مليونية 17 أبريل
الأحد, 17 أبريل, 2016 - 04:40 مساءً

 
أكاد أجزم بأن مليونية 17 أبريل تصب في صالح الرئيس هادي ومشروع النظام الفيدرالي من (6) أقاليم، حيث تقدمه للمجتمع الدولي المراقب عن كثب باعتباره مشروعا وسطا بين طرفي نقيض، وله أنصار في الشمال وفي الجنوب،فالانقلابيون يرفضون النظام الاتحادي ويعتبرونه تقسيما لليمن، فيما الحراك يعتبره إعادة إنتاج للوحدة والتفاف على القضية الجنوبية، فالعبرة بالنتائج ولو اختلفت السياسات.

الأسبوع المنصرم حرك السعوديون ورقة الحضارم في وجه دعاة استعادة الدولة، حيث كثفوا لقاءاتهم مع النائب الأحمر و رئيس الوزراء أحمد بن دغر محددين خلالها تمسكهم بإقليم حضرموت، ورافضين أي تقسيم لا يضع لحضرموت خصوصية باعتبار مقوماتها الجيوسياسية والاقتصادية و حتى الإجتماعية،

يهدف السعوديون إلى إخراج حضرموت من المعادلة في الجنوب، بهدف حصر ثقل الحراك في عدن و المحافظات الثلاث المجاورة (لحج-أبين-الضالع) (إقليم عدن)، وإذا كان في ما أقول مبالغة فهل يستطيع الحراك نقل المليونية إلى المكلا؟ أو عتق أو الغيظة شرقا؟
يعزز هذا الرأي عودة أنصار الحراك إلى التظاهر و هذا مؤشر ايضا على عدم قدرتهم على السيطرة على الأرض وفرض استعادة الدولة بالقوة، على افتراض أنهم لو كانوا يستطيعون لما عادوا إلى التجمهر والاستعراض، فالمعيار أضحى بالقدرة لا الكثرة.
تظهر المليونية حاجة الجنوب إلى اقليمين بعد إخراج السعوديون لحضرموت من المعادلة، وبالنسبة إلى إقليم عدن (ثقل الحراك) فقد سلمت إدارته إلى قياداتهم، فما جدوى التظاهر ؟!، إذن أولى بالحراك تقديم نموذج عبر قياداته وكوادره الحاكمة في محافظات إقليم عدن والعمل على نجاحهم و تقديم نفسه شريك للمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، تلك الشفرة التي يفهمها العالم وهذا ماتحتمه الضرورة والمنطق، فالسياسي البارع هو من يضع مصلحته ضمن مصالح الآخرين، ويستطيع تشكيل تقاطعات لمصلحة الجميع.

لا شك أن المليونية ستحافظ على زخم القضية الجنوبية من جهة، ومن جهة أخرى ستعيد الى الواجهة الحلول الواقعية الممكنة للقضية الجنوبية، وحده مشروع الاقليمين الذي يتبناه علي ناصر محمد كان يمكن له أن ينافس، لكنه مصنف ايرانيا وهذا يعزله عن أي مشاركة أو قبول خليجي له،

لست مع الرأي القائل بأن إيران تربك التحالف عبر تحشيد الجنوب مجددا، فأدوات السعودية جنوبا لا تزال هي الأقوى و الأكثر تأثيرا، لكنها حتى اللحظة لم تلتفت إلى هذا الملف فالمليشيا القادمة من الشمال لازلت تأخذ جل اهتمامها بالشأن اليمني.

فلتعذروني على مكاشفاتي القاسية، لكنها الوقائع التي لاتجامل،،، ودمتم بخير،،
 
نقلا عن صفحتها في الفيس بك

التعليقات