دبلوماسي أمريكي سابق: الحوثيون ليسوا إرهابيين ويجب أن يشاركوا في إعادة بناء الدولة
- ترجمة خاصة الإثنين, 07 يناير, 2019 - 09:56 صباحاً
دبلوماسي أمريكي سابق: الحوثيون ليسوا إرهابيين ويجب أن يشاركوا في إعادة بناء الدولة

[ نبيل خوري دبلوماسي أمريكي سابق ]

قال دبلوماسي أمريكي سابق عمل في اليمن، إن الحركة الحوثية هي تحالف شيعي زيدي من القبائل ليست وكيلاً لإيران ولا مجموعة إرهابية، وقد شكلوا في الماضي تحالفات داخل اليمن وحطموها.

 

وكتب القائم بأعمال السفير الأمريكي سابقا في اليمن، نبيل خوري، في موقع "ذا هيل " الأمريكي، إن الحوثيين تفاوضوا على هدنة مع السعودية وخصومهم اليمنيين وكسروها، لكنهم رغم هذا التناقض يعتبرون جزءا لا يتجزأ من النسيج القبلي والمجتمعي اليمني، على حد قوله.

 

وأضاف خوري "يجب تضمينهم في أي نقاش للسلام، ويجب أن يشاركوا في الجهود المهمة لإعادة بناء الدولة اليمنية المنهارة".

 

وقال، في مقاله، الذي ترجمه "الموقع بوست"، إن هدنة الحديدة التي تعد الخطوة الأولى في تنفيذ اتفاقيات السويد بين الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس هادي والحوثيين، دخلت حيز التنفيذ في 18 ديسمبر، ومنذ ذلك الحين اتهم كل طرف الآخر بخرق وقف إطلاق النار.

 

وأشار إلى أن تسليم موانئ الحديدة أصبح إشكالاً مع اتهام الحوثيين بتسليمه لقواتهم الخاصة وليس إلى قوة محايدة أو مختلطة كما هو منصوص عليه في الاتفاق، ولم يتم بعد تنفيذ تبادل السجناء الذي تم الاتفاق عليه في السويد مع بعض الخلاف على القوائم النهائية للسجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم.

 

واعتبر أن هناك مخاوف مشروعة من أن حكومة هادي ومناصريها السعوديين قد لا يزالون يفضلون النصر الكامل على الحوثيين، ويخشون من أن الاتفاقات التي يتم التوصل إليها من خلال المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث تضفي الكثير من الشرعية لأعدائهم.

 

وأوضح، بحسب ترجمة "الموقع بوست"، أنه في الوقت الحالي استسلم الطرفان للضغوط الدولية وهما يبذلان جهداً لتنفيذ الاتفاقات أملاً في قبول المجتمع الدولي بشرعيتها وشواغلها.

 

ولفت أنه نظراً للاعتراف المستمر بحكومة هادي من قبل أغلبية أعضاء مجلس الأمن وعدم وجود الحوثيين -باستثناء إيران وحزب الله وربما روسيا- فإن السؤال الأكثر صلة يتعلق برغبة واستعداد الحوثيين لقبولهم وتنفيذهم لاتفاق سلام نهائي لإنهاء الحرب تماماً.

 

وقال نبيل خوري إن الحوثيين صمدوا عسكرياً أمام جيش الدولة المركزية الذي يعتبر أكثر تنظيماً خلال ست حروب متتالية من (2004-2010) وكان الرئيس السابق صالح محبطًا للغاية منهم، وكثيراً ما دعانا في السفارة الأمريكية في صنعاء للشكوى من خسائره في الرجال والعتاد متهما إيران بالوقوف وراء الحوثيين.

 

وذكر نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية سابقاً، أن الجانب الذي يستخدمه السعوديون مع الولايات المتحدة على أنهم يحاربون إيران فعلاً -وبالتالي فإن الولايات المتحدة يجب أن تكون ملتزمة بالوقوف بجانبهم- يعتبر أمراً ليس بالجديد.

 

ولفت خوري إلى أن الوضع تغير بالتأكيد بعد عام 2014، مع سيطرة الحوثي على صنعاء، ومرة أخرى في عام 2015 مع إعلان الحرب الجوية السعودية -الإماراتية ضدهم.

 

وأشار إلى أن إيران تمكنت خلال السنوات الماضية من إمداد الحوثيين الذين يتعاطفون معهم بقوة، بالأسلحة والذخائر وأجزاء الصواريخ وهي أمور لم يتمكنوا من تهريبها إلا بكميات صغيرة بسبب الحصار المشدد المفروض على اليمن، كما تمكن حزب الله اللبناني من تقديم بعض المساعدات الفنية والاستشارات الإستراتيجية.

