علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

برلماني يمني، وزير الإعلام السابق، والسفير السابق لليمن لدى الأردن.

كل الكتابات
التمرد على أحزاب اليمن!
الخميس, 20 نوفمبر, 2025 - 07:42 مساءً

مع تفاقم مأساة اليمن ونكبته في هذا الزمن، لم يَخِب الظن في شيء أكثر من خيبة الظن في أحزاب اليمن.
 
قبل وجود الأحزاب، كان يمكن أن يُخَيَّب الظن في موقف شخص أو أشخاص بارزين بعينهم. أما مع وجود الأحزاب، فهي تجرف معها في موقفها أعداداً كبيرة من السياسيين والناشطين والمؤثرين، حتى وإن كانت مواقف سلبية وخطيرة تجاه قضية وطنية كبرى مثل قضية اليمن؛ دولةً وكياناً واستقلالاً وسيادةً ووحدة.
 
قد يقول بعضهم: نقف موقفاً قوياً وواضحاً من الحـ ـوثي لكن تَتَبُّع مواقف كثير من الأحزاب اليمنية سيُظهر أن ذلك ليس صحيحاً دائماً وفي كل المراحل وكل الأحوال.
 
وإذا كان موقف حزب بعينه من الحوثي صحيحاً، فلماذا الصمت والتخاذل تجاه استباحة اليمن، والعبث بكيانها وسيادتها واستقلالها ووحدتها، من قبل جميع الأحزاب دون استثناء، وإن على تفاوت.
 
ولا يجافي الحقيقة القول بأن نصيب الوطن اليمني من ولاء الأحزاب اليمنية محدود وضعيف. وتبدو وكأنها أحزاب ليست متجذرة وطنياً ويمنياً بما فيه الكفاية. لذلك عندما احتاجها اليمن لم يجدها تقف إلى جانبه كما يجب، وإنما تمعن في البحث عن مصالحها على حساب اليمن.
 
بعض تلك الأحزاب يحمل اسم اليمن… لكن تخلّي تلك الأحزاب عمّا تعانيه اليمن يبدو سهلاً ويسيراً. ولا فرق كبير، أو اختلاف في النتيجة، بين حزب "يمني" يتبنى تجزئة اليمن أو يتواطأ معها، وآخر يذعن لذلك ولا يتصدى بوضوح لمشروع التجزئة والتفتيت والاستباحة.
 
وفي ظل وضع كهذا، هناك حاجة إلى تمرد الأحرار المحترمين على أحزابهم، ليقفوا الموقف الحق والمستحق تجاه ما يتعرض له وطنهم من مخاطر شتى أبرزها الاستباحة، ومشاريع التقسيم والتقزيم والتفتيت.
*من حائط الكاتب على فيسبوك

التعليقات