تعز المنسية.. كتلة سكانية تحت الحصار
السبت, 23 أبريل, 2022 - 09:50 مساءً

أعاد النائب عبد الرزاق الهجري التذكير بمأساة تعز المنسية جراء الحصار والجوع وأطراف جرحاها المبتورة.
 
قال الهجري، في جلسة للبرلمان بمدينة عدن، إن المحافظة "خارج الخدمة"، واصفا الأمر بالمعيب، كما كشف عن استبعادها من منحة المشتقات النفطية السعودية.
 
فضلا عن استبعادها من ربط كهرباء الدولة، واعتمادها على القطاع الخاص.
 
كانت هذه مجرد إشارات بسيطة إلى الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان المحافظة منذ سنوات، وسط تجاهل حكومي ومحلي، وتواطؤ دولي.
 
تمثَّل التجاهل الدولي الأحدث بتأخير قضية التفاوض على فتح منافذها إلى ما بعد دخول الهدنة الأممية، المعلنة لمدة شهرين، حيز التنفيذ.
 
وعادة ما تعطي تحركات مبعوثي الأمم المتحدة الأولوية للمنافذ الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة.
 
بينما هذه المنافذ في الأساس لا تقع تحت الحصار الخانق، ولا تزال تعمل بشكل متواطئ أو عن طريق التهريب.
 
محافظة تعز تعد من أكثر المحافظات اليمنية كثافة سكانية، وبسبب استمرار الحصار، وغلق المنافذ الرئيسية بينها وبقية المحافظات، تشكّلت أزمة إنسانية متدهورة.
 
كما يعيش سكان المدينة أزمة اقتصادية مضاعفة، وغلاءً فاحشا في الأسعار، جراء الحصار، وارتفاع تكاليف نقل البضائع.
 
الصور شبه يومية للحوادث في نقيل "هيجة العبد"، الرابط بين مدينة تعز ومدينة عدن، كما في نقيل "مكيحل"، وهو طريق القبيطة، فضلا عن بقية المتعرجات الكثيرة.
 
هذه المشاهد شبه اليومية لحوادث انقلاب الشاحنات تكفي لكي ندرك حجم المأساة الإنسانية المترتّبة.
 
تتعطّل مصالح التجار لمدة ساعات وأحيانا أيام، كما تتعرّض للتلف، وتنعكس هذه الحوادث على سكان المحافظة بأزمة معيشية، وغلاء فاحش في الأسعار.
 
إلى جانب تعرض سكان المدينة للقنص والقذائف الحوثية، حيث تعد من أكثر المحافظات في تعداد الجرحى والمصابين بجروح بالغة.
 
من أكثر الصور المؤلمة والمحزنة، رؤية عدد كبير من جرحى الأطراف المبتورة يجوبون شوارع المدينة، بحثا عن الغذاء والعلاج المعدوم.
 
قد يكون من سوء حظ المحافظة أن تحوز لأول مرة مسمى السلطات الثلاث: الرئاسية، والتنفيذية، والتشريعية، خاصة خلال هذه المرحلة التي تشهد تفتت الدولة.
 
بثت هذه التعيينات آمالا خادعة للسذج، بالانعكاس على أوضاعهم، لكن منذ متى كانت هذه النّخب حريصة على المحافظة؟!!
 
ما يجري أيضا في البلد بشكل عام هو تسوية أوضاع أشخاص ونخب أفراد معدودة.
 
كما أن جزءا من المأساة، التي تعيشها تعز، يعود إلى نخبتها التي تتسم بصفات الصراع والشقاق على حساب المعاناة الإنسانية.
 
وتحت بصرهم، تجري مؤامرة أخرى لفصل المدينة عن ساحلها ومينائها التاريخي، المعطّل منذ سنوات، بينما تركت المدينة ككتلة سكانية للمعاناة المستمرة.
 

التعليقات