أسوأ 10 تجارب نفسية غير أخلاقية
- ساسة بوست الأحد, 03 يوليو, 2016 - 01:22 صباحاً
أسوأ 10 تجارب نفسية غير أخلاقية

علم النفس هو علم حديث نسبيًّا اكتسب شعبيةً في بداية القرن العشرين مع ويليام فونت، ووسط الحماس لمعرفة المزيد عن عمليات التفكير والسلوك البشري تمادى العديد من الأطباء النفسيين الأوائل في تجاربهم، ممَّا أدَّى إلى وضع معايير وقوانين أخلاقية، فعلى الرغم من أنَّ التجارب التالية هي تجارب غير أخلاقية إلَّا أنَّه لا بد من ذكر أنَّها قد مهَّدَت الطريق لوضع معاييرنا الأخلاقية الحالية للتجارب، وهذا أمر إيجابي.

10- دراسة الوحش (1939)

كانت دراسة الوحش تجربةً عن التلعثم أُجرِيت على 22 طفلًا يتيمًا في ولاية آيوا الأمريكية عام 1939 على يد ويندل جونسون من جامعة آيوا وماري تودور؛ وهي إحدى طالباته. قُسِّم الأطفال إلى مجموعة ضابطة ومجموعة تجريبية، ومدحَت طلاقة حديث نصف الأطفال بينما قلَّلَت من النصف الآخر عند كل خطأ في النطق وأخبرتهم أنَّهم مُتلعثمون. عانى الكثير من الأطفال الذين تلقُّوا تعليقات سلبية في التجربة من آثار نفسية سلبية وظلَّ لدى بعضهم مشاكل في الحديث على مدار حياتهم. اعتذرَت جامعة آيوا علنًا على دراسة الوحش في عام 2001.

9- مشروع التنفير (سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي)

أجبر جيش التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الجنود المثليين والمثليات البيض على الخضوع لعمليات تغيير جنس، وأخضعوا الكثيرين للإخصاء الكيميائي، والصدمات الكهربائية وتجارب طبية غير أخلاقية أخرى. يُقدَّر أنَّه قد أُجرِيت حوالي 900 عملية «إعادة تحديد جنس» إجبارية بين عامي 1971 و1989 في المستشفيات العسكرية كجزءٍ من برنامج شديد السريَّة لاستئصال المثلية الجنسية من الخدمة العسكرية.

8- تجربة سجن ستانفورد (1971)

لم تكُن هذه التجربة غير أخلاقية بالضرورة، ولكن نتائجها كانت كارثية، أجرى عالم النفس الشهير فيليب زيمباردو هذه التجربة لفحص سلوك الأفراد عند وضعهم في أدوار السجين والحارس، والمعايير التي من المتوقَّع أن يظهرها هؤلاء الأفراد. وُضع السُجناء في موقف يتسبَّب عمدًا في الاضطراب والإهانة وسلب الشخصية. لم تُعطَ للحُرَّاس أي إرشادات أو تدريب على كيفية تنفيذ أدوارهم. لم يكُن الطلاب في البداية واثقين من كيفية تنفيذ أدوارهم، ولكنَّهم أصبحوا في النهاية لا يعانون من أي مشكلة، وفي اليوم الثاني من التجربة تمرَّد السُجناء، ممَّا نتج عنه استجابة حادة من الحُرَّاس. طبَّق الحُرَّاس نظام امتياز غرضه كسر تضامن السُجناء وخلق جو من انعدام الثقة بينهم. أصبح الحُرَّاس يشعرون بالذعر من السُجناء، وبدأ السُجناء يعانون من اضطرابات عاطفية واكتئاب وعجزٍ مُكتسَب، وبدؤوا يُعرِّفون أنفسهم بأرقامٍ بدلًا من أسمائهم. أنهى الدكتور زيمباردو التجربة بعد خمسة أيام عندما أدرك مدى واقعية السجن للأفراد موضوع التجربة.

7- تجارب المُخدِّرات على القرود (1969)

قد يكون إجراء التجارب على الحيوانات مفيدًا للغاية في فهم الإنسان وتطوير أدوية مُنقِذة لحياته، ولكن كانت هناك تجارب تتجاوز حدود الأخلاق، وإحداها تجارب المُخدِّرات التي أُجرِيت على القرود عام 1969. دُرِّبَت في هذه التجربة مجموعة من القرود والفئران على حقن أنفسهم بمجموعة متنوعة من المُخدِّرات التي تشمل المورفين والكحول والكودين والكوكايين والأمفيتامين، وبُمجرَّد أن أصبحت الحيوانات قادرة على الحقن الذاتي، تُرِكوا وحدهم مع أدواتهم وإمداد كبير من كل مُخدِّر.

اضطربت الحيوانات كالمُتوقَّع لدرجة أنَّ بعضهم حاول الهروب بشدة وانكسرَت أذرعهم خلال المحاولة، عانت القرود التي تتعاطى الكوكايين من تشنُّجات وقطعوا أصابعهم في بعض الحالات (من الممكن أن يكون ذلك نتيجةً للهلاوس)، وقطع أحد القرود التي تتعاطى الأمفيتامين كل الفراء الذي يُغطِّي ذراعه وبطنه، أمَّا في حالة اجتماع الكوكايين والمورفين كانت تقع الوفاة خلال أسبوعين.

