الجارديان: المجالس المحلية في بريطانيا تستثمر في شركات الأسلحة المتورطة باليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الخميس, 10 يناير, 2019 - 08:39 مساءً
الجارديان: المجالس المحلية في بريطانيا تستثمر في شركات الأسلحة المتورطة باليمن (ترجمة خاصة)

[ مبالغ وأرباح كبيرة تجنيها تلك الشركات ]

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن استثمار المجالس المحلية في المملكة المتحدة مبالغ مالية من معاشات العاملين في تلك المجالس في خمس من شركات الأسلحة التي تتهم بالتورط ببيع السلاح في اليمن.

 

وتقول الصحيفة في تقريرها إن المجالس تستثمر 566 مليون جنيه إسترليني في شركات الأسلحة المتورطة في حملة السعودية باليمن، وهي الحرب التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين، وفق تعبير الصحيفة.

 

وتشير الصحيفة التي ترجم الموقع بوست تقريرها إلى أن صناديق التقاعد التابعة للمجالس المحلية تمتلك مساهمات كبيرة في BAE Systems و Airbus و Lockheed Martin و Raytheon و Northrop Grumman ، وجميعها شركات تصنيع للسلاح في بريطانيا.

 

وأوضحت أن المجالس التي لديها 43 صندوقًا تقاعديًا تملك حصصًا بقيمة 566 مليون جنيه إسترليني في الشركات الخمس، وحصلت على أكثر من 18.5 مليون جنيه إسترليني في توزيعات الأرباح في عام 2018 ، وهي الفترة التي ارتفع فيها عدد الوفيات بين المدنيين اليمنيين، وانتشرت المجاعة بشكل جماعي.

 

أرقام كشفت عنها الجارديان لاستثمارات المجالس المحلية في المملكة المتحدة بشركات تصنيع السلاح

 

وأضافت بأن المجالس تمتلك أيضا مئات الملايين من الجنيهات من الأسهم في نفس الشركات الخمس عن طريق الاستثمارات المجمعة، التي لا تسيطر عليها مباشرة.

 

وتعد الشركات الخمس وفقا للجارديان من الموردين الرئيسيين للسلاح للجيش السعودي الذي يقوم بحملة مستمرة في اليمن يقدر فيها عدد الوفيات بأكثر من 60 ألف شخص بما في ذلك الآلاف من المدنيين، وفقا لمشروع موقع النزاع والحدث المسلح (ACLED) .

 

وقالت الصحيفة إن شركات التصنيع تدافع بأن مثل هذه العقود هي نتيجة لاتفاقيات بين حكوماتها الوطنية والمملكة العربية السعودية.

 

وفي تفاصيل الشركات والأرباح نشرت الجارديان معلومات عن المبالغ التي تتحصل عليها المجالس من تلك الشركات، والأسلحة التي تبيعها.

 

وتعتبر شركة لوكهيد مارتن واحدة من شركتين تقوم ببناء الصاروخ GBU-12 Paveway II، كما تم العثور على شظايا شظايا في الموقع الذي قتل فيه 40 طفلاً في حافلة مدرسية في اليمن من قبل طائرة حربية سعودية تم إرجاعها إلى الشركة الأمريكية.

 

كما تصنع رايثيون قنابل Paveway في مصنع في غلينروثيز باسكتلندا، وأفادت قناة "سي إن إن" CNN في وقت سابق بأن شظايا القنابل التي عثر عليها في العديد من المواقع التي قُتل فيها مدنيون تعود إلى الشركة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

 

وتذكر الصحيفة أن القوات الجوية السعودية تستخدم طائرات يوروفايتر تايفون التي صنعها كونسورتيوم وتضم شركة إيرباص وشركة بي إي إي سيستمز البريطانية، في حين يتم تصنيع مقاتلات تورنادو من قبل شركة بي إيه إي سيستمز.

 

كما أن شركة نورثروب غرومان الأمريكية هي أيضاً مقاول رئيسي في الجيش السعودي وفقاً لموقعها الإلكتروني، والذي ينص على أنها "تشارك بشكل كبير في تدريب وتطوير الأفراد العسكريين السعوديين، وعلى الأخص تقديم الخدمات الفنية لوزارة الحرس الوطني السعودية".

 

والمجلس الذي يملك أكبر استثمار في الشركات الخمس المسماة هو لوثيان Lothian الذي يدير صناديق بقيمة 7.8 مليار جنيه إسترليني للموظفين بما في ذلك عمال مجلس مدينة إدنبرة.

 

إحدى الطائرات التي تصنعها واحدة من الشركات البريطانية

 

ويستثمر أمناء الشركة 85 مليون جنيه إسترليني مع شركة لوكهيد مارتن وشركة نورثروب غرومان ورايثيون، حيث يحصلون على 3.8 مليون جنيه إسترليني من عائداتهم خلال فترة الـ12 شهرا الأخيرة التي تتوفر بها السجلات.

 

وبلغت قيمة صندوق التقاعد في ويست يوركشاير بما في ذلك موظفي ليدز وبرادفورد ، 78.4 مليون جنيه إسترليني من الحصص، وحصلوا على مليوني جنيه إسترليني من توزيعات الأرباح، موزعة عبر BAE Systems ، و Lockheed Martin و Airbus.

 

صندوق استثمار Tameside بما في ذلك مانشستر الكبرى يستثمر 79 مليون جنيه إسترليني مع Raytheon و BAE Systems حيث يسحب 2.65 مليون جنيه إسترليني من دخل توزيعات الأرباح على مدى 12 شهرًا.

 

وقال عضو حزب العمال لويد راسل مويل عضو اللجنة البرلمانية المعنية بضوابط تصدير الأسلحة للجارديان إن بعض موظفي المجلس سيغضبون لمعرفة كيف يتم تمويل دخلهم التقاعدي.

 

وأضاف: "يتم تمويل دخل تقاعد عمال المجلس البريطاني من قبل الشركات التي سمحت بها الحكومتان البريطانية والأمريكية لتحقيق الكثير من أرباحها من خلال إرضاء شهية السعودية لقتل وتشويه وتجويع ملايين المدنيين في اليمن".

 

وقال المتحدث باسم الحملة ضد تجارة الأسلحة بأنه يجب استثمار الأموال التقاعدية لموظفي المجلس في الصالح العام، وليس في الشركات التي تستفيد من الحرب والصراع، مؤكدا بأن هذه ليست مجرد أرقام في جدول بيانات، فالأسلحة التي تنتجها هذه الشركات لها تأثير مدمر.


التعليقات