تطرقت الحلقة لأجواء النقاشات والحراك السياسي والثقافي والدعوي
مقبل نصر في حلقته الـ 7 يكتب عن: إدارة العواضي لتعز ووصول طرموم وحرية الصحافة في عهد الإرياني ولحظات يوم مقتل محمد علي عثمان
- تعز - خاص الخميس, 21 أبريل, 2022 - 04:56 صباحاً
مقبل نصر في حلقته الـ 7 يكتب عن: إدارة العواضي لتعز ووصول طرموم وحرية الصحافة في عهد الإرياني ولحظات يوم مقتل محمد علي عثمان

[ مقبل نصر غالب - الموقع بوست ]

طلاب الثانوية، في تعز، شعلة من النشاط والحيوية، يتابعون الأخبار عبر الإذاعات والصحف يتفاعلون معها، يتناقشون حولها، ينظمون مسيرات ومظاهرات، مثلا عند احتلال إيران الجزر الإماراتية، عام 1971، خرجت مظاهرة صاخبة من طلاب الثانوية والإعدادية.

 

وتفاعلا مع طلاب القسم الداخلي وهم يشكون من انشقاق الطابق السابع من القسم والخوف من توسعه والسقوط فوق الطلاب، تحرك طلاب الثانوية للتظاهر مع طلاب القسم الداخلي، فتم نقلهم إلى مدرسة الصديق، حيث تم تحويلها إلى قسم داخلي، وبعضهم توزع في مبنى "العربدي"، وهم قلة، وتم حصر المطبخ على الساكنين، وتوزيع مبالغ شهرية للمخرجين بما فيها الكسوة السنوية، مع استمرار صرف "الكدم" يوميا، منذ 1971م.

 

وفي نفس العام أيضا، زار تعز محمد محمود الصواف مستشار وزارة المعارف السعودية، وأصر أن يلقي محاضرة لطلاب الثانوية والإعدادية، فحجزوا له صالة مدرسة الشعب، وقام المدرسون العراقيون بتعبئة الطلاب أن هذا الصواف، من إخوان العراق، خائن محكوم عليه بالإعدام، ويشتغل عند الرجعية السعودية ضد الأمة العربية والتقدمية، وأكيد استدعاه إخوان تعز مما يدل على أن إخوان تعز عملاء السعودية عميلة أمريكا والامبريالية.

 

حضرنا صالة مدرسة الشعب، وحضر المحافظ ومدير عام التربية والتعليم، والصواف مع مرافقيه، قدمه القاضي عبدالله الشماحي، بطريقة استفز الطلاب كلهم مدحه مدحا إلى درجة أنه قال "هذا معاذ بن جبل رقم إثنين، جاء يجدد الإسلام في اليمن"، ثم بدأ الصواف، باستفزاز الطلاب (انقل تحية ملك مؤمن ملك مجاهد)، وأطنب في مدح الفيصل... الخ، وعاد النفوس مجروحة من السعودية والملك فيصل، بسبب محاربة الثورة السبتمبرية ثمان سنوات.

 

أحمد عبدربه العواضي

 

واستطرد في محاضرته والطلاب يصفقون، وتدخل واحد من مرافقيه وقال "التصفيق للنسوان فإذا أعجبكم فكرة قولوا الله أكبر"، وأنهى الصواف محاضرته، وبدأ يستقبل الأسئلة ويرد عليهم، وكام هناك واحد من أصحاب ياسين عبدالعزيز، لم يعجبه السؤال، فقال: هذا سؤال سخيف، والطالب زعل وقام يسب فلطمه، وثارت القاعة بهتاف "لا ياسين ولا إخوان"، وخرج الجميع بين أكوام الطلاب المحتشدين، وليس مع المحافظ غير حارسين، وذهبوا إلى إدارة المدرسة وجلسوا فيها.

 

بينما واصل الطلاب الصراخ "لا ياسين ولا إخوان"، وخرجوا من المدرسة إلى شارع جمال، حتى وصلوا مدرسة الثورة الثانوية يرددون نفس الهتاف، لكن لم يفكر حد منهم بالاعتداء على ياسين أو المحافظ ولا الصواف، ولا على الزملاء، فقد كان هناك قيم أن المظاهرة تعبير عن رأي، وليست للاعتداء أو التخريب.

