[ واشنطن تضغط على الشرعية والتحالف ]
عاودت الولايات المتحدة الأمريكية مجددا، إدراج شخصيات يمنية مهمة وذات تأثير كبير في البلاد، تحت لائحة داعمي الإرهاب.
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، كلا من، الحسن أبكر، وعبدالله الأهدل، ومؤسسة رحماء الخيرية التي يديرها الأخير، في لائحة الإرهاب، بحجة صلتهم بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وجاء هذا القرار بعد إعلان الشرعية في اليمن يوم أمس الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول، رفضها لخارطة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.
وقال مراقبون، إن توقيت صدور هذا القرار، هو من أجل الضغط على الشرعية والتحالف العربي، لتقديم تنازلات، والموافقة على الخارطة الأممية، التي أكد الرئيس عبدربه منصور هادي في رسالته لمجلس الأمن، أنها" تنتهك بشكل واضح القوانين والأعراف المعمول بها دوليا، وتشكل سابقة دولية خطيرة، وتشجع الانقلاب على السلطة الشرعية".
ويعد" أبكر" قائدا للمقاومة الشعبية في محافظة الجوف، وعضوا في حزب التجمع اليمني للإصلاح، فيما ينتمي" الأهدل" للتيار السلفي، وهو من الدعاة البارزين في جنوب البلاد.
وبدأ الضغط على الشرعية من العام العام 2014، إذ أدرجت أمريكا القيادي السلفي عبدالوهاب الحميقاني، في قائمة الإرهاب لديها، وخلال العام الجاري، أضيف إلى القائمة محافظ البيضاء نايف القيسي، والذي تم تعيينه من قبل الرئيس هادي أواخر العام الفائت، وكذا القيادي في المقاومة الشعبية بمأرب عبدالله الزايدي، وشركة العمقي للصرافة والتابعة لرجل الأعمال سعيد صالح العمقي.
ويحذر متابعون من خطورة هذه الخطوات، مطالبين الشرعية بالتحرك وتكثيف جهودها الدبلوماسية، حتى لا يتم حرف مسار الأزمة التي تشهدها البلاد، وإدراج أسماء جديدة في تلك القائمة من خارج التيارات الإسلامية.
قرارات كيدية
ويصف المحلل السياسي محمد المهدي، قرارات وزارة الخزانة الأمريكية بـ"الكيدية" ضد الشخصيات النافذة التي تعمل مع الشرعية لاستعادة الدولة.
ويوضح لـ(الموقع بوست) أن الاستهداف ليس للأشخاص أنفسهم، وإنما استهداف للشرعية ومشروع التحرير، خاصة في المناطق الاستراتيجية التي يتم اختيار منها تلك الأسماء، كالجوف الحدودية مع صعدة، والبيضاء القريبة من صنعاء.
ويقول إن أمريكا باستمرار استهدافها للتيارات الإسلامية الحركية والمنفتحة على العمل السياسي والديمقراطية والسليمة، تؤسس إلى جر تلك الجماعات إلى الاتجاه نحو العنف، وتجاوز مشاريع الدولة المدنية، التي كانوا قد قبلوا بها خلال السنوات الماضية".
ويتهم " المهدي" إيران بالوقوف وراء تلك القرارات، كوسيلة للضغط على مناهضي مشروعها في اليمن، الذي تسعى لتنفيذه عبر" الحوثيين".
تخادم أمريكي إيراني
من جانبه لم يستغرب الإعلامي عبدالله النهيدي، من صدور مثل تلك القرارات، لافتا إلى أنها تأتي في إطار التخادم الأمريكي الإيراني.
ويؤكد في حديثه لـ(الموقع بوست) أن قرارات الخزانة الأمريكية، فضحت الحوثيين الذين يظهرون عداءهم لأمريكا، ويخفون ودا كبيرا لها، حسب تعبيره.
ويعتبر" النهيدي" توجه الأمريكان نحو تصنيف قادة المقاومة الشعبية الداعمة للشرعية كإرهابيين، هي محاولة لإنقاذ الحوثيين، في ظل انحسار المشروع الأمريكي الإيراني، وفي ظل الصدمة التي واجهها الانقلابيون.
ويشير إلى أن الأسماء التي تم إضافتها إلى قائمة داعمي الإرهاب، لم يسبق أن قادوا مليشيا، أو دعوا للعنف والتطرف، وهو ما يؤكد- وفقا للإعلامي اليمني- إلى أن الأمريكان حريصين على بقاء الحوثيين، ويكشف ذلك عن ملامح تخادم أمريكي حوثي، من أجل استمرار الصراع، عبر " دعم المليشيات الغوغائية".
وطالب في ختام حديثه الشرعية بحماية الداعمين لها والدفاع عنهم، مستغربا من عدم صدور أي قرار رافض لتلك التصنيفات التي تقوم بها واشنطن.
تخبط واشنطن
أما الباحث السياسي فهد سلطان، فيؤكد أن تلك القرارات تعكس حالة التخبط الأمريكية التي أصبح موقفها واضحا وداعما للانقلابيين، وهي محاولة لعرقلة تحرير باقي المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تسعى الدولة لاستعادتها.
ووفقا لـ"سلطان" الذي تحدث لـ(الموقع بوست)، فأمريكا تمارس عدد من الطرق لإفراغ القرارين الأمميين بشأن اليمن التي تمكن التحالف العربي والشرعية من انتزاعهما، والانقلاب على الشريعة من خلال مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، التي عكستها الخارطة الأممية.
ويؤكد أن استهداف الشرعية بمثل تلك القرارات الكيدية، ومحاولة إرباك المقاومة والحل السياسي، يزيد من التلاحم الداخلي، وتفقد واشنطن مصداقيتها، التي لا تنظر إلى جرائم الحوثيين بحق المدنيين.
وكان حزب الإصلاح قد دان في بيان صادر عنه، قرار الولايات المتحدة، بإدراج أحد قياداته ضمن قائمة العقوبات.
وجدد الحزب التأكيد على" موقفه المبدئي الرافض للإرهاب، بكل أنواعه وأشكاله، ومصادره، والالتزام بالشراكة الكاملة مع سائر القوى الوطنية والإقليمية والدولية، تحت قيادة السلطة اليمنية لمحاربته بالوسائل المشروعة.