سيف محمد الحاضري

سيف محمد الحاضري

رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام رئيس تحرير صحيفة اخباراليوم اليمنيه.

كل الكتابات
تبدأ بكذبة وتنتهي بتعزية .. حكاية الجرحى ورئيس الحكومة
السبت, 03 ديسمبر, 2022 - 10:04 مساءً

الساعة تقارب العاشرة صباحًا مكتب رئيس الحكومة يشهد نشاطاً غير مسبوق من قبل العاملين فيه يترقب الجميع وصول دولة رئيس الوزراء معين عبدالملك.
 
الاتصالات الداخلية والخارجية التي تبحث عن رئيس الحكومة لا تتوقف ملفات جدول الأعمال مزدحم مدير مكتب دولته يترقب وصوله وبجواره نائبه مدير المكتب ومسؤولة السكرتارية ورئيسة الأرشيف والسكرتيرة الشخصية.
 
مدير المراسيم.. الأبواب تتفتح دولته يصل إلى المكتب ينظر للجميع رافعاً يده قائلًا: "صباح الخير".
الجميع في صوت واحد: صباح النور والسرور دولة رئيس الوزراء.
 
يدخل دولته مكتبه يتلفت يميناً ويساراً يجد خلفه مدير مكتبه وفي طرف المكتب سكرتيرته الشخصية
رئيس الحكومة: أيش جدول الأعمال اليوم وأين قائمة المواعيد.
 
مدير المكتب: لدى دولتكم اليوم اجتماع واحد مع منظمة رعاية وحماية القطط من أطراف الصراع في اليمن بعد ساعة وباقي جدول الأعمال زيارات.
 
سكرتيرة دولته: عفواً، دكتور هناك اتصالات هبشة "كثيرة" منلجنة رعاية ومعالجة جرحى الجيش زعم يقولون إن "الجرحى معرضين للطرد ولازم يكلموك".
 
رئيس الحكومة: ردي عليهم إنني مشغول وسيتم التواصل معهم.
أها بالمناسبة "طمينني كيف صحة عمتك اللي سفرناها تتعالج".
 
السكرتيرة؛ "أنا فداء قلبك دولة رئيس الوزراء عمتي وعمي يدعون لك الحمد الله عمتي بخير نفسيتها تحسنت والآن بخير وباترجعبعد شهرين".
 
رئيس الحكومة: "ترجع لكِ بالسلامة -إن شاء الله-".
مدير المكتب: "يا دكتور، هذه ملفات تحتاج توقيعكم مستعجلة".
رئيس الحكومة: "هات نوقعها".
 
مدير المكتب: "هذا شيك بمبلغ مائة وثمانين مليون لمتعهد الأكل الخاص بدولتكم وبعض الوزراء".
 
رئيس الحكومة: "كلمة يكون ينوع الأكل مش كل يوم لحم ودجاج وسمك يغير بعض الوزراء أصبحوا ما عد يأكلون تمام وتعرف لازم نراعيهم تمام ونحافظ على صحتهم".
 
مدير المكتب: "نكلمه من اليوم يبدأ تغيير الأكل".. مقدم شيك آخر.. "وهذا شيك الضالعي صاحب المقواة 350 مليونا".
رئيس الحكومة: "ليش زيادة هذا الشهر المبلغ"!!
مدير المكتب: "دخل الشتاء والقات ارتفع سعره".
 
رئيس الحكومة: "لكن قول له.. قات هذه الأيام مدري ماله يجيب لي صداع يمسكني من قفا رأسي أكيد مبودر لازم يغيره".
 
مدير الكتب: "نكلمه يغيره من اليوم".
فجأة يرن الهاتف ليقطع حديث رئيس الحكومة ومدير مكتبه،
سكرتيرة دولته تتحرك بخطوات سريعة ترفع السماعة
السكرتيرة: "ألو نعم".      
 
تحويلة المكتب: "رئيس اللجنة الطبية للجرحى على الخط يتحدث من القاهرة يريد التحدث مع رئيس الوزراء يقول، الموضوع مهماًخاصاً بجرحى الجيش".
 
