علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

برلماني يمني، وزير الإعلام السابق، والسفير السابق لليمن لدى الأردن.

كل الكتابات
القضية الجنوبية وتقزيم اليمن
الخميس, 04 مايو, 2023 - 08:51 مساءً

مع حفظ الألقاب وجزيل الإحترام :

علي ناصر محمد؛ ياسين سعيد نعمان؛ أحمد عبيد بن دغر
 
كان الرئيس علي ناصر محمد والدكتور ياسين سعيد نعمان، أول من أكد أن قضية الجنوب؛ سياسية؛ وفي سياق ذلك؛ كثيرا ما ظل يؤكد الدكتور ياسين؛ على نبذ المشاريع الصغيرة واستهجانها؛ وكان يُفهَم من كلامه؛ أن مشروع الإنفصال مشروع صغير؛ وهو مشروع صغير ومستهجن بالفعل، وكل مشروع دون اليمن الكبير؛ هو مشروع قزم وصغير ومستهجن؛
 
 وأتذكر أن الدكتور بن دغر؛ أول من تحدث عن رفض تقزيم اليمن؛ من خلال تقسيمها، وكرر ذلك مراراً. وكثيراً ما استعرت عبارة "التقسيم والتقزيم" من كتابات الدكتور بن دغر؛ في عدة مقالات كتبتها هنا، وأغضبَتْ جهات، مرارًا، وتسببَّتْ في حنقها؛ ولكن ما حيلة المضطر! وكانت مواقف بن دغر تبعث على الإعتزاز، في عدن، وسقطرى وغيرها، وهو زميل عزيز في مجلس النواب، والوزراء.
 
 أما المشاريع الصغيرة، فهي عبارة بليغة، ساخرة وساحرة، كثيرا ما رددناها، باطمئنان، بعد الدكتور ياسين؛ وهو الذي ابتكرها، وكثيراً ما كنت أعود إليه عندما كنت في الإعلام، وكان ملهماً ومتميزاً.. وشبهته عشية إحاطة الحوثي بصنعاء؛ برسول حمزاتوف، الأديب الشيوعي الداغستاني العظيم؛ صاحب كتاب؛ داغستان بلدي، ولعلي ممن ظن أن الحوثي لا يستطيع اقتحام مدينة صنعاء، وفيها ياسين، وكتب حينها منشوراً يبعث على التحدي والأمل..  ويقال إن حمزاتوف كان مصدر اطمئنان، للعاصمة الداغستانية، محج قلعة، إذا أحاط بها خطر.. ويقولون : ما دام حمزاتوف يتنفس في المدينة فلا خوف! لكن الحوثي اقتحم صنعاء وفيها ياسين سعيد وعبدربه منصور وعلي عبدالله ؛ وتقدر تقول : وعلي العمراني أيضاً! وآخرون كثر؛ ويحيط بها، وبداخلها، جنود وقادة عسكريون ودبابات ومدافع، لا تعد ولا تحصى؛ وكان الحوثيون، قليلون جدا؛ لكنهم دخلوا بلا مقاومة تذكر؛ كما قال المبعوث الأممي، جمال بن عمر.
 
 إنه الغباء كما قال بن عمر أيضاً .. الذي يبدو أنه قد يتكرر هنا، أو هناك!
 
أما الرئيس علي ناصر؛ فكثيرا ما تشرفت بالجلوس معه في عمَّان؛ وقرأت كتبه؛ الخمسة؛ التي تفضل بإهدائها؛ وما يزال؛ ينضح إباءً وشموخًا ووطنية ووحدة يمنية ونشاطاً؛ ولم يعِقه ترك الحكم، أن يبقى ملء السمع والبصر ومحل الاحترام والتقدير أينما حل، وهو يثبت أن السلطة ليس نهاية الدنيا، لأصحاب الإرادات والعقول والوعي والتصميم والمثابرة؛ وأعيد الان قراءة مذكراته؛ ومذكرات الرئيس عبدالرحمن الإرياني؛ في منفاي الجديد؛ وهما بحق زعيمان وطنيان عملاقان، معتدَّان بأنفسهما وباليمن، ويشرفان اليمن؛ ويتشرف بهما اليمن، كما يتشرف بهما كل يمني.
 
كل السياسين الثلاثة أعلاه،  أعزاء؛ ولهم مكانتهم؛ على مستوى اليمن؛ تختلف أو تتفق في التفاصيل وفي بعض المواقف أحياناً، وهذا من طبيعة الحياة والسياسة؛ وتكاد اليمن الان تعاني من اليُتْم؛ وكل أنواع الضيم والإستهداف؛ وهناك دعم حثيث لتقزيم اليمن.. وتشطير اليمن، وتقسيمها، مشروع قديم؛ ورغبة خارجية عتيدة، وكل القادة الثلاثة يعلم ذلك. وجميعنا يعلم؛ أنها قد تأتي أوقات؛ وقيادات؛ تتخاذل؛ وهذا حال يحدث في  كثير من الأمم، وقد تفرِّط تلك القيادات، وتبيع ولو بثمن بخس؛ ولا يحدث التفريط وبيع الأوطان؛ للطامعين، إلا باستعداد محلي؛ وهذا قد يأتي في ظروف خاصة في كل البلدان؛ ونتذكر أن الإستعمار، يجد أعوانا محليين؛ عندنا وعند غيرنا، ويمكن تذكُّر أعوان الإستعمار، فترة ما قبل الاستقلال، ويمكن قياس مضمون القابلية للإستعمار؛ الذي تحدث عنه مالك بن نبي، بما يحدث هذه الأيام؛ في اليمن؛ الذي قد نطلق عليه؛ قابلية البعض للتعاطي مع مشاريع التقزيم والتقسيم والتعبية الخارجية المطلقة المهينة ؛ ولم يبق في أعمارنا إلا ما كتبه الله ؛ وهو  ليس أكثر مما مضى؛ بالتأكيد.
 
وفي ظل وضع كهذا، يسود فيه ويتعالى الصخب؛ والجنون؛ واستمراء النكوص؛ والمشاريع الصغيرة الحقيرة، وتصاعُد كل ما من شأنه؛ تقزيم اليمن؛
 
أود القول؛ للأعزاء القادة الثلاثة؛  ولآخرين كثيرين، دوركم مطلوب الآن؛ وصوتكم مسموع؛ ولو اضطررنا رفعه لعنان السماء، حتى يسمع القاصي والداني ويسمع من به صمم، والمهمة لم تنتهِ بعد ما دامت الحياة،  وما دامت اليمن تحيق بها الأخطار من كل جانب؛ بل لعل الواجب الملح والمهمة الجليلة استؤنفت وبدأت، على نحو غير مسبوق في المسؤولية الوطنية والتاريخية والأخلاقية؛
 
والله الله اليمن؛ وأهل اليمن؛ والعياذ بالله من التقزيم والتقسيم والتشطير والمشاريع الصغيرة والتبعية المطلقة المهينة.
 
دمتم بخير؛  حفظكم الله؛ وحفظ الله اليمن
 

التعليقات