أحمد الشلفي

أحمد الشلفي

كاتب وإعلامي يمني

كل الكتابات
رواية سعودية رسمية حول ليلة السابع من إبريل
السبت, 23 أبريل, 2022 - 11:13 مساءً

شاهدت بشكل كامل الحوار الذي أجراه  قبل يومين السفير السعودي  لدى اليمن محمد آل جابر   مع أحدى القنوات وكما هومعلوم فهو الشخص المعني بملف اليمن والمعبر عن سياسة السعودية ومتروك له التصرف إلى حد كبير .
 
ورغم أن الحوار الذي جاء في حوالي ساعة وسبعة وثلاثين دقيقه كان شاملا ًوناقش الكثير من القضايا اليمنية التي بدا من خلالها السفير ملما أويكاد بالشأن اليمني لقربه منه منذ تعيينه  عام 2009م ملحقا عسكريا في السفارة السعودية باليمن وبعدهاعند تعيينه في2014م سفيرا  فقدشهد الكثير من الأحداث منذ ذلك الوقت جعلته الأقرب سعوديا للملف اليمني وللشخصيات اليمنية التي يتعامل معهاكمكونات أو مسؤولين أوقبائل وعسكريين .
 
هناك الكثير ممايمكن التعليق عليه في هذه المقابلة الطويلة لكن مايعنيني فيها تحديداهو تعليقه على تشكيل مجلس  القيادة الرئاسي باعتباره أول تصريح رسمي سعودي حول  مجريات حدث تفويض هادي لصلاحياته بعد كل الأنباء المتداولة عن ذلك في الإعلام المحلي والدولي  حيث سأله المذيع، من صاحب القرار فأجاب الحكمة اليمنية مضيفا إن الفريق السياسي اليمني  في مشاورات الرياض  التي رعاها مجلس التعاون الخليجي ناقش ثلاثة مقترحات من بينها مجلس رئاسي  ومقترح نائبين من الشمال والجنوب تنقل  لهم السلطة ومقترح آخر وهو هيئة استشارية لديها بعض صلاحيات الرئيس .
 
محيلا ماحدث من تشكيل للمجلس الرئاسي إلى الحكمة اليمانية قائلا إن اليمنيين طلبوا دعم مجلس التعاون والسعودية وجلسوا جلسة مصارحة مع الرئيس هادي لإقناعه بنقل السلطة .
 
وعندما قال له المذيع :كيف  قبل الرئيس هادي بنقل السلطة، أجاب السفير السعودي إن الوضع في اليمن كان معقدا وصعبا وإن اليمنيين كانوا يتواصلون معنا حول ذلك مضيفا أن السعودية كان لها دور في إقناع الرئيس .
 
وعندما سأله المذيع ماهو دور السعودية في ذلك أجابه : دور السعودية في هذا القرار هو نفس دور السعودية في إقناع  علي عبدالله صالح للتخلي عن السلطة ونقلها إلى نائبه في2011م.
 
وعندما قال له من اختار الثمانية رد السفير  اليمنييون أنفسهم فسأله ما الجامع بينهم أجاب  يجمع بينهم حب وطنهم ورغبتهم في الحوار والسلام مع الحوثي .
 
هذه هي الرواية الرسمية السعودية لماحدث في الرياض  في السابع من إبريل من إعلان هادي نقل السلطة  لمجلس القيادة الرئاسي وهي في كل الإحوال إحدى الروايات التي ستكتب في  كتب التاريخ كما قيلت من قبل واحد من أهم الشخصيات السعودية العاملة في اليمن والذي كان أحد الأشخاص الذين يتفاوضون مع الرئيس هادي  خلال السنوات الماضية في جميع الملفات وبحسب مصادر فقدكان  أحد الذين تفاوضوا مع هادي لنقل سلطاته وإعلان بيانه وهولم ينكر دور السعودية في المقابلة.
 
وبغض النظر عن هذه الرواية مقارنة بما نشرته وسائل إعلام دولية حول إكراه هادي على تفويض سلطاته ونقلها لمجلس الثمانية ومادار من نقاشات بين المكونات السياسية  في الرياض من عدم علمهم بما جرى من نقل للسلطات إلا عندما طلب منهم التوقيع على ذلك فإن الرواية الرسمية السعودية حول ما جرى أصبحت موثقة ومكتوبة  أو هذا ما أرادت له الرياض أن يقال حول أبرز حدث خلال السنوات الماضية منذ إعلان الحوثي سيطرته على صنعاء وإطلاقها عاصفة الحزم.
 
لا رواية يمنية في أحداث تفويض هادي سلطاته سوى ما يتداول في لقاءات السياسيين اليمنيين الذين حضر بعضهم وقائع الحدث حول المفاجئة الكبيرة التي فوجئت بها  المكونات السياسية عند طلب توقيعاتها على نقل السلطة  في أحد القصور بالرياض على بيان إعلان رئاسي لم يكن يعرف عنه أحد شيئا كما نقلت الكثير من المصادر المتطابقة.
أدرك تماما الإجماع اليمني على سوء أداء هادي وسلبيته خلال سنوات رئاسته والرغبة اليمنية الشاملة في وقف الحرب  ,لكن ماحدث لايبدو على الأقل في المدى القريب قادرا على تحقيق شيء ذي بال أو العبور نحو سلام مستدام فما أراه أمامي يؤشر على أن المرحلة القادمة لن تكون أسهل مما مضى إن لم أقل بأنها ستكون صعبة وإن رافقها بعض المتغيرات التي يحاول صناعها  القول بأنهم أنجزوا شيئا.
 

التعليقات