الوضع فاق المتوقع
الخميس, 01 ديسمبر, 2022 - 01:37 صباحاً

الوضع فاق المتوقع، والشعب أصبح يعيش مجاعة محققة؛ نتيجة الفساد والمحسوبيات والتلاعب بموارد الشعب وموت ضمائر السلطة الحاكمة.


نحن لا نريد مسؤولًا يشكو من الفساد، فنحن نعلم بالفساد ومن أوصلنا إليه، ونعلم أن ذلك المسؤول إنما يريد أن يبري ساحته.  


- لسنا بحاجة إلى المسؤول الذي يعظنا بالصبر وهو يعيش حياة رغيدة.  


أو الذي يحاول أن يخلق لدى الناس حالة التقبل بالواقع الذي يفرضه عليهم.     


- لا نريد مسؤولا يخبرنا بمعارك التاريخ؛ لأن معرفتنا لا تزيد من أجر المظلوم ولا من عقاب الظالم، فحسابهم على الله.


-  إنما نريد مسؤولًا يعالج الفساد أو يعترف بفشله في مكافحة الفساد ويقدم استقالته للشعب واعتذاره. 


- نريد مسؤولًا يعين الشرفاء ويقدم لنا برامج اقتصادية مواكبة، ويقيم العدل وينهي معاناة الشعب.


أين سنأتي بتضحيات الشعب ومعاناته، ونحن نعلم أن بعضهم دُمرت حياتهم بالكامل، وأناسًا كانوا تجارًا داخل البلد وخارجها فحوّلتهم الحرب إلى فقراء، هل كل ذلك من أجل أن يحصل أصحابنا على مناصب!! وهل يستحق هذه المناصب كل تلك التضحيات؟  


أصبح من في الواجهة مجموعة ركبوا الموجة، يتزاحمون على المناصب لا يهمهم أمر شعب ولا مستقبل بلد.


 يتحكمون في رقاب الناس، وأكثرهم لا يعلمون شيئا مما عاناه الرعيل الأول ممن ذاقوا مرارة الحياة وألم المعاناة وعاشوا سنوات مع أسرهم إما في خنادق ترابية أو في العراء. واولئك يتنافسون على امتهان الشعب ويقتاتون مما تبقى في العروق بعد الذبح.   


والرعيل الأول ممن تحمل العناء وذاق مرارة الحياة تحوّلوا إلى منبوذين ومطوبرين على أبواب أولئك يتوسطون بهم للقاء بمسؤول هنا أو هناك، أو للحصول على كيس دقيق من منظمة، ويا ليت من في الواجهة قدموا النموذج الذي يرقى لمستوى تضحيات أولئك. 


من مكّنهم وعيّنهم؟ هل أتت بهم الصدف أم أتى بهم فاسدون مثلهم؟ والطيور على أشكالها تقع. لا تعظونا وعظوا أنفسكم واتقوا الله ولا تجعلوا من العدوان ذريعة لامتهان الشعب.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك 

التعليقات