السكرتيرة تغلق السماعة بيدها متحدثة إلى رئيس الحكومة،
السكرتيرة: "دكتور هذا اتصال من رئيس اللجنة الطبية لجرحى الجيش يريد أن يكلمك لأمر ضروري".
رئيس الحكومة: هاتي أكلمه
السكرتيرة ترفع يدها من سماعة التليفون مخاطبة التحويلة:"حول المكالمة".
التحويلة: لحظة، محدثًا المتصل: "خليك على الخط سيتم تحويلك لرئيس الحكومة" .
السكرتيرة: "ألو من معي".؟
رئيس لجنة رعاية الجرحى: "معك رئيس لجنة رعاية جرحى الجيش".
السكرتيرة: "كلم معك دولة الدكتور معين رئيس الحكومة".
تمد السكرتيرة تعطي سماعة التليفون لدولته
رئيس الحكومة: "ألو أهلا أخي تفضل".
رئيسً لجنة الجرحى: "أهلا، دولة رئيس الوزراء عفواً، على إزعاجكم لكن الموضوع هام وهام جدًا".
 
رئيس الحكومة: "تفضل ايش الموضوع المهم"؟!.
 
رئيس لجنة الجرحى: "الموضوع يا دولة رئيس الوزراء، وزير المالية مش راضي يصرف مستحقات الجرحى رغم توجيهات الرئيس وتوجيهاتكم الصريحة ووضع الجرحى أصبح صعبًا جدًا،البعض منهم معرضة أطرافهم للبتر بسبب تأخر إجراء عمليات جراحية وهؤلاء بالآلاف، وبعضهم عفنت جراحهم بسبب وقف المستشفيات تنظيف جراحهم بشكل دوري بسبب عدم سداد مستحقات المستشفيات، وآخرين معرضين للطرد من السكن بسبب تراكم الإيجارات، لذلك أرجو تدخلكم والضغط على وزير المالية لصرف مستحقات الجرحى.
 
هؤلاء ضحوا من أجل الوطن لا يصح مكافأتهم بهذه الطريقة وتبعات هذا الأمر خطيرة على مسار معركتنا مع الانقلابيين".
 
رئيس الحكومة: "الحكومة تضع في أولوياتها الاهتمام بالجيش والجرحى بشكل خاص، وأنا قد وجهت أكثر من مرة بسرعة صرف مستحقات الجرحى، والآن سأوجه وزير المالية بسرعة الصرف بأمر مكتوب واتصال تلفوني.
 
الحكومة لا يمكن أن تقبل أي إهمال تجاه الجرحى ونحملكم مسؤولية سرعة إكمال برامج رعايتهم الطبية".
 
رئيس لجنة الجرحى: "يا دولة رئيس الوزراء، نحن متحملون مسؤولينا باقي وزير المالية ينفذ توجيهاتكم، مستحقات الجرحى محجوزة لديه على الرغم من وجود المبلغ في البنك المركزي"!
 
"تكرماً، إصدار توجيهاتكم له الآن والاتصال به للتنفيذ".
 
رئيس الحكومة: "الآن أصدر التوجيهات وأتحدث معه تلفونياً،وأنت بلغ سلامي للأبطال من جرحى الجيش الوطني، وأكد لهم أن الحكومة تقف بجوارهم ولن تخذلهم".
 
رئيس لجنة الجرحى: "هذا العشم فيكم دولة رئيس الوزراء، ورسالتك وسلامك للجرحى سيصل".
رئيس الحكومة: "في أمان الله".
 
أغلق رئيس الحكومة التليفون وتوجه بالحديث إلى مدير مكتبه
 
رئيس الحكومة: اعمل توجيهاً الآن لوزير المالية بسرعة صرف مستحقات جرحى الجيش وأرسل صورة منه لرئيس لجنة رعاية الجرحى، ولوزارة الدفاع، ونسخة بطريقتك للإعلام، يعرف الناس كيف الحكومة مهتمة بالجرحى".
 
وأنت يا بنت اتصلي بوزير المالية وهاتي أكلمه
سكرتيرة الوزير: "الآن يا دكتور".
تأخذ التليفون وتتصل بوزير المالية
السكرتيرة: "معالي وزير المالية، السلام عليكم".
الوزير: "وعليكم السلام".
السكرتيرة: "لحظة معالي الوزير، دولة الدكتور معين يريد يهدر معك".
السكرتيرة متحدثة إلى دولة رئيس الوزراء: "وزير المالية على الخط".
يأخذ رئيس الحكومة التليفون
رئيس الحكومة: "الو كيف معالي الوزير".
وزير المالية: "أهلا دولة رئيس الحكومة، الحمد لله نحن بخير طالما أنتم بخير، تفضلوا، أي توجيهات"؟
 
رئيس الحكومة: "موضوع مستحقات الجرحى، كان يكلمني قبل قليل رئيس اللجنة الطبية لرعاية الجرحى، وقال: "بأنكم وقفتم صرف مستحقات الجرحى"!
 