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب يتذكر: كنتُ وكانت تعز .. ذكريات عن الدور المصري والزخم الثوري والمركز الإسلامي

 

لكن ياسين، أعلن الاعتزال ورفض البقاء في المنصب، رغم محاولات المحافظ إقناعه في البقاء وممارسة عمله، وتفرغ للتدريس في مدرسة تحفيظ القرآن، لم يطالب بمنصب في الوزارة ولا ملحقية ثقافية، وبالمقابل تم ترحيل المدرسين العراقيين، الذين تسببوا بهذه المشكلة دفعة واحدة، في نفس الأسبوع.

 

حكاية المحافظ أحمد العواضي

 

في عام 1972، تعين أحمد عبدربه العواضي محافظا لتعز، فجاء إلى مدرسة الثورة الثانوية، وخطب في طابور الصباح، ومن ضمن ما قاله "كل طلباتكم مجابة بدون مظاهرات، ما تحتاجونه تعالوا بلغوني، لكن مظاهرة لا"، لذلك احتفلنا يوم توقيع اتفاقية الوحدة في القاهرة، نهاية أكتوبر، من نفس العام، داخل المدرسة، ولم نخرج مظاهرة، وألقى الطالب الاشتراكي عباس الديلمي، قصيدة شعرية بهذه المناسبة جاء فيها:

 

ألا فليعلم التاريخ أني

أنا اليمني مهد الثائرينا

بنيت لأمتي حصنا منيعا

أمام مؤتمرات الحاقدينا

 

بدأ المحافظ العواضي، بقوة، وقال إنه مستعد يجعل تعز أفضل من الحديدة من حيث المشاريع والتطوير، أفضل مما عمله سنان أبو لحوم في الحديدة، فقد كانت محافظة الحديدة حينها مثال للتنمية.

 

وفعلا اشتغل وانتعشت تعز، طرقات وسفلتة وإنارة، وتجاوب معه التجار بالبذل والعطاء، والانجازات متواصلة.

 

وجاء المتنفذون بأوامر عليا ليصرف لهم مبالغ من إيرادات المشاريع، فقال "مش معقول الناس وثقوا بي وأنا أخون الثقة بأوامر، يفترض الأمر أن يكون من إيراد المحافظة مثل جمرك المخاء والضرائب، ونصرفها ولو بالتقسيط"، فأبلغوا الإرياني، وأصحابه، أنه رفض الأوامر، وقال سيستقل بتعز ماليا وإداريا، وينفصل عن صنعاء.

 

طلبوه إلى صنعاء ليتأكدوا من قراره، وهو طالع في الطريق خرج له طقم عسكري في منطقة كتاب، وتحرش بالسيارة عن اليمين إلى اليسار، مما استفز حراسة العواضي، وفي ذمار، "بنشرت" سيارة العواضي، فنزل منها، وجاء الطقم مسرعا، وطارت حجرة إلى رأس الشيخ العواضي، فصاح وسقط مغشيا عليه، فظن أتباعه أن الطقم أطلق عليه النار من كاتم للصوت، فأطلقوا النار على الطقم، وأصابوا عددا من أفراده، فما وصل صنعاء، إلا وقد قامت عليه القيامة.

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر يتحدث عن: إنشاء منتزه تعز وأول انتخابات نيابية وجدل إنشاء البنك المركزي

 

نصحوه أن يذهب إلى غرفة استراحة في سجن القلعة، كضيف، حتى تهدأ ثورة الجيش، فوافق، وكانت تأتيه إشاعات بأن الجيش يطالب برأسه، وليس حراسته، الذين أطلقوا النار، وتارة أن المحكمة العسكرية قضت بإعدامك، فقال إذا كان من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا، وتمرد وقاتل وقتل عددا من الجنود، حتى جاء السلاح الثقيل ونسف مكان تمترسه، وهذه روايات سمعناها من أكثر من مصدر مطلع حينها، ومن مقربين أيضا.

 

الإرياني وحرية الصحافة

 

خسرت تعز، الشيخ العواضي، وظنت أن المؤامرة عليها لا على الشيخ، وتم تعين محافظ بدله هو سعيد الحكيمي، وأنا في أول ثانوي، وتم تعيين محمود علي مقبل، مديرا المدرسة، لأن سعيد فرحان، تعين عضوا في مجلس الشورى، ضمن نسبة رئيس الجمهورية 30% بموجب الدستور الدائم، ومساعد مدير المدرسة عبدالرقيب الحميري الشرعبي.

 

وأنا في الفترة المسائية ترقيتُ مساعد مدير مدرسة الثورة الابتدائية، وفي عام 1973، بدأت اكتب محاولات شعرية بسيطة مباشرة، وأحيانا أشقلب الأغاني الشهيرة، بطريقة ساخرة.

