سيف محمد الحاضري

سيف محمد الحاضري

رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام رئيس تحرير صحيفة اخباراليوم اليمنيه.

كل الكتابات
إسقاط الميليشيات هدف مقدس ..  البندقية والمدفع طريقه الوحيد
السبت, 31 ديسمبر, 2022 - 10:30 صباحاً

البقاء في التخاطب والتنادم والمجابرة في مواقع التواصل الاجتماعي ورِثاء الحال والهنجمة والادعاء بالوطنية، والحديث عن تحرير صنعاء واستعادة وطن من مواقع الفسبكة والواتس وبقية مواقع التواصل الاجتماعي.
 
كل هذا لغوٌ باطلٌ لا قيمة له ودليل عجز وخور وفشل وتمني لا محل له في الواقع، ما لم يصاحب هذا فعلا على أرض الواقع والوقوف بصلابة وقوة وعزيمة في وجه الكهنوت، والدخول في معمعة حرب وقيامة تقوم ولا تقعد حتى تحرر صنعاء ويسترد الوطن عافيته، ودون ذلك فإن كل كلامٍ يقال على مواقع التواصل الاجتماعي ليس سوى تخدير الجماهير ومحاولات عقيمة لا تقدم ولا تؤخر ولا تعبر عن موقف صميمي.
 
ونعرف جيدًا أن التحالف يريدنا البقاء في ذات المحددات التي رسمها حتى لا نصل إلى نتيجة ولا نسترد وطنًا ولا نقدر على المقاومة، فيما هو يدفع للبقاء في ذات المواقع الفيسبوكية والواتس وغيرها.
 
 هكذا يريدنا نناضل، ويريد الوطن متشظيًا ونحن نتأسَّى للحال ونترحَّم على أيام كان لنا وطنٌ نستظلُ به.
 
 والتحالف بهكذا موقف يستخذي للأمر وينتقل إلى ما يريد وفق أجندته التي أكدتها الأيام وأثبتتها المواقف بأنه ليس لاستعادة الشرعية، ولا لدحر الانقلاب. وإنما لحاجة في نفس يعقوب وإبقاء الوطن فاقد السيادة والاستقلال متعثر الخطى، تتجاذبه صراعات ميليشاوية غرستها أيادي الشَّرّ لأحداث صراعات داخلية وهو أمر بات واقع ورأي العين لا يمكن لأحد إنكاره.
 
 وإذًا كيف يمكن لقوى متشرذمة ومليشيات خارج مؤسسات الدولة كيف لها أن تستعيد وطنًا؟
 
أليس هذا لغوًا باطلًا وادعاء أجوف وصناعة لعينة تستهدف قهر الحياة في كل شيء وضياع وطنٍ؟
 
وإقلاق أمن واستقرار وتنامي إرهاب وخلق أزمات متداخلة تنأى بالقضية الوطنية الكبرى عن مسارها الصحيح، وتشطب معادلة الثورة في وجه الكهنوت كما يُخَيَّلُ للتحالف ومن سار في فلكه.
 
 والواقع الذي نراه اليوم ويدعو إلى خوض معركة الوجود، هو أنه لا بد لنا من تجاوز عتبات المخطط الذي أوقع الوطن في شراك أيادي الشَّرّ وقد أخذ يتمادى في تعطيل مسار المقاومة. والتيقُّظ هنا والاحتراز بات واجبا مقدسا لتجاوز ما يراد للوطن من كيد.
 
وإذا ليس سوى هبة شعبية منظمة وفاعلة وغضبة يمانية (تسحق الباغي تدك الظلم وتأتي بالمحال).
 
لا بد من تجاوز السلبي وقهره واستحضار الإيجابي ومعالجة الاختلالات بإرادة وطنية صادقة ومواقف كبيرة يقدر عليها الأحرار الثوار، ولا شك في أن ذلك قريب لما تمليه الظروف وتستدعيه الضرورة.
 
الهبة الشعبية المنظمة والمقاومة، هي من تستردُّ وطنًا بوعي ورؤية حكيمة تصحح المسار وتتجاوز الاختلالات التي فرضتها أجندات التحالف وغرستها كأنيابٍ في جسد الوطن، اقتلاعها كأنياب شر بات ضرورة تتعلق بالهبة الشعبية، بتكاتف كل القوى النضالية، بتوحيد صفوف المقاومة، بوضع أولويات لمعركة تحرير صنعاء، بتجاوز أي خلاف وأي رهانات على هذا الخلاف ووضع خطة ملزمةٍ لكل فردٍ حرٍّ أبِي يشتغل عليها ومنها.
 