وزير المالية مقاطعا: "نعم دولة رئيس الوزراء، وقفناها بناءً على توجيهاتكم الشفوية لنا".
 
رئيس الحكومة: "لا تقاطعني.. التوجيهات بوقف الصرف تستمر.. وستأتيك توجيهات خطية حطها جنب التوجيهات السابقة "..
 
وزير المالية: "تحت أمر توجيهاتكم وينفذ".
رئيس الحكومة: "في أمان الله".
انتهت محادثة رئيس الوزراء مع وزير المالية.. توجه بكلامه نحو السكرتارية
 
رئيس الوزراء: "اتصلي برئيس لجنة رعاية الجرحى، وبلغيه أنني كلمت وزير المالية يصرف مستحقات الجرحى بصورة عاجلة".
 
السكرتيرة: هههههه،، "على طول الآن نكلمه"!
السكرتيرة تطلب من التحويلة إيصالها برئيس لجنة الجرحى.. بعد دقيقة تبلغ التحويلة السكرتيرة بأن رئيس لجنة الجرحى على الخط السكرتيرة: "الو السلام عليكم".
 
رئيس لجنة الجرحى: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".
 
السكرتيرة: "دولة رئيس الوزراء، طلب مني إبلاغكم أنه تواصل مع وزير المالية ووجهه بسرعة صرف مستحقات الجرحى دون تأخير".
 
رئيس اللجنة: "الله يبشرك بالخير، أنتِ متأكدة مافيش تفاصيل".
 
السكرتيرة: "أني كنت موجودة، شمّت بوزير المالية شمات، وقاله:إلا الجرحى ما أقبل تأخير مستحقاتهم".
 
رئيس اللجنة: "شكرا لدولة رئيس الوزراء، وشكرا لكِ، وبارك الله فيكم بلغي رئيس الوزراء شكرنا له".
 
السكرتيرة: "حاضر، ولا يهمك أخي رئيس الحكومة ونحنا في خدمة الجيش وجرحى الجيش".
 
انتهت المحادثة.. السكرتيرة مخاطبة رئيس الوزراء ..
 
السكرتيرة: "دكتور بلغناهم ويشكرونكم كثيرًا جِدًا".
 
رئيس الوزراء: هههههه،، "هذا واجبنا .."
 
في هذه الأثناء يطرق أحد الموظفين في المكتب الباب ويدخل.. بيده ورقة يضعها أمام رئيس الوزراء.. يقرأ رئيس الوزراء الورقة ويخاطب الموظفة "خليهم يدخلون لا تأخرهم".
 
بعد دقائق يطرق الباب من جديد ويفتح لدخول زوار لرئيس الحكومة.. وهم رئيسة إحدى المنظمات الاجتماعية وناشطات وناشطين في تنمية المجتمع.
 
بعد ترحيب من رئيس الحكومة وتبادل نقاش حول أهمية دعم المنظمات المجتمعية لتنمية المجتمع في دعم توجهات الحكومة، تقدمت رئيسة المنظمة بعدد من الأوراق وضعتها أمام رئيس الحكومة.. يأخذ رئيس الوزراء الورقة الأولى في يده لقراءتها..
 
رئيس الوزراء: "سلامات ألف سلامة وين باتروحي تتعالجي".؟
 
رئيسة المنظمة: "الله يسلمكم، باروح القاهرة، ومن هناك آخذ الفيزة إلى ألمانيا، واعمل الفحوصات هناك وشوية تغيير جو".
 
رئيس الحكومة: "ألف سلامة لكِ.. يعطي الطلب لمدير مكتبه.. اعمل لها أمر بثلاث تذاكر عدن القاهرة ألمانيا وعشرة آلاف دولار مساعدة علاجية".. ثم يأخذ الطلب الآخر المقدم منها.. ويخاطب مدير مكتبه.. "انتظر خذ الطلب واعمل أمر بتذكرتين وخمسة آلاف دولار".
 
