوة بين الأشقاء، والجميع خسر ويخسروا وستسمر الخسارة في حال ماهم عليه".

 

وأوضح أن الحزب الاشتراكي شعر بذلك (بما تعرض له من اقصاء واستهداف لقياداته وكوادره)، مستدركا بالقول: انظر إلى أعماله مع الآخرين، فتشعر أيضا تسبب في أن الناس اللي وقفوا ضده كان لديهم مبرر لمثل هذا الموقف، وكان الأفضل يقول أنا مع الدولة وأنا مع الوحدة وهذه الأخطاء كذا وكذا، يكون مركزه أقوى"،

 

وأشار إلى أنه وبعد توقيع اتفاق عمان (وثيقة العهد والاتفاق) كان مركزه أعلى وكان يستطيع العودة إلى صنعاء، ويمارس عمله ويتخطى هذه المرحلة".


التعليقات