يقولون : قوات درع الوطن!
أي وطن؟!
اليمن كما يُفترَض!
لكن لا شيء مما يُشاهَد في تخريج دفعة مما يسمى قوات درع الوطن؛ يمتُّ إلى الوطن اليمني بصلة؛ لا إسم.. ولا علم.. ولا يمن!
كان يُطلق على الوحدات التي يقودها المحرمي؛ قوات العمالقة، وعند الإعداد لتحرير بيحان في منتصف 2022، عُدِّل اسمها وصار اسمها قوات العمالقة الجنوبية ورفعت علم التشطير!
وتوقفت عند أطراف التشطير السابقة لحاجة في نفس التحالف!
سيكرر الانفصاليون: هل تريدنا نحرر لك البيضاء؟!
أبداً والله!
كثر الله خيركم!
كان يمكن تحرير البيضاء وصنعاء بدونكم من زمان.. ولكن هناك من يريد بقاء الحوثي هناك! وبقاءكم أنتم - أي الانفصاليون- حيث أنتم!
الرغبات الخارجية في تجزئة اليمن وتقسيمه وتقزيمه قديمة! وأنتم - الإنفصاليون - والحوثيون حصان طروادة!
والإعتراض هنا هو على سياسة التحالف وترتيباته، والتساؤل عن نواياه تجاه اليمن.
كان يجب أن لا يتم تشكيل أي قوة عسكرية تمثل أي جهة، أو حزب، أو جماعة، وإنما جيش وطني واحد لكل اليمن من كل اليمن.
وهذا الكلام قلناه منذ 2015.. وأشير هنا إلى ما نشرته في 4 مارس 2020: "عشرة أسباب لسقوط الحزم وما قبل الحزم".
يبدو أن تفخيخ مستقبل اليمن بمليشيات متناحرة، وبأجندات متضاربة، لم تنل ما يجب وما يكفي من تسليط الأضواء والإعتراضات.
كيف يسكت عن ذلك كل من يهمه أمر اليمن؟!
قيل إن قوات درع الوطن تتبع مباشرة القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية!
لكنها بلا عنوان يمني وبلا هوية يمنية وبلا علم يمني تعمل في ظله وتحميه وتنافح عن مقتضياته ومعانيه!
أما "القائد الأعلى" فيبدو أنه لا يتحفظ على شيء ولا يعترض على شيء يضر باليمن!
كل شيء يتعلق بالتجزئة والتقسيم يُبالَغ في الترويج له ودعمه وتعميقه وتعزيزه والترتيب له وإظهاره، وكل ما يتعلق باليمن يتم تجاهله وتهميشه والمبالغة في إخفائه، حتى العلم اليمني بما يحمل من معنى ورمزية يغيب حيث يجب أن يحضر.
وكأن هناك من يريد إخفاء اليمن أو اختفاءها!
السعودية تمول هذه القوة، قوة درع الوطن، التي هي بلا هوية وطنية يمنية!
والإمارات تمول القوى الأخرى ذات الهوية الانفصالية.
يلام اليمن عندما تذهب بعيداً، ويظهر فيها قوى متشددة ومتطرفة ومزعجة، على نحو ما كان يحدث في الستينات، ومما يؤسف له أن الذاكرة اليمنية ستختزن مشاعر سلبية كثيرة جراء ما يحدث الان، قد تتولد عنها تداعيات مستقبلاً، لا نرغبها لمنطقتنا، وليست في صالحها، بل نتطلع إلى ما يعزز الثقة والأخوة.
يفهم كثيرون أن السعودية دولة مسؤولة وحصيفة وكبيرة، ولا تندفع أو تتمادى في الأخطاء ضد جيرانها وأشقائها.
وفي حالات، قد تحدث بعض التصرفات المستفزة والضارة من مستويات تنفيذية أدنى، قد تفتقر إلى بعد النظر، وتتعامل باستهتار مع يمنيين، في وقت حاجة وضعف، وقد لا تعبر بالضرورة عن سياسات وقناعات، لمستويات قيادات أعلى في الدولة الشقيقة، وفي هذه الحالات قد يفيد التنبيه، وقد نرى تغييراً إيجابياً.
وننتظر ونرى.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك