أسخف دولتين تدخلتا في دولة أخرى، هما السعودية والإمارات، حين تدخلتا في اليمن.
تدخلتا في اليمن تحت مظلة دولية تزعم حرصها على إنقاذ اليمن من الإنقلابات والتمزق.. وحولتا اليمن إلى مجاعة وكوليرا وحصار ومهزلة وموت وإنقلابات وتمزق أكثر!
حتى في المناطق التي تسيطر عليها قوات هاتين الدولتين غريبتي الأطوار، يبدو الظلم أكثر، والفقر أكثر، والمجاعة أكثر، والكوليرا أكثر، والحصار أكثر، والحروب أكثر، والإنقلابات والتمزق أكثر!
غريبو الأطوار هؤلاء عززوا كل الميليشيات والإنقلابات ضد الدولة والشرعية في اليمن! قضوا على الدولة في الشمال والجنوب، ودعموا الإنقلابات والميليشيات فقط: عززوا ميليشيا الحوثي الإمامية وإنقلابها في الشمال، ويدعمون الآن كل الإنقلابات والميليشيات الخارجة عن القوانين الوطنية والدولية في الجنوب!
ولن يتوقفوا ببساطة.
لن يتوقفوا بمحض إرادتهم.
يقولون إنهم يحاربون عدواً كبيراً في اليمن إسمه إيران، لكن كيف سينتصر هؤلاء على عدوهم الصغير الموجود في أنفسهم أولاً: وهو أنفسهم؟!
وتفاهاتهم؟!
وسوء سياساتهم وإداراتهم؟!
كيف سينتصرون على إيران في اليمن وهم يقتلون اليمن ويقوّون إيران؟!
اليمن ليس ساحة لسباق الإبل يا هؤلاء.
إنه بلد يتمزق، ولا توجد لديه أي رفاهية في الوقت ولا في الفرص ولا في سباق الإبل ولا.. حتى في التنفُّس.
حتى التنفُّس، لا يستطيع اليمن أن يتنفس بشكل طبيعي الآن.
إنه بلدٌ مُتعَب ومريض.
وإذا كان آخر ما لديكم هو هذه التفاهة التي رأيناها وسمعنا بها في عدن، فحاولوا أن تنقذوا أنفسكم قليلاً!
قد تدخل عدن وصنعاء مليون قبر، لكنهما ستخرجان من كل القبور.. وسيسجل التاريخ على قبرين صغيرين من مليون قبر عبرته هاتان المدينتان العريقتان:
الرياض وأبوظبي.
* من حائط الكاتب على فيسبوك