عميد المحامين اليمنيين يترجل
الثلاثاء, 26 مايو, 2020 - 09:04 مساءً

كان عبدالعزيز السماوي - المحامي ، علامة بارزة في الحياة اليومية للقضاء والمحاكم في العاصمة صنعاء. تميز بالحركية والطابع الشعبي لشخصيته ، وهي سمة جعلت مكتبه خيارا أول للقبائل واصحاب القضايا الذين يرون فيه ملتقى يجمع الدراية بالقانون والعلاقات المتشعبة داخل المحاكم وكذلك الأسلوب الشعبي الذي يرتجل ، واللماح الذي يوازن بين القانون وتفاعلات نصوصه على ارض الواقع والعرف اليومي وكيف يشكل ذلك كله مرجعا في قضاء لم يجد في بداياته التاسيسية الحديثة بعد قيام الجمهورية سجلاً مرجعيا من الاحكام يستند اليها ، ولا ارثا من التأصيلات القانونية يقيس عليها ، وهي من أهم ما يراكمه القضاء ويتطور من خلاله " الأحكام والقضاة المتميزون في سيرتهم وتاريخهم في القضاء " كما هو الحال في مصر على سبيل المثال.
 
للمحامي السماوي شخصية لماحة وذكية ميزته ، ومكنته من بناء شبكة من العلاقات العامة ساهمت في إبرازه كمحامي ، غير أنه بقي بعيدا عن الصف الأول لرجال القانون المتخصصين في تطوير القوانين والمشاركة في الحياة السياسية داخل الدولة وخارجها كمستشارين قانونيون.
 
كان الراحل السماوي في برنامج عمله اليومي غارقا في القضايا والمحاكم حتى آخر أيامه ، وآخر مرة لقيته فيها كانت عصر أحد ايام رمضان في المكان المعتاد الذي غالبا ما أصدقه فيه " سوق القات في الزراعة " وبنفس الرفقة المعتادة ، اذ لا يمضي إلا برفقة " مُشارعين " ، ولا تجده في مكتبه اذا زرته الا في ديوان مكتظ عن آخره بالمشارعين واصحاب القضايا.
 
للسماوي - المحامي ، مشاركة محدودة في الكتابة الصحفية عبر عمود اسبوعي في صحيفة الرأي العام ، وكان مكتبه مجاورا لمكتبها لفترة طويلة في ركن شارع القيادة ، قبل ان ينتقل لاحقا الى مكتب اخر.
 
برز السماوي مع كثيرين من زملاءه في مهنة المحاماة في ربيع اليمن الأول الذي أزهر في بداية التسعينات مع قيام الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990 ، وعلى مدى عقد التسعينات والعشرية الأولى بداية الألفية الثانية شكلت نقابة المحامين واحدا من المعالم البارزة والأكثر حيوية للمجتمع المدني ومنظماته ونقاباته الفاعلة. كانت هذه الحيوية للوسط القانوني في نقابة المحامين أثرا فعالاً في الحياة العامة ، وحولها ذلك الى هدف للسلطة والإستقطاب الحزبي ، ومع ذلك كان نضج الوسط القانوني الذي تميز بنخبة واسعة من القدرات والقانونيين والمحامين ، حاميا للنقابة من حالة الاستقطاب المحمومة ، وكانت مؤتمراتها العامة نموذجا للتنافس الديمقراطي والتحالفات الحزبية التي تبقى خلفية لفعالية المحامين ولا تتجاوز الانتماءات الحزبية انتماءاتهم النقابية.
 
رحم الله المحامي عبدالعزيز السماوي ، وخالص تعازينا لأولاده وأسرته وأصدقاءه وللأسرة القانونية في نقابة المحامين وكافة أصدقاءه ومحبيه .
 

التعليقات