مربع الذهب… في قطر
الأحد, 11 ديسمبر, 2022 - 06:07 مساءً

ها نحن نصل في مونديال قطر الى اخر الامتار لبطولة كانت استثنائية في كل شيء ومثيرة الى حد الغرابة حُبست الانفاس فيها من مرحلة المجموعات الى دور الثمانية، المفاجئات فيها كانت كالعادات، وفراغ الفوارق قصر وأصبح بالكاد يذكر، بطولة عجيبة في كل شيء، المرشحون للذهاب بعيدا فيها كثير منهم ذهب بعيداً فعلا لكن عبر مطار حمد الدولي، بطولة كذبت فيها التكهنات أكثر مما صدقت، وتساقط منها النجوم واحداً تلو الآخر لتصل بنا الى مربعها الذهبي بتنوع أكثر، فبطل ووصيف النسخة الماضية يمثلان اوروبا والارجنتين ترفع لواء امال امريكا الجنوبية، بينما المغرب حاملا لراية القارة السمراء لأول مرة في تاريخ كأس العالم.
 
مباراتا نصف نهائي هذه النسخة ستشهد مواجهة كرواتية ارجنتينية ومواجهة مغربية فرنسية لكن حتى ولو كانت  الفوارق موجودة  نظريا الا أن هذه البطولة علمتنا  ان الفوارق تبقى فقط على الورق وتختفي في المستطيل الأخضر.
 
موقعة الفرصة الأخيرة
 
في المواجهة الأولى بين الارجنتين وكرواتيا على استاد لوسيل سيبرز العنوان الأكبر "مباراة الفرصة الأخيرة" ففيها ستصطدم احلام لوكا مودريتش باحلام ليونيل ميسي حيث ان واحدا منهما فقط سيواصل حلمه المنشود للتويج بالبطولة وتكرار التواجد في الثامن عشر من شهر ديسمبر على ذات الملعب في النهائي الحلم، فكراوتيا ستدخل متسلحة معنويا بعد اقصاء البرازيل وستلعب تحت شعار من  اقصى البرازيل قادرا على اقصاء الارجنتين، اما  الارجنتين ستدخل هذا اللقاء لأخذ ثأر غريمها التقليدي في قارة امريكا الجنوبية والدفاع بضراوة عن احلام الشعب الارجنتيني وشعب ليونيل ميسي فهذا الأخير بدا في هذا المونديال كأنه بعمر الـ25 .
 
هذه المواجهة سيطغى فيها حضور الجماهير الأرجنتينية مثلما كان الأمر في المباريات السابقة ولربما هي ميزة دائما ما كانت تمثل دافعاً اضافيا لمنتخب الالبيسيلستي فهذه الجماهير تريد أن يكون مفعولها كمفعول السحر لاسيما أن هناك فقط خطوتين من أجل معانقة الحلم الأكبر، بينما كرواتيا ستعول على صلابة لاعبيها وتماسكهم وسحر لوكا مودريتش وهدوءه في المواعيد الكبرى..
 
الاحلام ليس لها حدود..
 
في المواجهة الثانية ستكون الخيمة العربية الأصيلة في مدينة الخور قبلة للاحلام فبطل المغرب والعرب وافريقيا سيلتقي وجه لوجه مع بطل العالم هذه المرة منتخب فرنسا، المغرب الذي كسر قيود الامال وارتقى عاليا في سماء المجد يريد أن يرتقي أكثر وأكثر فالاحلام ليس لها حدود ومن كان قريبا من الفوز امام وصيف العالم كرواتيا وفائزا مظفرا أمام وصيف التصنيف الدولي بلجيكا، وعابرا بجدارة حدود تيكي تاكا الأسبان، ومن قهر أفضل المواهب في تاريخ منتخب البرتغال، قادر على مقارعة احلام كيليان مبابي ورفقائه.
 
حتى لو كان هاجس ابطال العالم في تكرار انجاز ايطاليا والبرازيل في الاحتفاظ باللقب، يمكن للمغرب فرض حلمه على احلام الفرنسيين.
 
قد لاتكون المواجهة سهلة على المغرب لكن في كل مرة عودنا المغرب في هذه البطولة أن التوقع ماهو الا مجرد كلمات أم الحقيقة فهي افعال فرضتها البسالة المغربية وحولتها الى واقع نعيشه بفرح في كل مكان…
 
إن شمس كأس العالم تقترب من المغيب، ولكن قبل أن نودعها، سنعيش مع هذه الكأس فيما تبقى من ايامها الكثير من الاثارة فهذه الكأس استثنائية ويبدو أن هذا المونديال فعلا هو الأجمل على الإطلاق.
 

التعليقات