صالح .. خليطا مائعا من كل شيء
الأحد, 18 يوليو, 2021 - 08:06 مساءً

لا أرى عهد صالح مثالًا ولا بأي شكل من الأشكال، حتى لو غرقنا في الهاوية لثلاثين سنة قادمة بعده، لن تكون الهاوية السوداء مغسلة تعيد الاعتبار لعهده، لم يكن الرجل نموذجًا لشيء يحتذى به حتى لأنصاره، كان خليطًا مائعا من كل شيء، وبما يجعل فكرة استنساخه متعذرة، وفكرة الاحتفاء به دليل بؤس وفراغ فحسب.
 
لا جدوى من التطبيب، أو التصالح مع ميراث صالح بحجة الوفاق، وفاق مع ماذا..؟
 
كل مآسينا تنبع من هذه الفكرة المتفسخة، فكرة التعايش مع الأوضاع المدجنة والمداهنات والصيغ السياسية المغشوشة، بما فيها وقف الحديث عن صالح وعهده السيء، أو اعتباره مثالًا مقبولا من منظور واقعنا المتعثر. لقد جربنا الوفاق معه وكانت النتيجة هذا الذي بين يديكم الآن، وأي محاولة مثالية لتجاوز الحديث عنه، لن تسهم في تخطي الماضي ؛ بقدر ما ستواصل تشويش المستقبل.
 
زمن الانهيار الشامل؛ يستدعي تصورات شاملة وحلولًا جذرية، هذا الانهيار هو نتيجة لمشوار طويل من الخدع المتراكمة، خدع صالح وطريقته في الحكم، ولا جدوى من مواصلة تلفيق الواقع بنفس المنطق القديم.
 
فشل خصوم صالح في انجاز نموذج أفضل منه؛ ليس شهادة على دهاءه، هل كان أفضلًا؛ كي تطالبوا بأفضل منه، كان أفضل لشلة صغيرة. وكان المجموع معذب بأسوأ مما عليه الآن.
 
ومع كوننا في أزمة مفتوحة منذ عشر سنوات؛ لكن مستوى الحياة أفضل مما كان عليه بزمن صالح. ولولا الحرب لكان مستواها تضاعف بشكل أفضل مع غياب صالح. الناس يتدبرون حياتهم وتتطور الحياة بمعزل عن الدولة وقد كانوا كذلك منذ البداية، ولا علاقة لصالح بالموضوع.
 
يريدوننا أن نتخلى عن حلمنا، وليسوا مستعدين للتخلي عن تشبثهم بجثة، يدينوننا لأننا خرجنا باحثين عن مستقبل لنا ولهم، ولا يدينون أنفسهم حين يحنون للماضي، الماضي الذي أنتج لنا كل هذا ويعتبرونه مثالًا يستحق التباكي عليه.
 

التعليقات