مقاومة تنجز مهاماً أعاق تمثلها واستحضارها وتأكيدها واقع التحالف بمليشياته التي صنعها ليبقى الوطن نهب السباع متعثر الخطى غير قادر على فعل شيء يسترد عافيته من خلال هذا الفعل.
 
 ويقينًا أن حكومة فسادٍ وارتخاءٍ، فاقدةٍ القدرة على أن تعبر عن وطن له سيادته واستقلاله, يقينًا أن هذه الحكومة لن تكون لها مهامُّ وطنيةٌ ولن تشتغل على استعادة صنعاء وتحرير وطن، وربما لا يعنيها ذلك في شيء إن لم تشتغل على النقيض من ذلك، ولا تعير الأمر اهتماماً قدر اهتمامها على خلق أزمات وتطاحن وفوضى وإقلاق أمنٍ وفسادٍ استشرى وارتهان خالص.
 
هذه الحكومة غير معنية بالوطن، وليس لديها أي خطةٍ لاستعادة صنعاء ولا من مهامها ذلك، ولا تقدم ما يستحق الالتفات له إن لم تكن للأسف الشديد قد أعاقت القوى الوطنية واشتغلت على الهزيمة، وقدمت النموذج السيِّئ الذي لا نظير له في التخاذل والتقاعس عن أداء مشرف بحيث إننا لم نجد حكومة على وجه الأرض مثلها.
 
الوطن منتهك السيادة فيما هي تزيده بؤسًا وليس أَدلُّ من أنها تستقطع من ميزانية الجيش مبالغ كبيرة وتصادر ميزانية خاصة بعلاج الجرحى وتعيش في رغدٍ ودعةٍ وهناءٍ وترحالٍ وأسفار وإطلاق تصريحات، لا تقل في رتابتها عما يشتغل عليه الكتبة في مواقع التواصل الاجتماعي.
 
هذه الحكومة نكبة ولن تبقى سيفاً مُسلَّطاً على رقاب المقاومة، فلا بُد مما ليس منه بُدٍّ، غضبةٌ يمانيةٌ من خلال هبة شعبية منظمةٍ وفاعلةٍ وقويةٍ وبإرادةٍ لا تلينُ ولا تهزمُ تثق بالله وبقوة الحق وتنتصر للوطن بمعزل عن حكومة الارتهان إلى والفوضى والفساد وإبقاء الحال متعثرًا.
 
واختراع سلَّم آخر يصعدون عليه بدعاوى انفصال وتمزيق لُحمة وطنية وإيجاد قوى تنادي بالتشرذم، إلى جانب ما صنعه التحالف من مليشيات وكل هذا زعمٌ باطلٌ وتوجه عقيمٌ، يجفل أمام إرادة شعب وقوى التحرر الوطني، فلا مكان اليوم مطلقًا لمثل هكذا قضايا تثار، ولا يمكن لأولئك المدفوعون لخلق مناخات اضطراب وفوضى أن يصلوا إلى شيء من مخططهم البائس، فالمعركة الوطنية والمصيرية اليوم هي استعادة صنعاء، وليس أي شيءٍ آخر، المعركة اليوم هي أن يستردَّ الوطن سيادته واستقلاله والقضاء على الكهنوت.. وما تبقى من قضايا تؤجل بالضرورة ولن تجد لها موقعًا اليوم مطلقًا.
 
هذا ما يجب أن يفهمه من يتنادون إلى وليمة الخديعة وتزييف الحقيقة. صنعاء أولا فهي مفتاح كل الحلول الأخرى إن كان ثمَّة فهمٌ لقومٍ يسيرون في اتجاهات الفراغ والعدمية، ويسعون إلى التجنِّي حتى على أنفسهم ولا يعلمون أن الصراعات الهامشية وافتعال الأزمات تُلِحقُ بهم أفدح الضَّرر قبل غيرهم.
 
 وإذا ليس معهم سوى الاصطفاف مع الوطني وبعد ذلك لكل حادثٍ حديثٍ، ولكل دعوى إجابةٍ، ولكل قضية حلٍ، ولكل مقامٍ مقالٌ.
 

التعليقات