سفير فرنسا بالجزائر: المصالحة بين البلدين يجب ألا تكون إنكارا ولا توبة
- الحرة الثلاثاء, 02 مارس, 2021 - 06:20 مساءً
سفير فرنسا بالجزائر: المصالحة بين البلدين يجب ألا تكون إنكارا ولا توبة

[ الجزائر استعادت استقلالها من فرنسا عام 1962 بعد سنوات من النضال ضد الاستعمار ]

قال السفير الفرنسي في الجزائر، فرانسوا غوييت، في مقابلة مع صحيفة "ليكسبريسيون" اليومية الجزائرية، إن مصالحة الذاكرة بين باريس والجزائر يجب أن تكون جزءا من اعتراف متبادل "لا إنكار ولا توبة".

 

ولدى سؤاله عن التقرير الأخير للمؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، قال غوييت "إن حوارا بين بلدينا يمكن أن يثمر تدابير رمزية وأعمالا ملموسة تجسد هذه الرغبة الجديدة في المصالحة بين الشعبين الفرنسي والجزائري".

 

وكلّف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بنجامان ستورا، أحد أبرز الخبراء المتخصصين في تاريخ الجزائر الحديث، في يوليو الماضي "بإعداد تقرير دقيق ومنصف حول ما أنجزته فرنسا حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر" التي وضعت أوزارها العام 1962 وما زالت حلقة مؤلمة للغاية في ذاكرة عائلات ملايين من الفرنسيين والجزائريين.

 

وما زال تقرير المؤرخ الفرنسي الذي قدمه للرئيس الفرنسي في 20 يناير، يثير الكثير من الجدل والانتقادات في وسائل الإعلام وبين المؤرخين في فرنسا والجزائر.

 

ورفض ستورا الاتهامات التي وجهها إليه جزائريون حول دعوته إلى عدم "اعتذار" فرنسا عن 132 سنة (1830-1962) من الاستعمار للجزائر، وقال "لقد قلت وكتبت في تقريري أنني لا أرى مانعا من تقديم اعتذارات من فرنسا للجزائر على المجازر المرتكبة".

 

وقال السفير الفرنسي في مقابلته مع صحيفة "ليكسبرسيون" الناطقة بالفرنسية والمقربة من السلطة "أعتقد أن هدف مهمة بنجامان ستورا أسيء فهمه من قبل البعض في فرنسا كما في الجزائر".

 

وأوضح "لقد رأينا ردود فعل منتقدة من مجموعات مختلفة لتخليد الذكرى شعرت بأن التقرير لم ينصف تجاربها الخاصة في الاستعمار والحرب".

 

وكان ماكرون الذي ولد قبل ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962) وعد باتخاذ "خطوات رمزية" لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد تقديم "الاعتذارات" التي تنتظرها الجزائر.

 

وفي مقابلة متلفزة، الاثنين، رد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي سئل عن الموضوع نفسه بأن الجزائريين "لا يتخلون أبدا عن ذاكرتهم".

 

وأضاف "لن نفضل العلاقات الجيدة (مع فرنسا) على حساب التاريخ والذاكرة، لكن المشكلات تحل بذكاء وهدوء وليس بالشعارات".

 

مع اقتراب الذكرى الستين لانتهاء الحرب واستقلال الجزائر في العام 2022 ، أصبحت "مصالحة الذاكرة" قضية ذات أولوية بين الجزائر وباريس.


التعليقات