6- تجارب تعبيرات الوجه (1924)

طوَّر كارني لانديس -المُتخرِّج في قسم علم النفس من جامعة مينيسوتا- عام 1924 تجربةً لتحديد ما إذا كانت المشاعر المُختلفة تصنع تعبيرات وجه خاصة بكلٍّ من تلك المشاعر، كان الغرض منها معرفة إذا ما كان لدى جميع البشر تعبيرٌ مُشترَكٌ عند الشعور بالقرف والصدمة والبهجة وهكذا. تعرَّض المُشارِكون في التجربة لمجموعة متنوعة من المُحفِّزات المُصمَّمة لإثارة رد فعل قوي، وكان لانديس يُصوِّر رد فعل كل شخص. شمَّ المشاركون في التجربة نشادر، وشاهدوا أفلامًا جنسية، ووضعوا أياديهم في دلاء بها ضفادع. وفي النهاية عُرِض على المُشارِكين فأرٌ حيٌّ، وصدرت إليهم تعليمات بقطع رأسه، وعلى الرغم من أنَّ كل المُشارِكين استوحشوا الفكرة إلَّا أنَّ ثُلثهم قد نفَّذوها. وما جعل الموقف أسوأ هو أنَّ معظم المُشاركين لم يعرفوا كيفية تنفيذ هذه العملية بطريقةٍ رحيمة وأُجبِرت الحيوانات على الشعور بمعاناة هائلة. وقام لانديس بالتقاط السكِّين وقطع رأس الحيوانات التي رفض ثُلث المُشاركِين قطع رؤوسها. لم تُثبِت الدراسة أنَّ للبشر مجموعة مُشترَكة من تعبيرات الوجه الفريدة.

5- آلبرت الصغير (1920)

أراد جون واتسون؛ أبو المدرسة السلوكيَّة، اختبار فكرة الخوف ليرى إذا ما كانت فطرية أم استجابة شرطية. كان «آلبرت الصغير» هو الاسم المُستعار لرضيع عمره 9 أشهر اختاره واتسون من المستشفى، وعرَّضه لأرنب أبيض وفأر أبيض وقرد وأقنعة بشعرٍ وأقنعة بدون شعر وقطن وصحيفة مُحترِقة ومنوَّعات من أشياء أخرى لشهرين دون أي نوع من التوضيح.

ثم بدأت التجربة بوضع آلبرت على فراش في منتصف غرفةٍ، ووُضِع فأر تجارب بالقرب من آلبرت وسُمِح له باللعب مع الفأر، لم يخشَ الطفلُ الفأرَ حتى هذه اللحظة. ثم أصبح واتسون يُصدِر صوتًا عاليًا خلف ظهر آلبرت عبر الضرب بمطرقةٍ على عارضة فولاذية مُعلَّقة عند لمس الطفل للفأر، بكى آلبرت الصغير وأبدى خوفه عند سماع الضوضاء. بعد تكرار الأمر عدة مرات أصبح آلبرت قلقًا كلَّما ظهر الفأر، إذ ربط آلبرت بين الفأر الأبيض وبين الضوضاء العالية وأصدر الاستجابة العاطفية أو الخائفة المُتمثِّلة في البكاء. بدأ آلبرت الصغير في تعميم استجابته للخوف لأي شيء أبيض أو أزغب (أو كليهما)، والأمر المؤسِف أنَّ آلبرت الصغير قد غادر المستشفى قبل أن يُزيل واتسون حساسيته لهذا الخوف.

4- العجز المُكتسَب (1965)

أجرى عالِما النفس مارك سيليجمان وستيف ماير عام 1965 تجربة، ارتدت فيها ثلاث مجموعات من الكلاب أحزمةً، أُطلِقَت كلاب المجموعة الأولى بعد فترةٍ مُحدَّدة، دون التعرُّض لأذى. وجُمِع كلاب المجموعة الثانية في ثنائيَّات ولُجِّموا سويًّا، وتعرَّض واحدٌ من كل ثنائي لصدمات كهربائية يمكن وقفها عبر الضغط على رافعة.

أمَّا كلاب المجموعة الثالثة فجُمِعوا كذلك في ثنائيَّات ولُجِّموا سويًّا، وتلقَّى واحدٌ من كل ثنائي صدمات كهربائية ولكن الصدمات لم تتوقَّف عند الضغط على الرافعة. كانت الصدمات عشوائية وبدت حتمية، ممَّا تسبَّب في «العجز المُكتسَب»، إذ افترض الكلاب أنَّه ليس هناك ما يمكن فعله لوقف الصدمات، ظهر على كلاب المجموعة الثالثة في النهاية أعراض الاكتئاب السريري. وُضِع كلاب المجموعة الثالثة لاحقًا في صندوقٍ وحدهم، ثم تعرَّضوا لصدمات ثانيةً، ولكن كان بإمكانهم وقفها بسهولة بالقفز خارج الصندوق، ببساطة «استسلمت» هذه الكلاب، وبدا عليهم ثانيةً العجز المُكتسَب.