 

وبدأت كتابة موضوعات في صحيفة الجمهورية، قفشات ساخرة، نقد لاذع، بحرية كاملة، فميزة عهد الإرياني، حرية الصحافة، رغم أن الصحيفة تابعة للدولة.

 

أما صحيفة الصباح الأهلية، الصادرة في الحديدة، صاحبها سعيد الجريك، حريتها كانت مطلقة، تشرشح بأي مسؤول في الدولة، تهاجم أجهزة الدولة كلها، تطالب بعزل وزير أو استقالة الحكومة.

 

وبالمناسبة، كان لدى الجريك، صحيفة في عدن، أيام الاستعمار البريطاني، وذات مرة أغلقتها السلطات، فنشر صفحة واحدة، فيها صورته وفي فمه قفل، وعلق عليها بالعربي والانجليزي، وانتشرت الصورة، فاضطرت بريطانيا، السماح له بإصدار الصحيفة، هروبا من الحرج.

 

عبدالرحمن الإرياني

 

وفي تعز، صحيفة الشعب، تابعة لهاشم علي عابد، ذات اتجاه ناصري، وصحيفة الأمل تابعة لسعيد الجناحي، اتجاه اشتراكي، وفي صنعاء صحيفة صوت اليمن رئيس تحريرها الأستاذ عبدالملك الطيب، وكانت فكرية ثقافية تستلهم أفكار مؤسسها في عدن الشهيد محمد محمود الزبيري.

 

وضمن الاهتمام بطلاب الثانوية والإعدادية، كان يأتي العلامة قائد العنسي (شقيق القاضي عبدالكريم العنسي محافظ تعز في 1971م) يلقي علينا محاضرة موجزة في طابور الصباح.

 

وكان الزنداني، ينزل إلى تعز، ويلقي محاضرات لطلاب الثانوية، يناقشهم في إثبات وجود الله، وأن القرآن كلام الله، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من عند الله.

 

نقاش عقلي منطقي علمي وأمثلة من الواقع والحياة، ويتحمل الجراءة والرفض والتهم كي يرد بطريقة منطقية يحرج الآخر، دون أن يستعير أدلة نقلية، إلا نادرا أو في خطبة الجمعة.

 

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب في حلقته الثانية من كنتٌ وكانت تعز.. ذكريات عن الجبهة القومية والحراك بين القوميين والإسلاميين

 

هذه الصفة الحوارية طبيعة الذين تخرجوا من الجامعات المصرية بكل اتجاهاتهم، ولا توجد عند خريجي الجامعات السعودية، حيث حوارهم فتوى جاهزة مثل الاشتراكية كفر، المولد النبوي بدعة، زيارة القبور إشراك، الأغاني فساد، المزاح لغو.

 

وكنا نبذل جهدا كبيرا في ترويضهم وإدخالهم الخدمة وبعضهم استعصى علينا حتى وجد ملاطيم من المواطنين، وبعضهم كان يفرح بالملطام كونه في سبيل الله.

 

وصول عمر طرموم

 

في عام 1973، وصل المفكر الحضرمي عمر طرموم، وغير لنا مسار المحاضرات في المركز الإسلامي، بدلا من أن يحاضر العلماء والشباب يسمع، يحاضر الشباب والعلامة يسمع، كل أسبوع يكلف شاب بتلخيص كتاب، ثم يحاضر الشباب في المركز لمدة نصف ساعة، ثم تلخص المحاضرة إلى مفاهيم يتم مناقشتها، والعلامة يختتم الندوة بتلخيص المناقشات، يصحح المفاهيم، يصوب الأخطاء، يضيف ما عنده.

 

اغتيال محمد علي عثمان

 

في عام 1973، حدثت عملية اغتيال الشيخ محمد علي عثمان، عضو المجلس الجمهوري، بعد صلاة الفجر في تعز، وأعلنت حالة الطوارئ في تعز، ولم أسمع إذاعة تعز، فقد كنت في مقيل، في حبيل الظبي، جنب الكمب.

 

خرجت بعد المغرب، أمشي عائدا إلى المدينة، حيث سكني، فلاحظت الشوارع فارغة والمحلات مقفلة، وصلت حوض الأشراف، قابلني العسكر: ليش تكسر حظر التجول؟ والله ما لي علم، أنا طالب في الثانوية كنت أذاكر مع أصحابي.