 

واعتبر أن مساعدة إيران هي أبعد ما تكون عن التدخل الجوي والبرّي والبحري ضد الحوثيين من قبل التحالف العربي والمرتزقة الذين استأجرونهم والمساعدة المباشرة التي قدمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

 

ويرى خوري أن مقاومة الحوثي عسكرياً لم تقابلها مهارات سياسية أو حكم مماثلة، في بداية الأمر كانت السيطرة على الحكومة في عام 2014 ظاهريًا لإجبار الحكومة على إلغاء رفع أسعار الوقود واعتماد أجندة محاربة الفساد، ومن الواضح أنه كان عذر مفتعل للحرب، إذ لا يطيح أحد بالحكومة من أجل المطالب السياسية التي يمكن بالتأكيد التفاوض بشأنها مع الضغط العام إذا لزم الأمر.

 

وبين الهدف غير المعلن، كان وهو رفض ترشيح حكومة هادي لترتيبات اقتسام السلطة التي اقترحت تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، وهو أمر كان سيقضي على الحوثيين في محافظة غير ساحلية وسيحرمهم من الموارد المتاحة في المناطق الأخرى من البلاد، وكان الأمر يخضع أيضًا إلى المفاوضات، وكان يمكن بل ويجب أن يتم التعامل معها من خلال الدبلوماسية وليس العنف.

 

وأشار إلى أن الحوثيين لديهم خبرة سياسية أو خبرة في الحكم، وعلى هذا النحو، لم يكن التعامل مع الوزارات الحكومية التي استولوا عليها عندما دخلوا صنعاء كفؤاً لهم ولم يكن احتفاظها بسلسلة الأموال بدون فساد.

 

وقال إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التعامل الصعب من قبل الحوثيين مع الصحفيين والمعارضين، وهو الأمر الذي جعلهم يُتهمون بالاعتقال التعسفي والتعذيب للأفراد الذين يشتبه في أنهم يعملون ضدهم أو يتجسسون لصالح أعدائهم.

 

وأوضح أن مجموعة خبراء الأمم المتحدة التي درست العنف ضد المدنيين في حرب اليمن، وضعت اللوم على التحالف العربي لغالبية الضحايا المدنيين الناجمة عن الحصار القاسي والقصف الجوي العشوائي في كثير من الأحيان، ومع ذلك ألقى التقرير نفسه باللوم على الحوثيين في إطلاق أسلحة واسعة الانتشار في المناطق الحضرية المزدحمة، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين لا سيما في منطقة تعز.

 

وأردف نبيل خوري "بالنسبة لجميع أخطائهم والخطيئة الأصلية المتمثلة في إثارة العنف بانقلابهم ضد حكومة هادي، فإن الحوثيين ليسوا إرهابيين دوليين، ومن خلال حروبهم الأولى ضد الرئيس السابق صالح ثم إلى جانب الرئيس صالح، لم يبدوا أي اهتمام بتصدير العنف خارج منطقتهم، وهجماتهم على المملكة العربية السعودية التي شملت إطلاق الصواريخ نفذت فقط بعد أن هاجمتهم القوات السعودية.

 

وأضاف "علاوة على ذلك، على الرغم من شعارات معادية لأمريكا فإنهم لم يجروا أي هجمات ضد الأمريكيين سواء داخل أو خارج اليمن، ولم يتم خرق مباني السفارة الأمريكية التي كانت تحت سيطرتها منذ عام 2014،  ولم يتم نهبها أو إيذاؤها بأي شكل من الأشكال، لقد حافظوا دائماً على استعداد للحوار رغم أنهم لم يجروا ذلك بطريقة فعالة أو متسقة".

 

وتابع "لقد كان الحوثيون طرفاً في عدة اتفاقيات مع الحكومة المركزية، وكذلك مع المملكة العربية السعودية. في عام 2010، أنهت الهدنة مع الرئيس صالح آنذاك الحرب التي دامت ست سنوات معه، وأنهى اتفاق تبادل الأسرى مع الحكومة السعودية الحرب عبر الحدود بينهما والتي اندلعت في صيف عام 2009".

 

وبين أنه في عام 2016، قام محمد عبدالسلام، المتحدث باسم الحوثيين، بالسفر إلى السعودية للانضمام إلى محادثات السلام التي نظمتها الحكومة السعودية في محاولة لإنهاء الحرب، كما قام الحوثيون في عدة مناسبات بقبول وساطة قطرية وعمانية، وكل هذا ليقولوا إن صورتهم ليست صورة منظمة إرهابية مصممة فقط على التسبب في الموت والدمار.

 

وقال إن الحوثيين انخرطوا في محادثات سلام من قبل ويشتركون حاليًا في تنفيذ اتفاقيات السويد، كما وجهوا دعوات إلى وسائل الإعلام الدولية وممثلي الحكومات الغربية لزيارة صنعاء ومراقبة الوضع على الأرض.

 

ويقول خوري "قد لا يكون عبد الملك الحوثي هو الشخص الأكثر سهولة للوصول إليه، لكنه يحيط نفسه بمجلس سياسي مكون من 10 إلى 14 شخصًا يتمتعون بدرجات متفاوتة من السذاجة والقدرة على إجراء المحادثات والمفاوضات، ويمكن التغلب على الصعوبات مع هذه المجموعة ليتم تجنيب 28 مليون يمني مزيد من الإصابات والأمراض والمجاعة، وكذلك لوقف نزاع اليمن على نطاق أوسع ونشر الفوضى في جميع أنحاء المنطقة".


التعليقات