عندما نظر الحلاج الى أشلائه الممزقة، ودمه المراق قال مقولته الحية حتى اليوم والسائرة مسار الامثال '' ركعتان في العشق لا تصلح صلاتهما الا بوضوء الدم''، تلاها وصلاها الحسين بن منصور الحلاج ردد المقولة جيفارا كصلاة الشهادة ويتلونها ويصلونها ابناء غزة ومقاومتها الباسلة ويردد صداها العالم.
عندما أوقف الجلاوزة حراس النظام الانفصالي في سوريا الشاعر القومي سليمان العيسى سأله المحقق البليد من أنت؟ تفجرت موهبة وعناد العيسى، من انت ردده المحقق عبر همهمة سؤالاً وعلى مكدسة من الاوراق بين يديه مالا.
رد الشاعر
انا وحدة عربية تأبى انفصالا.
عبر التاريخ كانت الابداعات العظيمة والثورات الاعظم هي الرد على اسئلة الطغاة.
الملاحم التاريخية والسرديات الكبرى للرائعين: الحرب والسلام تشيخوف الجريمة والعقاب ديستوفسكي. تحت اعواد المشانق فوشيك.
كيف سقينا الفولاذ اوبترومسكي عشرة ايام جون ريد هزت العالم، بيت الاشباح إيزابيلا اللندي وحفلة التيس ماريو بارغاس والسيد الرئيس استروياس .
والعقب الحديدية جاك لندن وخسر على نهر دربنا ايفواندريتش. ورواية شرف لصنع الله ابراهيم وثنائية السجن والغربة وشوعيون وناصريون لفتحه عبدالفتاح والاقدام العارية لطاهر عبدالحكيم والسجن الوطن لفريدة النقاش وشرق المتوسط عبدالرحمن منيف ورواية حمود المخلافي الحبشي والعيد والمرود لعبد الصوفي المخلافي ورواية الاقدام الدامية لشاهر مجاهد الصليحي.
تبدأ رائعة عبدالوهاب الحراسي بالإجابة على سؤال المحقق؟ هل مر ما يأتي؟
وهو سؤال عن مضي الاتي وكانه سؤال عن غروب شمس الحاضر الذي مضى وهو آت تكون الاجابة الذكية والشجاعة والابداعية لكان الحاضر القمعي ماض والاتي منه ماض أيضاً كريح بين الابهام والقدم كتصفير في زمن الارهاب والقمع فهو لحظة عابرة وهي رؤية غامرة بالأمل في زمان ومكان اليأس وفقدان البصيرة.
الرد اجابة بسيف الامل المغموس في اوردة القمع واليأس يتجه عبدالوهاب الينا والى الشعب والامة والناس جمعاء لا شيء يمضي، نحن في الماضي هنا فعلا في الزمن الذي تعيش اليمن كل اليمن كوابيس الماضي البائس الميت والمميت ثقب ويكفي ذاته في ذاته الثقب الشق الخرق الثقب الاسود الذي يتهدد الارض وجع في القلب في الحياة كلها.
ثقب في ذاته ومعناه صلته بالحياة، والعصر معدومه '' ويكفي ذاته في ذاته '' وهو في قاع الزمان والعقر هو الاكثر إيغالاً في البعد والاظلام.
فهو ثقب آت من اعماق الماضي البائس والداني ويشق ويخترق اليمن والامة كلها.
المحقق متأكد من الجريمة قبل توجيه السؤال وقبل سماع الاجابة فهي واضحة لديه وضوح العداء او الرغبة في القمع للثقافة للأدب للبراءة.
يرى المحقق جريمة القول بالحواس الست '' ان المسيرة سيرة الشعب الاسير''.
يطالب المحقق الشاعر بما يعنيه بالقول عن الحسين ابن اليزيد الى يزيد ابن الحسين لا يستطيع المحقق التمييز بين الحسين ويزيد يتعصب بما لا يعرف.
رهط يمصمص رنة الدينار
يمنع عولة المتسولين
دخول منتجع الزكاة
للرهط ثلاثة معان
ازدراء اللقمة الكبيرة
الافراط في الاكل
عدم النزول عن ظهر الدابة '' السلطة''
والرهط الاقل من العشرة دوما، وهؤلاء الممصمصون يمنعون عولة المتسولين وقد تحول القسم الكبير بفعل الممصمصين رنة الدينار الى شحاتين وجائعين. تحويل المعنوي الرنة الى مادي يمص ويلحس قمة الابداع، وذروة التخيل المعبأ بالاستهزاء والسخرية.
والزكاة صدقة الفقراء في الحد الادنى والتي هي الاوساخ المحضورة على بني هاشم تصبح قصراً شيدا - متحفا محروما من ممصمصي رنة الدينار يذودون الفقراء ويصدون احتياج المتسولين من الاقتراب.
استكبر المستضعفون
واستلخموا وتلمخوا
استكبار المستضعف يتسم بالشدة والقسوة لأنه يتخذ طابع القهر والانتقام واللخمة هنا لامعنى لها غير غدر المغدورين الممعن في القهر والانتقام وهذا ما يقرأه الشاعر بعيون وقلوب الثلاثين مليون يمني.
معبراً عن الاسباب وموت الام (اليمن)
تلمخوا واستلخموا
من شدة الانواء
من جور التمزق والضياع
مات النشيد (أمي اليمن).
عن المحقق واستوى
دعن نرى ماقلت في علم الهدى
في الالي اسياد العباد
وفي الجهاد وفي وفي
استعلاء عرقي وفصل عنصري وتميز سلالي مقيت ينفي الدين والقيم الإنسانية
هيا اعترف
وجهي اتمطى لغتي
وصوتي قد من جوعي
فقلت تلك بعض دوافعي
وسقطت مغشياً
على ورق المحقق
ثم بلت
دم الحلاج كان وضوء ركعتي العشق '' الحق الالهي وكان وضوءاً لائقا وصلاة مقبولة.
اما الشاعر عبدالوهاب الحراسي فكان البول على ورق المحقق هو الانسب والاليق.