تفاصيل يوم عاصف في عدن
- عدن - خاص الجمعة, 05 مايو, 2017 - 12:51 صباحاً
تفاصيل يوم عاصف في عدن

[ من مظاهرات عدن ]

أنهى الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي الخميس فعالية أسموها "إعلان عدن التاريخي" بساحة العروض بخورمكسر، أفضت إلى تفويض المحافظ المقال عيدروس الزبيدي برئاسة مجلس قيادة سياسي ممثل عن الجزء الجنوبي من اليمن.
 
وجاءت هذه الفعالية بعد مضي أسبوع على صدور قرارات رئاسية أطاحت بمحافظ عدن عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك المقربان من دولة الإمارات من منصبيهما، لتبدأ بعدها فصائل الحراك الجنوبي الانفصالي بالحشد والتحريض على قرارات الشرعية واصفة إياها بالإقصائية.
 
ورفعت مخرجات الفعالية من سقفها الذي كان متوقعا بأن لا يتجاوز التضامن مع المحافظ المقال عيدروس الزبيدي، والتأكيد على الوقوف معه ضد قرارات الشرعية، إلا أن بيان الفعالية والذي حمل اسم "بيان عدن التاريخي" تجاوز ذلك إلى إعلان تفويض عيدروس الزبيدي برئاسة كيان سياسي سيعمل لاحقا على ترتيبه وإنشائه.
 
وتضمن البيان اتهاما واضحا للإخوان المسلمين باختطاف الشرعية، وإصدار قرارات العقاب السياسي والإقصاء بحق رموز المقاومة الجنوبية، معتبرا بأن القرارات الرئاسية الأخيرة المستهدفة لرموز وجوهر قضية الجنوب إنما جاءت للانقضاض على الشراكة القائمة بين الجنوبيين والشرعية، حد زعم البيان.
 
وعبر البيان عن رفض القرارات الرئاسية الأخيرة أو أي قرارات مماثلة مستقبلا، ليكون بذلك المشهد أشبه بالتمرد على الشرعية، إلا أن كاتبي كلمات البيان حاولوا إيجاد كلمات مطاطية ورمادية، لتترك بذلك مجالا لأي مباحثات أو مشاورات مستقبلية مع الشرعية، كما يرى مراقبون.
 
وحضر المحافظ المقال عيدروس الزبيدي إلى ساحة العروض بخورمكسر، إلا أنه لم يقرأ البيان كما كان ينتظره المتجمهرون، حيث اكتفى بكلمة مقتضبة عقب الانتهاء من قراءة البيان.
 
وحيا الزبيدي المجاميع المحتشدة، وشكرها على ثقتها التي بفضلها تم تفويضه برئاسة الكيان السياسي الجنوبي وتشكيله.
 
وقال الزبيدي بأنه سيخوض "ملحمة السيطرة على الأرض" رفقة الشعب الجنوبي والمقاومة الجنوبية، حسب قوله، مضيفا بأن يوم الرابع من مايو سيشكل مرحلة مفصلية في مسار الحركة الوطنية الجنوبية ونقلة نوعية في العمل السياسي الجنوبي.
 
مدير أمن عدن شلال شائع وعدد من قيادات الحزام الأمني كانوا حاضرين في الفعالية إلى جانب عدد ضئيل من رموز المقاومة الجنوبية، حيث غلب على الفعالية لون واحد على عكس بقية الفعاليات السابقة.
 
صور المحافظ المقال عيدروس الزبيدي، ومدير أمن عدن شلال شائع، ووزير الدولة المقال والمحال للتحقيق هاني بن بريك، ملأت ساحة العروض، في حين تم تخصيص لوحات محدودة لصور ملوك وأمراء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أما صور قيادات الشرعية وفي مقدمتهم الرئيس عبدربه منصور هادي فقد غابت تماما، لتكشف مدى الهوة الواسعة بين الحراك الجنوبي الانفصالي من جهة وبين الشرعية من جهة أخرى.
 
وعلى الرغم من الدعاية المكثفة خلال الأسبوع الفائت والتي هدفت لحشد أكثر عدد ممكن من الجنوبيين في فعالية الرابع من مايو، لكنها فشلت في ذلك، حيث لم يتجاوز عدد الحاضرين 3 آلاف متظاهر حسب تقديرات غير رسمية، وغلب الطابع المناطقي على الحشد، فقد كان أغلب المتظاهرين ينتمون لمحافظة الضالع، مسقط رأس الزبيدي.
 
وتحدث مراقبون ومحللون سياسيون عن إمكانية تحول هذا الكيان السياسي، والذي تركت مهمة إنشائه وترتيبه لعيدروس الزبيدي، إلى أداة لابتزاز الشرعية، كغيره من فصائل الحراك الجنوبي، والتي اختار  بعضها الذهاب لإنشاء تحالفات مع إيران، بعد أن فقدت بوصلتها في الداخل في ظل التزاحم الذي تشهده الساحة الجنوبية، والتي يتجاوز فيها عدد المكونات 100 مكونا وتكتلا، حيث أصبح مسرح القضية الجنوبية مرتعا للارتزاق في ظل غياب رؤية إستراتيجية توحد كل الفصائل تحت قيادة واحدة وأهداف محددة.
 
وتولت وسائل الإعلام الإماراتية بشقيها الرسمي والغير رسمي مهمة تغطية الفعالية والترويج لها بأنها تمثل نقلة تاريخية للمحافظات الجنوبية، لتضع بذلك تساؤلات حول الموقف الإماراتي من القرارات الرئاسية الأخيرة وعلاقته بالحكومة الشرعية.
 
وعلى الجانب الآخر، فقد احتشد المئات من المواطنين المؤيدين للقرارات الرئاسية في مديرية كريت للتعبير عن حالة القبول الشعبي بالقرارات الرئاسية والتي كان من ضمنها قرار  إقالة عيدروس الزبيدي من منصب محافظ محافظة عدن.
 
ورفع المتظاهرون لافتات وصورا للرئيس هادي والمحافظ عبدالعزيز المفلحي، معبرين عن وقوفهم إلى جانب الشرعية ودعمهم للمحافظ الجديد، في صورة تعكس مدى التباين الذي تعيشه العاصمة المؤقتة عدن، والذي يعد ظاهرة صحية.
 
التظاهرات والتظاهرات المضادة، لم تكشف فقط عن التباين الموجود في الشارع، بل كشفت مدى الانقسام الذي يسود الأجهزة الأمنية والتشكيلات العسكرية، فقد وقفت إدارة الأمن بعدن والتي يرأسها شلال شائع مع فريق الزبيدي إلى جانب قوات الحزام الأمني التابعة للقوات الإماراتية، بينما تكفلت ألوية الحماية الرئاسية بتأمين التظاهرات المؤيدة للشرعية والتي حضرها قائد قوات الأمن الخاصة العميد ناصر العنبوري.
 
ويخشى المواطنون في العاصمة المؤقتة عدن بأن تتسبب حالة الانقسام هذه في إفشال جهود المحافظ الجديد عبدالعزيز المفلحي، والذي لم يصل بعد لعدن بالرغم من مرور أسبوع على تعيينه محافظا للمحافظة.
 


التعليقات