عيد الام في اليمن.. امهات مكلومة وابناء مشردون
- وئام عبدالملك الإثنين, 21 مارس, 2016 - 04:04 مساءً
عيد الام في اليمن.. امهات مكلومة وابناء مشردون

[ ملصق تعبيري عن عيد الام ]

يتذكر الشاب أحمد منصور عيد الام بألم وسعادة، مصدر الأخيرة ابتسامة أمه، حين فاجأها بعقد من الفل في مثل هذا اليوم من العام الماضي.
 
اما شعوره بالالم فينبع من عدم مقابلة امه منذ مايو الماضي، فبعد دخول جماعة الحوثيين تعز في مثل هذا اليوم أيضا، انضم إلى صفوف المقاومة الشعبية للدفاع عن مدينته، ونزحت والدته كالآلاف الذين شردتهم الحرب.
 
ويحتفل العالم اليوم 21 مارس/آذار بعيد الام كإحتفاء بالأمهات، واستذكارهن، والاعتراف بأدوارهن بالحياة.
 
ويروي احمد لـ( الموقع) كيف أن والدته كانت تنتظر هداياه وإخوته، في مثل هذا اليوم من كل عام.
 
ويحدق في الفراغ بصمت ويستأنف حديثه:" الحرب هذه جعلتني بعيدا عن أمي، لكن ما يمنحني الصبر، أني أقوم بكل هذا لأجل بلدنا، وأمي، وهذا اليوم بات عبئا على الأبناء والأمهات معا".
 
عيدنا إيقاف القتال
 
غاب عن أذهان العديد من الأمهات أن هذا هو يوم" عيد الأم"، بعد أن أصبح الحزن والقلق والترقب والخوف، هو ما تمتلئ به قلوبهن.
 
أم عبدالعزيز المذحجي تتذكر هذا اليوم بحسرة وغضب، وتقول:" ما الذي سأريده غير وقف القتال، عيدنا نحن الأمهات هو وقف القتال".
 
وتتابع في حديثها لـ( الموقع):" أريد أن يعود أبنائي النازحين مع أسرهم إلى حضني، وأبنائي المغتربين إلى بلدهم التي لم يتمكنوا من زيارتها منذ بدء الحرب، وأن أنام بهدوء دون أن أسمع أصوات القذائف، أو أموت قلقا على مصير ابني" عبدالعزيز" الذي انضم إلى صفوف المقاومة الشعبية، والذي لا أعلم عنه شيء منذ يومين".
 
وتختتم حديثها قائلة:" كنت أجتمع بأبنائي في مثل هذا اليوم دوما، وكان مميزا، على الرغم من اجتماعنا كل مرة في الأسبوع، لكن ومنذ بداية الحرب لم التقهم بعد أن فرقتنا الحرب في كل منطقة".
 
الألم مرتين
 
أما أم ياسين فتتحدث إلينا والدموع تطفر من عينيها، قالت:" كنت أزور أمي يوميا في منزلها، لم أتوقف يوما عن زيارتها حتى بعد زواجي، وحين حدثت الحرب، اضطرت للنزوح إلى قريتنا الواقعة في مديرية" التربة" بتعز، ولم أتمكن من زيارتها منذ عشرة أشهر، بسبب صعوبة الخروج من المدينة أو الدخول إليها، منذ أن فرض الحصار عليها.
 
ومرت الأشهر الماضية صعبة للغاية، فأمي كانت مصدر سعادة لقلبي، ورؤيتي لها، هي مباركة لكل يومي، احتملت بصبر كبير تلك الأيام، على أمل أن أراها متى ما سنحت لي الفرصة، لكن لم أكن أتوقع أن لا أرها، فلقد رحلت أمي، إذ توفيت في أواخر فبراير الماضي، ولم أتمكن حتى من رؤيتها بعد مماتها.
 
وتتابع:" هذا اليوم لا أحتمل أن يهنئني أبنائي فيه، بعد أن أصبحت أنا دون أم، ومع ذلك أحاول أن أبدو قوية أمامهم، حتى لا أترك انطباعا سيئا لديهم، فهم ما زلوا صغارا لا يفهمون الكثير من تفاصيل الحياة، التي تفرض نفسها علينا بمختلف الظروف".
 
وتتمنى" أم ياسين" أن تتوقف هذه الحرب، التي تسرق الأبناء من أمهاتهم، والأمهات من أبنائهن.
 
الحزن اجتاح قلبي
 
من جانبها تقول حديثة قائد لـ( الموقع):" في العام الماضي الأم تستلم الورد هدية من ابنها، وفي هذا اليوم تبكي على قبره، فهناك العديد من اليمنيات هذا ما حدث معهن، بعد أن راح المئات من الشباب ضحية هذه الحرب".
 
وتضيف:" كانت فرحة الأمهات العام الماضي كبيرة، مقارنة بهذا العام، الذي اجتاح فيه الحزب والبكاء قلوب العديد من الأمهات، بسبب الوضع البائس الذي تعيشه البلاد".
 
وتتابع:" ساءت أوضاع المعيشة لدى كثير من اليمنيات في الوقت الحالي نتيجة الحرب، التي تدور في البلاد منذ حوالي عام، وهناك الكثير من النساء عشن خلال الأشهر الماضية خوفا وألما، نتيجة الحرب سواء الاشتباكات أو الغارات الجوية، فهذا العام يختلف كثيرا عن العام الماضي الذي كان فيه نوعا من الهدوء".
 
كما عاشت الأم اليمنية- حسب حديثة- خلال الأشهر الماضية، مآسٍ كثيرة فيما يتعلق بجانب الخدمات من مياه وكهرباء وغاز منزلي، فهذه الخدمات أصبح إيجادها بسهولة نوع من المستحيل.
 
الفرحة الأكبر
 
أم نبيل قاسم من جهتها ذكرت لـ( الموقع) أن ابنها فاجأها بالأمس بزيارته لها، بعد أن غاب عنها منذ سبعة أشهر، فهو سافر إلى الحديدة بحثا عن مصدر للرزق، بعد أن انقطعت الحياة عن كل شيء في مدينة" تعز".
وتقول:" كان ابني أكبر هدية لقلبي، ولا أريد منه أي هدية". 
 


التعليقات