دلالات الغارات الإسرائيلية الأخيرة
الجمعة, 29 أغسطس, 2025 - 06:08 مساءً

دون أن نغفل عن إدانة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على اليمن، تطرح الضربات الأخيرة على العاصمة صنعاء سلسلة من النقاط :

أولًا
أعلنت إسرائيل أنها نفذت غارات صاروخية على مناطق في صنعاء، أبرزها فج عطان وجنوب العاصمة وحدة ، مؤكدة أن الهدف كان قيادات تابعة للحوثيين.

ثانيًا
التصريحات الإسرائيلية بدت متناقضة منذ البداية؛ فمرة قيل إن الغارات استهدفت قيادة عسكرية، ثم ذُكر أنها طالت شخصيات سياسية، ثم رئيس هيئة الأركان التابع للجماعة، قبل أن تُسرب وسائل إعلام إسرائيلية أنها ضربت قيادات كانت تتابع خطاب عبد الملك الحوثي مساء الخميس. هذا التناقض يثير تساؤلات حول دقة وصحة الأهداف المعلنة.

ثالثًا
المناطق التي قُصفت مثل فج عطان وحدة ومحيط القصر الرئاسي مناطق مكتظة بالسكان، ومن غير المنطقي أن تُستهدف بكثافة نيرانية دون أن يكون هناك ضحايا من المدنيين أو حتى المارة.

رابعًا
هناك تناقض بين طبيعة الأهداف المعلنة والواقع الميداني؛ فإذا كان الهدف هو قيادات بعينها، فلماذا جاء القصف في أحياء مزدحمة أو محيطة بمساكن مدنيين؟

خامسًا
الاستخبارات الإسرائيلية التي اشتهرت بدقة عملياتها في لبنان وسوريا وإيران، حيث كانت غالبًا ما تعرض أدلة وصورًا تؤكد إصابة أهدافها، تبدو في اليمن أقل وضوحًا. فلا أسماء مؤكدة ولا صور ولا أدلة مستقلة، بل بيانات متضاربة. فهل يعكس ذلك ضعف بنك الأهداف في اليمن فعلا؟

سادسًا
غياب أي تأكيد محايد أو مستقل من وكالات دولية أو مراقبين يزيد من ضبابية المشهد. فبينما توثق العمليات سريعًا في لبنان وايران وسوريا، تبقى في صنعاء أسيرة روايات إسرائيلية متناقضة وأخرى حوثية تتحدث عن استهداف المدنيين.

سابعًا
إذا كانت إسرائيل تمكنت من الوصول إلى قادة في حزب الله وإيران ، فلماذا لم تتمكن حتى الآن من اغتيال أي قائد بارز في جماعة الحوثي؟ هل العجز هنا استخباراتي، أم أن تل أبيب تتعمّد تأجيل هذا النوع من العمليات لحسابات أوسع؟

ثامنًا
تكرار استهداف البنية التحتية (الكهرباء والوقود) يفتح سؤالًا إضافيًا: هل تسعى إسرائيل إلى شلّ الحياة المدنية في صنعاء كوسيلة ضغط على الحوثيين، أم أنها تعوّض بذلك عن غياب ضربات نوعية دقيقة ضد القيادات والمراكز العسكرية الحقيقية

التعليقات