ما وراء التطورات العسكرية في السودان
الأحد, 16 أبريل, 2023 - 01:07 مساءً

ليست الثورات وحدها هي التي لها تأثير أحجار الدمينو، فالحروب هي أيضا لها ذات التأثير التسلسلي، لاسيما إذ كانت وسائل إشعالها واحدة.
 
ومعالجات هذه الإشكالية لا تقتصر على معالجة أعراضها بل تستلزم الوقوف أمام أسبابها وتقديم الحلول اللازمة لاجتثاثها.
 
 وبشكل أكثر وضوحا، فإن ما دعت إليها مصر والسعودية من اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية يجب أن يقف أمام مسببات زعزعة الاستقرار في المنطقة، وليس الاكتفاء بإبداء التأييد والدعم للجيش والحكومة السودانية.
 
 فآليات إطفاء الحرائق لا تجدي نفعًا أمام التدخل الممنهج الذي تسلكه بعض دول الإقليم، لتحقيق مطامعها غير المشروعة، وإن كان الثمن تهديد الأمن والسلم الاقليمي، من خلال دعم ميليشيات غير مرتبطة بهياكل الجيوش العربية، للدول التي تمر بمرحلة انتقال سياسي عسير، فمن الأخطاء الكارثية أن تقبل الدول العربية المستقرة بالتعامل مع هذه الميليشيات المسلحة كأمر واقع في الدول الهشة، لأن الإقرار بمثل هذا الوضع غير السوي يعني تحويله إلى نموذج مقبول، قابل للتكرار في مختلف البلدان.
 
لذا من المهم أن يجاوز اجتماع الجامعة العربية ما هو معتاد من اجتماعات (إسقاط الواجب) كما يقال في العامية،  إلى اتخاذ قرارات تدين وجود التشكيلات المسلحة غير القانونية، وتدين من يقف إلى جانبها من دول ومنظمات وشخصيات، لما يمثله ذلك من تدخلات مزعزعة لاستقرار دول المنطقة وتهديد للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
 

التعليقات