تركيا هي أردوغان وأردوغان هي تركيا ولا مجال للمعارضة في حكم البلاد بعدما أظهروا عوارهم وتبعيتهم للغرب بكل صفاقة وقلة أدب، وفي المقابل أن أردوغان قرر عدم استمراره في الانتخابات القادمة ما بعد 2023، وقرر تسليم القيادة للأجيال الواعدة من الشباب، رغم أن الشعب أحبه ومستعد للدفاع عنه وانتخابه مرات ومرات. الرئيس اردوغان لم يمد عمر توليه للحكم، إلّا ويعلم أن هناك من يتحين الفرص لهدم كل ما انجزه لتركيا، وارجاعها إلى مربع الصفر وابقاءها تابعة.
وإذ خسر لا سمح الله فإنه ترك إرثًا عظيمًا من الانجازات، نقل فيها تركيا نقلة نوعية انتشلها من الحضيض، واستطاع بتفانيه وعمله الدؤوب خلال فترة حكمه أن يجعل من نفسه أيقونة ورمز يفتخر به كل مواطن تركي. فا هو الشعب يخرج عن بكرة أبيه تلبية لنداء أردوغان لحماية مكتسباتهم في كل محفل انتخابي وفي كل مدينة، حتى في أزمير معقل المعارضة اكتسح الشعب كل شوارعها، يهتف باسم الزعيم أردوغان، تجاوز عددهم المليوني نسمة، تظاهرةٌ جماهرية منقطعة النذير، حب عجيب لم يحدث لأحد في أي تاريخ تركيا. وقد انجلى ذلك الحب حقيقةً وقت أحداث الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016، والذي كان عام النكبة على العصابات الخفية وراء الكواليس، التي غرست براثنها داخل أروقة ومفاصل الحكم منذ قرونٍ عدّة، مستخدمةً عباءة القومية، والتي كانت سببًا رئيسًا في تمزيق نسيج الاخوة بين العرب والأتراك، فقد تَجرّد الشعب في تلك اللحظة عن بكرة أبيه عن الطائفية والحزبية، ونفضوا عن ادمغتهم نعرات الحقد ونظراته الضيقة، دفاعًا عن تركية الحضارة ومكتسباتها التي تم انجازها بأياديهم وبإشراف وتمكين من الزعيم أردوغان، فكان لهم جميعًا أبًا ورئيسًا، يحمي مصالحهم ويذود عن مكانتهم بين المحافل الدولية حتى جعل لهم مواطئ قدم بين الدول العظمى.
ويوم 15 مايو هو تتويج ما انجزه الشعب التركي الأبي، والذي بدوره يمّكن أردوغان من تطهير البلاد من دنس الغدر وزبانيته واضعاف شوكته للأبد، لتغدو الدولة نسيجا واحد متجانسا موجهًا صوب النجاح والسير قُدمًا نحو العالمية والعظمة. وأهمية انتخابات هذه المرحلة هو في وضع الخطوط العريضة لنهضة تركيا واكتمالها حتى تتمكن من انضمامها إلى نادي الدول العظمى، والوحيد القادر على اتمام هذه المهمة هو الزعيم أردوغان، لكي يسلم زمام أمر الدولة للأجيال الواعدة وهو مرتاح البال بعد تطهيرها من الخونة والغدارين أعوان الغرب والصهاينة.
ويحدونا الأمل أن تكتمل هذه المشاهد الجميلة في التفاني والمحبة التي نرها كل يوم بتربع الزعيم أردوغان مرة أخرى على كرسي الرئاسة ليكمل ما بدأه، وإن حصل مالا يحمد عقباه لا سمح الله وتم انتخاب أحد منافسيه، فتأكدوا أن تركيا ستتقهقر وتعود إلى مربع الصفر والذل والمهانة والتبعية لمحافل الصهيونية كما كانت سابقًا. فقد سمعنا ورأينا بمرأى العين والسّمع تراهات ما بدر من منافسيه، التي أظهرت مدى عوار أفكارهم وخططهم. لذلك لا مجال هنا لانتماءات عرقية أو طائفية فتركيا هي للجميع.
ولهذا أدعو الله أن يمُنّ على الشعب التركي ويمّكن عبده رجب طيب أردوغان من قيادة الدولة مرة أخرى حتى يكمل مسيرة تركيا نحو التقدم والازدهار. وحقيقة أن الرئيس أردوغان لم يترك لهم مجالًا واحدًا، فقد أرهقهم بإنجازاته حتى أخر لحظة من الانتخابات، والشعب بات يعرف تمامًا أن منافسيه لن يقدموا أكثر مما قدم، بل أن بعضهم انكشفت نواياهم الخبيثة، فقد انطقهم المولى جل في علاه وأظهر معادنهم.