تحليل: القنابل التي ضربت صعدة أمريكية اشترتها السعودية في 2015م (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الخميس, 23 أغسطس, 2018 - 05:32 مساءً
تحليل: القنابل التي ضربت صعدة أمريكية اشترتها السعودية في 2015م (ترجمة خاصة)

[ غارة صعدة أغلب ضحاياها أطفال ]

في حوالي الساعة 8:20 من صباح يوم 9 أغسطس، سقطت قنبلة من طائرة التحالف بقيادة السعودية على منطقة سوق مزدحمة في وسط ضحيان، في محافظة صعدة.

القنبلة تسببت في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين بشكل مأساوي، وجاءت معظم هذه الإصابات في حافلة واحدة تنقل الطلاب الذين لم يتجاوزوا السادسة من العمر في رحلة ميدانية دينية، وقدر المسؤولون المحليون في الصحة عدد القتلى النهائي بـ 54، بما فيهم 44 طفلاً، ويؤكد عدد القتلى كميات كبيرة من الأدلة المصورة على الفيديو تظهر جثث الأطفال الصغار.

الضربة

نظرًا للكم الهائل من لقطات الفيديو التي تم تحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب الغارة الجوية، فمن الممكن تحديد المكان الدقيق الذي أثرت فيه القنبلة، هذا الفيديو نشرته "Mint Press Newsshows" مباشرة بعد الضربة وحفنة القنبلة، في الأسفل لقطة من الفيديو.



كان موقع الضربة في منطقة مدينة مزدحمة، على بعد أقل من 100 متر من منطقة السوق الرئيسية في المدينة، و المزيد من لقطات قناة CCTV المنشورة من قبل مركز أنصار الله الإعلامي، وهي شبكة إخبارية تابعة للحوثيين، تسمح لنا بقياس وقت الضربة وهي الساعة 8:21 إلى 8:24. تُظهر هذه اللقطات أيضًا المنطقة التي شملت طريقًا بها حركة مرور مزدحمة، وهو شيء يمكن رؤيته بسهولة لطائرة تحلق فوق المنطقة.

الذخيرة

لم يمض وقت طويل على إعلان وسائل الإعلام المحلية عن الضربة، وبدأ النشطاء في تبادل الصور لشظايا القنابل التي زعموا أنه عُثر عليها في الموقع،و شملت هذه الشظايا العديد من القطع الصغيرة من الشظايا من أصل غير محدد، ومع ذلك شملت أيضًا زعنفة التحكم الأمامية من نوع GBU-12 Paveway II ، وهي قنبلة موجهة بالليزر تبلغ وزنها 500 باوند ، مثل قنبلة Mark-82.



بناءً على هذه الصورة في الأعلى يظهر النص التالي:

FOR USE ON MK 82

FIN, GUIDED BOMB

94271ASSY147214

يُعرف الرقم المكون من خمسة أرقام "94271" برقم الكيان التجاري والحكومي (CAGE) ويمكن البحث عنه في قاعدة بيانات على الإنترنت للعناصر المدرجة بواسطة وكالة اللوجستيات الدفاع التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (DLA).

تم تصنيع الزعنفة في هذه الصورة لقنبلة موجهة من نوع GBU-12 Paveway-II من إنتاج شركة Lockheed Martin.

ووافقت الولايات المتحدة الأمريكية على بيع 4020 من هذه الذخائر إلى المملكة العربية السعودية في عام 2015، ويتوافق عرض وعمق الحفرة إلى حد كبير مع الحد الأدنى من التقديرات عن قنبلة 82.MK، التي قدمها مركز جنيف الدولي الإنساني لإزالة الألغام.

على الرغم من ذلك، لم يتم إلتقاط صور شظايا القنبلة في الموقع، مما يعني أن هناك فرصة أن تكون هذه الزعنفة قد وضعت بين الحطام الآخر من قبل مجموعات تحاول تجريم الولايات المتحدة.

على هذا النحو، لا تقدم هذه الصور دليلاً قاطعاً على استخدام قنبلة من نوع Paveway-II من إنتاج شركة لوكهيد مارتن.



الهدف

وفي أعقاب الهجوم، قال المتحدث باسم التحالف بقيادة السعودية، العقيد تركي المالكي، إن قوات التحالف ضربت "هدفاً عسكرياً مشروعاً"، رداً على إطلاق صاروخ باليستي في اليوم السابق إلى السعودية تسبب في قتل أحدهم، وأضاف:"جميع العناصر الموجودة في الحافلة مستهدفة" بما في ذلك "المشغلين والمخططين".

يمكن دحض هذا البيان بأن الحافلة كانت هدفًا عسكريًا مشروعًا من خلال لقطات فيديو تم تصويرها داخل الحافلة قبل الإضراب.



يظهر العديد من الأطفال مكتظين على متن حافلة صغيرة، مع عدد قليل من البالغين، مع عدم وجود أفراد عسكريين أو رجال مسلحين، و يتناسب حجم الحافلة في الفيديو مع صور حطامها الذي تم التقاطه بعد تعرضها للقصف.

وفي وقت لاحق، غير التحالف الذي تقوده السعودية كلامه، ووعد بإجراء تحقيق في الحادث، وقال إن "الحافلة كانت عرضة لأضرار جانبية".

من صور الأقمار الصناعية من ضحيان، التي التقطت في الشهر الماضي، ليس هناك وجود حوثي واضح في المدينة، غير أن الصواريخ الباليستية تطلق بانتظام من محافظة صعدة إلى المملكة العربية السعودية، وتؤدي إلى وقوع خسائر في الأرواح والموت في المملكة العربية السعودية.



وبغض النظر عن حقيقة أن الحافلة استُهدفت في وسط شارع مزدحم بالقرب من سوق مدني، فإن هذا يدل على مستوى لافت من التجاهل للإصابات بين المدنيين.

وبموجب نظام روما الأساسي، فإن "شن هجوم عمداً مع العلم بأن هذا الهجوم سيؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح أو إصابات للمدنيين أو إلحاق أضرار بالأهداف المدنية" يعتبر جريمة. على هذا النحو، فإن قصف ضحيان قد يكون سبباً لإجراء تحقيق في جرائم الحرب.



----------------------------------

*نشرت المادة في موقع (bellingcat)

*الموقع عبارة عن منصة للتحقيق في المصادر المفتوحة والشبكات الاجتماعية، ويركز على الصراعات الموجودة في العالم، وتقديم أدلة ودراسات حالة حتى يتمكن الآخرون من تعلم كيفية القيام بالأمر نفسه.

*يمكن العودة لها على الرابط هنا

*ترجمة خاصة بالموقع بوست.


التعليقات