سيف محمد الحاضري

سيف محمد الحاضري

رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام رئيس تحرير صحيفة اخباراليوم اليمنيه.

كل الكتابات
بيان المطارح
الاربعاء, 27 ديسمبر, 2023 - 12:52 مساءً

بعد قراءتي لبيان المطارح المُطالبة برفض رفع أسعار المشتقات النفطية, الذي تحدث عن لقاء تم بين ممثل هذه المطارح ورئيس مجلس القيادة رشاد العليمي, استمر لأكثر من أربع ساعات لينتهي بالفشل.. الأمر الذي استدعى تدخل عضو مجلس القيادة عثمان مجلي، ليطلب من ممثل المطارح مهلة.. هذه الجملة يجب التوقف عندها.. قبل أيام اتصل رشاد العليمي  بالشيخ سلطان العرادة عضو مجلس القيادة محافظ مأرب، مشددًا على إنفاذ قرار الحكومة.
 
الحدث هنا بالنسبة لي تغيّر ولم يعد مجرد حدث لرفض تسعيرة مشتقات النفط الجديدة.. وأن الأهداف باتت تظهر لها أنياباً سياسية.
 
بعد لقاء رشاد العليمي بممثل المطارح الرافضة لقرار الحكومة برفع أسعار النفط لأكثر من أربع ساعات وتدخل عضو مجلس القيادة عثمان مجلي مطالباً ممثل المطارح بمهلة إضافية, وكأننا في تفاوض مع كيان سياسي في طور التشكل.
 
هنا الأمر تعدى المطالب الحقوقية لما سُمي برفض الظلم وتحول الأمر إلى (سياسة) بامتياز لتحقيق أهداف تتجاوز مسألة رفع أسعار النفط في مأرب.
 
وفي استقراء لأحداث مماثلة فإن مشاهد أحداث ما قبل سقوط عمران وسيناريوهات التآمر المرسوم آنذاك مازالت حاضرة .. والأحداث الأولى للحرب في محافظتي الجوف ومأرب شبيهة بما يجري اليوم.
 
قبل حرب عمران ومأرب والجوف زارني في منزلي نائب السفير الألماني وكذلك السفير العُماني آنذاك ..
 
نائب السفير الألماني تحدث بثقة العارف بمجريات الأحداث المرسومة لسيناريو الحرب ..
 
قال بشكل واضح: الحرب على وشك الانفجار في عمران والجوف ومأرب.. سارعتُ بالرد عليه: ما الذي سيشعل الحرب في هذه المحافظات.. كان رده بلغة حاسمة كأنني أتحدث مع مصدر من مصادر اتخاذ قرار الحرب.. قال: تعيين المحافظين الثلاثة الجدد لهذه المحافظات هو السبب لنشوب هذه الحرب في هذه المحافظات.. ويقصد هنا تعيين الشيخ سلطان العرادة محافظاً لمأرب، وتعيين اللواء محمد بن عبود الشريف محافظاً للجوف، وتعيين الشيخ محمد حسن دماج محافظًا لعمران ..
 
 وأضاف قائلاً: يجب اختيار محافظين جدد يتم التوافق عليهم مع جماعة الحوثيين والمؤتمر والاشتراكي والإصلاح.
 
رغم اندهاشي لحديثه, غير أني كنتُ جازماً أن تعيين هذه الشخصيات الثلاث في هذا التوقيت هو لمنع دخولها في الحرب ومنع سقوطها وسيطرة المليشيات عليها.. وأضفتُ: هم صمام أمان هذه المحافظات.. نظرَ إليّ مبتسماً وسارع بإخراج خارطة من حقيبته, خاصة بهذه المحافظات عليها علامات حمراء في بعض الأماكن, أشار إليها باعتبار أنها أولى مناطق اشتعال تلك الحرب.
 
 مع الأيام تحقق ما تحدث عنه نائب السفير الألماني وأكده أيضاً السفير العُماني السابق.. وعند استقراء وربط أحداث اليوم في سياق الأهداف الاستراتيجية المعلنة لراسمي سيناريو الحرب في اليمن، نجد أن أحد أهداف الحرب كان إسقاط محافظي محافظات مأرب والجوف وعمران حتى يسهل السيطرة على هذه المحافظات التي تمثل مثلت النفط وبوابة صنعاء.
 
ذهب بن عبود وذهبت الجوف.. تآمروا على دماج من الداخل باسم القبائل حتى أسقطوا عمران.. واليوم وبعد ثماني سنوات أيقنتُ فعلاً لماذا كانوا يريدون تغيير محافظ مأرب العرادة.. وبعد قرابة تسع سنوات مازال هدف الإطاحة بالشيخ سلطان العرادة من محافظة مأرب قائماً.. والتاريخ في أحداثه شواهد كيف سقطت دول ومدن, بعد سقوط رموزها وقاداتها ، دفع أبناؤها أثماناً باهظة من دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
 
لذلك يجب أن يستوعب الجميع أن لعبة الشطرنج في اليمن لم تنتهِ بعد وأن عليهم ألا يضعوا أنفسهم أحجاراً على رقعة تلك اللعبة، وعلينا أن ندرك ونستوعب أننا لا نعلم حقيقة التفاهمات ونتائج المفاوضات التي تجري بين التحالف وإيران ومليشياتها، وطبيعة التسوية لحدود النفوذ وشكل مستقبل الجمهورية اليمنية ومؤسساتها الدستورية.. وبقدر التوجس ووجوبية التعاطي بحذر لأي حدث من شأنه تهديد أمن مأرب.
 
 وبالعودة إلى مسارات أحداث المطارح  وجرائم القتل لجنود الجيش وحصار المدينة, والتهديد باستهداف منشآت النفط وآخرها مفاوضات الرياض بين المطارح والعليمي ومهلة مجلي.. أجد أننا في بداية عمل سياسي بامتياز, له من الأهداف ما يشير إلى وجود ربما إدارة لمسار هذه الأحداث, تستهدف مأرب وأبناءها أولاً والمقيمين فيها ثانياً لصالح أعدائها وفي مقدمتهم مليشيا الحوثي.
 
 واليقين وأقولها بوضوح - ولتأخذ مني كمعلومة لا تحليل - إن بعض أعضاء مجلس القيادة كانوا ومازالوا يعملون على إزاحة سلطان العرادة من موقع محافظ مأرب.. والأكيد أيضاً أن إشعال الفتنة في مأرب أحد أدواتها.
 
 خطورة هذا المشهد تتطلب مواقف مسؤولة لجميع مكونات مأرب قبائل وأحزاب ومنظمات ونازحين..
 
كما تفرض هذه الأحداث على الجيش والأمن أن يرفع أعلى درجات جاهزيته, وأن يتعامل مع الاستفزازات بمسؤولية وضبط النفس, مالم يُفرض عليه ما لا نتمناه جميعاً
 

التعليقات