الفهم المغلوط عن معركة شبوة
الإثنين, 15 أغسطس, 2022 - 01:32 مساءً

اسقاط مؤسسات الدولة في الشمال  تم بمباركة رئيس جنوبي ويتم في الجنوب بمباركة رئيس شمالي (وما فيش حَد أحسن مِن حَد)
 
إن فهم ما حدث في شبوة من اسقاط لأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية بكونه اجتثاث لحزب الإصلاح فهم غير دقيق، فوجود الإصلاح في شبوة وغيرها من المحافظات الجنوبية لم يكن سوى وجود رمزي محدود، لا يرقى لمستوى القوة العسكرية التي تتخذ من شبوة مسرحًا لعملياتها العسكرية، والتي ما كان لها أن تُهدي قوات العمالقة وقوات المجلس الانتقالي انتصارا سهلا لولا الضوء الأخضر الذي منحه المجلس الرئاسي للقوات الجنوبية المدعومة من الإمارات.
 
فخسائر حزب الإصلاح في شبوة طفيفة، والخاسر الفعلي الدولة اليمنية، وإذا كان هناك من خسائر للإصلاح فمن المتوقع أن تحدث في مأرب أو تعز .. لكن التجارب السابقة أثبتت أن الإصلاح تنظيم يجيد الاختفاء والحفاظ على بقائه، سواء بالفرار أو بالاختباء تحت مظلة مكون سياسي وعسكري آخر يحميه من الضربات المتوقعة.
 
 إلا إن ذلك لن بحمي الجيش اليمني النظامي من التدمير الممنهج الذي يُضمره التحالف الإماراتي السعودي تحت مبرر استهداف الإصلاح، وإن صار رمادا.
 
وفي الواقع لم يعد لدى الإصلاح ما يخسره، وعدم افصاح التحالف عن نواياه الفعلية المتمثلة في تدمير ما تبقى من ألوية عسكرية نظامية تابعة للجيش اليمني واستهداف المؤسسات السياسية للدولة اليمنية وكل ما له صلة بالوحدة والجمهورية اليمنية، والقوى الفاعلة في المجتمع، و لا يستثني منها الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والقطاع الخاص .. تحت عناوين عريضة  متمثلة في اجتثاث الإصلاح، إنما يمنح هذا الحزب تعاطفا شعبيا - يحد من استياء الشارع من أدائه وتماهيه مع أفعال التحالف منذ قيام الحرب .
 
و المتوقع  من الإصلاح خلال هذه المرحلة أن لا يضع نفسه في موضع المواجهة مع القوى المحلية المدعومة من التحالف.. رغم يقينه، هذه المرة، أن إقصاءه من المشهد السياسي والعسكري بات واقعا، وما يمكنه فعله هو تجنب تقديم تكاليف عالية لمواجهة تبدو عديمة الجدوى.
 
مع العلم أن اختفاء الإصلاح من المشهد - إن حدث- لن يمنع التحالف من استهداف الجيش اليمني، والمتوقع أن يحافظ الإصلاح على وجود رمزي محدود في الصراع الدائر حاليًا، أشبه بالركوب المجاني على تضحيات الجيش، لتقديم نفسه كممثل وحيد لمؤسسات الدولة التي تتعرض للتدمير، ممارسًا دور الضحية، مستفيدا مما تروج له وسائل الإعلام المساندة للتحالف.
 
في حين يعلم اليمنيون أن جوهر الصراع ليس سوى اسقاط لمؤسسات الدولة وتمزيق للنسيج الاجتماعي اليمني، لتمكين التحالف السعودي الإماراتي من استغلال تدخله العسكري في بسط نفوذه على السواحل اليمنية وتحقيق مصالحه الجيوسياسية، حدث ذلك التدمير لمؤسسات الدولة بتواطؤ من هادي في الشمال 2014/2015 ومباركة من العليمي في الجنوب 2022.
 

التعليقات