موطن الحِيرة!
الإثنين, 18 مايو, 2020 - 12:13 صباحاً

حالة واحدة في مدينة ما، تخبرك بالمصير المشؤوم: «هذه المدينة أصبحت موبوءة!! »هكذا يقرأ الأطباء المهتمين بشأن كوفيد19 المستجد، "حالة الفايروس وطرق انتشاره".
 
كان الفايروس في شوارع  أوروبا، ينتشر كالنار في الهشيم. تنبهةْ تلك الدول وفرضت إجراءات وقائية صارمة، لدرجة أن حجرة الشعب!! بعد تلك الإحترازات، وما رافق ذلك من جهد ومال كبيرين، كانت السلطات تعلن في الصباح عن حالتين مثلاً، وفي المساء تعلن: إرتفاع عدد الإصابات بكوفيد19 إلى 200 حالة، إلى أن أصبح ينفجر إنفجاراً في بعض الدول بالآف.!!
 
تقف منظمة الصحة العالمية، أمام تفشي هذا الرعب الذي أفقد صواب الدول المتمكنة من نفسها، تنظر نحو اليمن وتقول بطريقة ما: نخشى أن ينفجر الفايروس في اليمن فجأة، وهناك سيكون التفشي الأرعب الذي سيحصد بدورة أرواح أغلب اليمنيين.! ظلت أياماً تخرج بتصريحات تعبر فيها عن قلقها إزاء اليمن.
 
عن معرفة وإدراك؛ لخطورة إنتشار كوفيد19،وللوضع الصحي الرهن في اليمن، ونظامه الاجتماعي، وحاله الاقتصادية والحرب المستعرة حتى اللحظة في أغلب  أرجاه: إشتعلَ اليمنيون من كل مكان عبر مختلف الطرق، وبكل الوسائل "هلعاً وخوفاً وإرتباكاً".
 
مرشدين وباحثين في سبل الوقاية من كورونا ومحذرين من وقوع فأس كوفيد برأس اليمني الذي لم يعد يقوى على حمل ما فوق طاقته. قال ناشط من تعز، وإيطاليا تفقد سيطرتها على الفايروس،
مخاطباً اليمنيين:«قِروا في بيوتكم، حرام لتعفنوا بكوكب الأرض!»
 
في 10 أبريل،أعلن البلد الذي سبب القلق عليه من كوفيد19 مشاكل صحية ونفسية لدى كثير ممن خافوا بجد:عن حالة واحدة في حضرموت الشحر.بعد 14يوم،قامت الصحة العالمية بشطبها من قائمتها. لم تسجل حالة واحدة خلال مدة حجرالمصاب بالمشفى من الذين خالطهم!!
 
في30 أبريل، أعلنت اللجنة العلياء للطوارئ لمواجهة كوفيد19 في مناطق الشرعية عن (6)حالات مؤكدة بالفايروس (5) في عدن و(1) في تعز. وفيما أعلنت سلطات الحوثي عن حالة واحدة قال عنها: صومالي قدم من عدن.
 
بعد هذا الإعلان، لم يتغير نظام حياة اليمنيين، الذي لطالما أثار مخاوف الكثيرين وأقلق الصحة العالمية. بقي كل شيء على ما هو عليه: أسواق مفتوحة؛ قات وغيره، مطاعم شغالة، الباصات تقل الناس من شارع لأخر، مساجد عامرة بالمصليين، دواوين مكتظة بالمخزنيين، المصافحة، العناق، البوس، المغسُل واحد (إناء الغسيل قبل الطعام وبعده)وكأس الشرب واحد.. بالمختصر بدأ الفايروس ينتشر وبقت حياة اليمني كما هي، ولا كأن بالبلسة بلس !وهنا خطورة:
[الدول التي تساهلت الأمر دفعت ضريبة باهظة، وبكت بكاءً مراً]
 
في ظل هذه البيئة الخصبة بالنسبة لفايروس كورونا.. كم كان معدلات إنتشاره اليومية حسب إعلان السلطات اليمنية؟
(من 4  إلى  7 حالات باليوم!!)
 
نتذكر أمر:في يوم 13-مايو. أعلنت السلطات السعودية-بعد فرض الحجر الصحي- عن تسجيل (1911)مؤكدة بالإصابة بالفايروس.
 
بعد[16] يوم من الإعلان الثاني بعد حالة الشحر، للجنة العلياء للطوارئ في المناطق المحررة، بلغ عدد الحالات النشطة بالفايروس(122) وحالات الوفاة(18)حالة، كان هذا أمس 16مايو.وإن كان الحوثي يتستر على الحقيقة فالسيناريو هناك مقارب إلى حدٍ ما سيناريو المناطق المحررة. 
 
هذه السردية التي تبدو منطقية إلى حدٍ كبير، كما أراها أنا. تضعنا أمام احتماليين أثنين إحداهما حقيقة مدوية، وهما:
 
1-أن الفايروس ينتشر، كالنار في الهشيم وأبلغ من ذلك بالنسبة لبلد كاليمن، والفرق الطبية الخاصة بذلك لم تستطيع اكتشاف أماكن انتشاره ولم تتمكن من رصده، وقد يكون ذلك سبب عوامل تتعلق بالمصاب نفسه، أو خلل في التجهيزات والمخابر الخاصة بالفايروس؟!
 
2-وجود الفايروس باليمن (كذبة!)وإعلانه قد يكون لغايات سياسية حتمت ذلك، أو من أجل الحصول على الدعم المالي والإغاثي؟!
 
كل ما يصنعه اليمني، وكل ما ينزل به، يضع الآخرين في دائرة "الحيرة" تلك الحيرة لم تصب الآخرين وحدهم، بل اليمني نفسه محتار مثلهم وربما أحياناً يكون أبلغ..
 
حتى في كورونا التي لاتقبل القسمة على الإيمان والحكمة!
 
لاشيء(غير لطف الله ومعيته)بهذا الشعب، يمكن أن تفسر لنا، متلازمة حَيرُرَاته التي تفقد صواب أجيال العقنلة والعَلمنة.
 

التعليقات