3- دراسة ميلجرام (1974)

إنَّ دراسة ميلجرام هي إحدى أشهر التجارب النفسية، أراد ستانلي ميلجرام -عالم النفس الاجتماعي بجامعة ييل- اختبار طاعة السُلطة، فأقام تجربة بها «مُعلِّمون» وهُم المُشارِكون الفعليُّون، و«مُتعلِّمون» وهُم مُمثِّلون، وقيل لكُلٍ منهم إنَّ الدراسة عن الذاكرة والتعلُّم.

جلس المُعلِّم والمُتعلِّم في غرفٍ منفصلة لا يمكنهم فيها الاستماع سوى لبعضهم البعض، يقرأ المُعلِّم في التجربة كلمتين تتبعهما أربع إجابات مُحتمَلة للسؤال، إذا كانت إجابة المُتعلِّم غير صحيحة، يعاقبه بصدمةٍ كهربائية بفولتٍ يتزايد مع كل إجابة خاطئة، وإذا كانت الإجابة صحيحة، لا تكون هناك صدمة، وينتقل المُعلِّم للسؤال التالي.

في الحقيقة لم يتعرَّض أحد لصدمةٍ كهربائية، وإنَّما كانت أصوات الصرخات مُسجَّلة. وعندما كانت تتوقَّف الصرخات ويسود الصمت كان يبدو على المُعلِّمين القلق ويطلبون وقف التجربة. تشكَّك بعضهم في التجربة ولكن تشجَّع الكثيرون على إتمامها عندما قيل لهم أنَّهم لن يكونوا مسؤولين عن أي نتائج.

إذا أشار موضوع التجربة إلى رغبته في إنهائها في أي وقت كان المُختبِر يقول له «استمر رجاءً»، «التجربة تتطلَّب أن تستمر»، «من الضروري تمامًا أن تستمر»، «ليس لديك خيار آخر، عليك الاستمرار». ثم تتوقَّف التجربة إذا استمرَّت رغبته في إنهائها. أنهى 14 معلِّمًا فقط من 40 التجربة قبل تنفيذ صدمات كهربائية قوتها 450 فولتًا.

2- بئر اليأس (1960)

يشتهر د.هاري هارلو بالتجارب التي أجراها على قرود الريسوس عن العُزلة الاجتماعية، أخذ هارلو قرود ريسوس رُضَّع كانوا قد ارتبطوا بالفعل بأمهاتهم ووضعهم في غرف عمودية فولاذية وحدهم دون تواصل من أجل قطع تلك الروابط، وأبقاهم في تلك الغرف لفترةٍ تصل إلى عامٍ. خرج العديد من هؤلاء القرود من هذه الغرف مصابين بالذهان ولم يتعافوا، خلُص د.هارلو إلى أنَّ حتى الطفولة الطبيعية السعيدة لا تقي من الاكتئاب.

1- ديفيد رايمر (1965-2004)

في عام 1965، وُلِد طفلٌ في كندا يُدعَى ديفيد رايمر، وأجرى في عُمْر ثمانية أشهر عملية اعتيادية؛ الختان، ولسوء الحظ، احترق قضيبه خلال العملية، بسبب استخدام الأطباء إبرة الكيّ بالكهرباء بدلًا من مشرط الجراحة العادي. عندما زار والداه عالم النفس جون ماني، اقترح حلًّا بسيطًا لمشكلةٍ مُعقَّدة للغاية؛ عملية تغيير جنس. كان والداه مضطربين من هول الموقف، ولكنَّهما وافقا في النهاية على إجراء العملية. لم يكونا يعرفان أنَّ نوايا الطبيب الحقيقية كانت إثبات أنَّ الهوية الجنسية تتحدَّد بالتنشئة وليس بالطبيعة، وقرَّر استخدام ديفيد ليكون دراسة حالة خاصة من أجل منفعته الأنانية.

حصل ديفيد -الذي تحوَّل إلى بريندا- على مهبل مُركَّب وتناول مُكمِّلات هرمونية، واعتبر د.ماني التجربة ناجحة هاملًا ذكر الآثار السلبية لجراحة بريندا. كانت تتصرَّف كأنَّها ولد على نحوٍ نمطي وكانت لديها مشاعر مضطربة ومتضاربة عن مجموعة متنوعة من المواضيع. والأسوأ أنَّ والديها لم يخبراها بالحادثة المريعة التي وقعت وهي رضيعة، أحدث ذلك هزَّة مُدمِّرة في الأسرة، فكانت لدى والدة بريندا ميولًا انتحارية، وكان والدها مدمنًا للكحول، وأُصيب أخوها باكتئاب حاد.

أخبرها والداها أخيرًا بنوعها الحقيقي عندما كانت في الرابعة عشر، قرَّرت بريندا أن تصبح ديفيد ثانيةً، وتوقَّفت عن تناول الإستروجين، وأعادت تركيب قضيب. انتحر ديفيد في الثامنة والثلاثين من عمره.


 


التعليقات