ثم يتوجه بحديثه إلى رئيسة المنظمة.. "ألف سلامة لوالدتك".
 
رئيسة المنظمة: "الله يسلمك".
 
ينظر رئيس الوزراء إلى الطلب الثالث والأخير المقدم من رئيسة المنظمة.. وينادي مدير مكتبه الذي كان يفتح الباب للمغادرة.. "تعال تعال خذ هذا الطلب واعمل مقترحًا بإصدار قرار بتعيين "سقيفة" الأستاذة مدير عام في أي وزارة".
 
رئيسة المنظمة: "شكرا دولة رئيس الوزراء، هذا كان ظننا فيكم".
 
رئيس الوزراء: "هذا واجبنا خدمة الجميع وحل مشاكل الناس،وأنتم تستحقون كل خير، أنتم مناضلون، تقدمون خدمات البلاد وتساعدون الحكومة".
 
في هذه الأثناء يطرق باب رئيس الوزراء ويدخل مساعد مدير مكتب وبيده ملفاً
مساعد مدير المكتب: "السلام عليكم دولة رئيس الوزراء، بعد رد السلام
رئيس الوزراء: "خير في شيء مهم"؟!
 
مساعد مدير المكتب: "عفوًا دولة رئيس الوزراء، نعم في شيءمهم.. في مذكرة جاءت من سفارتنا في الهند، أن بعض جرحى الجيش المصابين إصابات خطيرة، مهددين بالطرد من المستشفيات رغم أهمية إجراء عمليات عاجلة بسبب تأخر وصول مستحقات الجرحى وتقترح السفارة صرف مبلغ عاجل لتغطية تكاليف العمليات المستعجلة لبعض الجرحى.. ستون ألف دولار لعدد 14 جريحًا".
 
وفي هذه الأثناء وضع مساعد مدير المكتب مقترح السفارة أمام رئيس الحكومة رئيس الحكومة ينظر إلى وجه مساعد مدير المكتب وعلى وجهه الغضب: "هناك لجنة خاصة بالجرحى هذه الطلبات ترفع لها تتحمل هي المسؤولية.. وأعاد الطلب إلى مساعد مدير المكتب.. خذ هذا المقترح واعمل توجيه للجنة الجرحى بسرعة، لعمل حلول عاجلة لهذه الحالات الاستثنائية".
 
مدير مساعد المكتب مقاطعاً رئيس الحكومة: "اللجنة قد خاطبتنا بعشرات المذكرات، أن المالية موقفه مستحقات الجرحى وليس لديهم أي مبالغ حاليًا .. وأنا رأيت أن تحل هذه المشكلة بتوجيه منكم لأمانة مجلس الوزراء يحول المبلغ ومن ثم يستعاد لاحقاً من المالية أو اللجنة".
 
رئيس الحكومة : "مش شغلك، مقترحات الأمانة العامة للمجلس تعاني من عجز مش عارفين منين نغطيه روح نفذ التوجيهات".
 
مساعد مدير المكتب يغادر مكتب رئيس الحكومة وهو يتمتم في نفسه: "لا عند الجرحى عجز ولا عند الناشطين والناشطين مافيش عجز"!
 
يعود الحديث بين رئيس الحكومة ورئيسة المنظمة لينتهي بتمنيات رئيس الحكومة لها بالسلامة في سفرها وأن تعود وهي بصحة متعافية.
 
من جانبها تشكر رئيس الحكومة على تعاونه معها.
 
بعد حوالي شهر كان رئيس الوزراء في اجتماع مصغر مع عدد من الوزراء ومسؤولين آخرين في الحكومة .. وأثناء الاجتماع تدخل سكرتيرة رئيس الحكومة وفي يدها ورقة وضعتها أمام رئيس الحكومة .. يقرأها ثم ينظر إليها قائلا: "رحمة الله عليهم،وإنا لله وإنا إليه راجعون، اعملي برقية تعزية في استشهاد هؤلاء الجرحى الأبطال لا تتأخري.. ويعود إلى اجتماعه وعلى وجهه الحزن مخاطباً عدداً من الوزراء والمسؤولين : لقد أبلغنا الآن عن وفاة عدد من جرحى الجيش الوطني في الهند كانوا يتلقون العلاج رحمة الله عليهم، وطالب من المجتمعين الوقوف لقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة..
 

التعليقات