 

محمد علي عثمان

 

وواحد من العسكر عرفني من خلال الخطابة في المساجد، فقال لهم هذا معروف لدينا اتركوه، وهكذا طوال الطريق يطلع واحد يعرفني، إما ابنه يدرس عندي أو يقرأ الصحيفة، أو ابنه زميلي في الدراسة، وهكذا حتى وصلت الباب الكبير، على مقربة من سكني، شافني ضابط صديقي وابنه زميلي في الثانوية، أمر أن يدخلوني الحجز وهو يضحك: شلوه الحجز.

 

دخلت الحجز والمحجوزين كثير، منهم واحد سواق سيارة النعمان، نزل به من صنعاء يعزي آل عثمان، وأوصله إلى بيته وأراد الوصول إلى سكنه عند أهله فمسكوه ودخل الحجز.

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب يسرد ذكرياته عن بدايات التعليم في تعز ورد المخلافي على مذيع في عيد الثورة

 

قال سمعنا في راديو السيارة أنه قد تم نقل جثمان الشيخ بالطائرة إلى صنعاء كي يحضر مراسيم تشييع رئيس المجلس الجمهوري، فقال النعمان ساخرا: (غاب العدل حتى في المجلس الجمهوري، العضو الميت يطير في الجو والعضو الحي يسير على الأرض).

 

يقول لهم السائق، يا جماعة أنا ملتزم الصباح أرجع بالنعمان، إلى صنعاء، خلوني أروح بيتي أنام، لم يسمع له أحد، وأنا أدور الضابط صاحبي أقل لهم يمزح معي، قالوا ارقد لما يأتي الصباح.

 

بتنا في شر ليلة، وفي الصباح جاء عريف يسأل: فين الأستاذ مقبل؟ قلت أنا، فقال اخرج، روح لك، والبقية قال سيخضعون للتحقيق.

 

وتخليدا لذكرى الشيخ، تم تسمية أول مدرسة خاصة في تعز باسمه (مدرسة محمد علي عثمان)، وهي مدرسة خاصة بأولاد الذوات ورجال الأعمال، تدرس اللغة الانجليزية من الصفوف الأولى للمرحلة الابتدائية، وفق منهج بريطاني متطور، وتكريما للشيخ تم تعين ابنه عبدالرحمن محمد علي عثمان محافظا لمحافظة تعز.

 

عمر طرموم

 

وفي نفس العام، بدأ ينتشر البعوض في أماكن من تعز، فيها بلاليع مفتوحة، وأنا أكره البعوض من طفولتي، حيث بقيت عشرة أيام جوار سيل (عقان)، وأنا راجع من عدن أنا والوالد وعمري خمس سنوات، في 1958م، وكان علينا أن ننتظر حتى يخف السيل ويستطيع بابور (عنتر ناش)، أن يقطع السيل.

 

والبعوض اشتغلني طوال الليالي، ومن كثرتهم، لا أدري كم أهش وكم أقتل، خلت جسمي مخزق مثلما المنخل، وزاد الطين بله، رقدت مع القافلة في طريقي من تعز إلى القرية، واشتغلتني حشرة اسمها (كرش الجمال) لم تترك حتى عيني اليسرى فاحمرت.

 

وفي الإقامة الثانية في عدن، سكنت في منطقة دار سعد أواخر عام 1965، ودار سعد بينها وبين الشيخ عثمان، حوالي خمسة كيلو متر، لكنها بلا مجاري ولا كهرباء ولا مياه ولا سفلتة شوارع، والبعوض بالملايين، لكن كنت جوار قصر السلطان، وكان يرش مواد لمكافحة البعوض، والمبيدات تقضي عليه وما حوله، وقد كان انتشار البعوض في تعز نذير شؤم عندي.

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر يتحدث عن وفاة المخلافي وسقوط صعدة بيد الملكيين واعتقال ياسين عبدالعزيز

 

استهداف الناصري للإخوان

 

في عام 1973، تعين عبدالفتاح البصير مدير عام التربية والتعليم في تعز، وهو ناصري مثقف وقانوني، لم يصطدم مع الإخوان، لكنه أراد أن يكون القرار مركزيا، عمل كشفا بأسماء ناصريين للتعيين بدل الإخوان في المكتب وإدارة المدارس، وسلمه للوزير أحمد جابر عفيف، يطلب منه قرارا وزاريا على شأن يقول للإخوان قرار وزاري، لا دخل لي فيه، وأنا ملزم قانونيا بتطبيق قرار الوزير.

