ما يجري اليوم في اليمن والسودان وليبيا ليس صراعًا من أجل التحرر، بل حرب لصوص تنهش جسد الأمة، تنفذها أدوات إقليمية بأجندات خارجية، وتُغطى بشعارات زائفة.
فكما يُنهب الذهب والألماس من جبال المنطقة الوسطى في اليمن – وتحديدًا محافظة أبين وكذلك الذهب في محافظة حضرموت الذي ينهب – كذلك يُنهب أيضًا ذهب السودان ونفط وغاز هذه الدول بتمويل مباشر من دويلة اللصوص والبلاطجة في أبوظبي.
دويلة لا يتجاوز عمرها السياسي نصف قرن، بلا تاريخ، ولا عمق، ولا جيش وطني ذو قدرات ، لكنها تحلم بالوصاية على أوطان عمرها آلاف السنين.
تحارب بأموالها المكدسة وتشتري الجيوش، وتُجنّد المرتزقة، وتفتح الأبواب للاستخبارات الصهيونية والغربية، وتنفّذ أجندات تمزيق الأمة تحت لافتات "الاستثمار" و"التنمية" و"مكافحة الإرهاب والتعايش مع الاديان ".
لكن الحقيقة أن أكبر إرهاب تمارسه اليوم هذه الدويلة هو هذا التدخل السياسي والاقتصادي السافر الذي ترعاه هذه الانظمة العميلة، التي باعت سيادتها، وكرامتها للاجنبي وتآمرت على جيرانها.
ما يجري في السودان من مذابح، وفي اليمن من فوضى وقتل و نهب وانحدار ، وفي ليبيا من تفكيك، هو امتداد لمشروع متكامل لتدمير ما تبقى من قوة الأمة وهيبتها.
وفي الختام نناشد كل من قبل الشهادة في مشهدنا العربي ان الخطر لاياتي مرة واحدة بل يتسلل عبر بوابات تتزين بزيف الاستثمار والتحالف فكل طيب الكلام لايعني طيب النيات وكل استثمار ( لامع ) لايعني بناء للاوطان ان الامانة في السيادة لاتمنح بالود او بالابتسامة بل تنتزع باليقضة والحزم.
لذلك ياشعوب الامة العربية والاسلامية وخاصة في اليمن والسودان وليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وياكل كل عربي ومسلم في جميع الاقطار بدون استثنى كونوا اليوم اكثر حرصآ واكثر وعيآ واعلى صوتآ في وجه من يريد تسليع هذه الاوطان وبيع قرارها وتحويل اوطانها الى ملاعب للمطامع الاقليمية والدولية.
لعلنا بذلك نوقف حصان طروادة ونرسم سيادتنا بلون العزة والكرامة لا بلون الرهان، فلنكتب موقفنا في صفحات التاريخ لا بالانتظار ولا بالتردد بل بالتصدي والارادة والقوة حتى يجود علينا بشمس تشرق على اوطاننا بالسعادة والعدالة والوحدة والقوة ولا ينزع منها حقها فالحق ينادي والمؤامرات والسيناريوهات لاتنكرر إلا على الأغبياء والمغفلين.