 

ياسين عبدالعزيز

 

لكن الوزير كتب على الكشف والعرض "مش هم طماطيس كرتون بدل كرتون، التغير يكون بالتدريج على واحد واحد بانتهاز سلبيات وأخطاء"، وصل للإخوان صورة الكشف وجواب الوزير، فذهبوا إلى رئيس المجلس الجمهوري، وعرضوا عليه استهداف الناصري لهم، فأصدر أمرا إلى الوزير بعدم التغيير إلا بإدانة واضحة، وموافقة المحافظ.

 

وتعرض عبدالفتاح البصير، لمقلب نهاية العام الدراسي، حيث أخذ إجابات طلاب الثانوية العامة وقرر أن يوصلها إلى الكنترول في صنعاء بنفسه.

 

استلم ستة كراتين من الكنترول في تعز، وعمل لهم استلاما بذلك، حملها في سيارة المكتب (لاند روفر مقفص) وتحرك طريق صنعاء مباشرة، وصل كنترول صنعاء والكراتين خمسة، فتم حبسه وحبس الحارسين والتحقيق معهم، ولا خبر ولا علم.

 

وجرى عزله وقياس درجة الطلاب في مادة الكيمياء على درجاتهم في الفيزياء، وأعلنت النتائج واستلم الطلاب استمارة النجاح، وجاء بعد ذلك خبير في سفلتة طريق صنعاء تعز وسلم الكرتون إلى الوزارة، قال وجده مرميا في نقيل سمارة.

 

اقرأ أيضا: مقبل نصر في حلقته السادسة يكتب عن: مواقف من حياة البيحاني والفريق العمري واغتيال مشائخ خولان

 

الحجري واتفاقية الطائف

 

وفي عام 1973، شكل القاضي عبدالله الحجري، الحكومة، وعملوا ميزانية محددة لأول مرة في تاريخ الحكومة وضبط النفقات بإجراءات إدارية ومالية.

 

ضبط الأجهزة الأمنية، وتساقطت جبهات اليساريين في تعز، والمناطق الوسطى، وتم تقديمهم للمحاكمة، ورئيس المحكمة القاضي غالب عبدالله راجح.

 

لكن القاضي الإرياني، أوقعه بالتوقيع على تجديد اتفاقية الطائف مع السعودية، فنقم عليه اليسار في الشمال والجنوب.

 

وفي نفس العام أيضا، ارتفع رأس الأمة العربية وانتعش روحها في معجزة العبور وهزيمة إسرائيل في السادس من أكتوبر، وتحرير قناة السويس، ومحافظة سيناء، وقوة سوريا في استعادة القنيطرة، وجزء من جبل الشيخ، رغم كثافة القصف الجوي عليها.

 

وفي صيف هذا العام، معظم المدارس تحولت إلى معاهد أهلية بدون ترخيص، فالمدير يسمح لنفسه بدعوة طلابه الراغبين للترفيع، يرفع طلابه وينجحهم بموجب كشف الدرجات، لا يحتاج إلى صرف شهادة نجاح.

 

عبدالله الحجري

 

وفي هذا العام، تركت السكن في المعهد الديني، لحاجته للفصل الذي أسكن فيه، ولم أعد بحاجة للسكن المجاني، استأجرت بيتا بمشاركة زملاء.

 

وخلال هذا العام، تألق بعض شباب الإخوان، ومنهم عبدالحميد محمد فرحان، وأحمد عبده القيري، ورياض عبدالحبيب القرشي.

 

وكانت تعز، تشهد وصول نازحين من عدن، ولم يقتصر النزوح على النخبة، بل طال مواطنين عاديين، ومنهم خالي "أحمد سلطان"، استقبلته في هذا العام، نازحا من عدن، بشكل نهائي، حيث قطع له جواز سفر، وسافر إلى بريطانيا، وما زال فيها إلى الآن.

 

وفي عام 1973، تم إنشاء أول معهد معلمين نظام ثلاث سنوات بعد الإعدادية، يدرس الطلاب كل مقررات الثانوية كاملة إضافة إلى المواد التربوية، ويستلم في نهاية الثانوية شهادتين، ثانوية عامة علمي أو أدبي وشهادة دبلوم عام، لذلك أطلق عليها المعاهد العامة، وبدأت بفصل دراسي في مدرسة الثورة الثانوية، وأنا أحد طلابه، نستلم في الشهر 15 ريالا.

 

يتبع في الحلقة القادمة.

 

*خاص بالموقع بوست.


التعليقات